الهالو… الطوق القبيح، هل بدأت سيئاته تظهر مُبكرا؟

كتب: المهندس بول جاموس

منذ اللحظة الأولى التي ظهر فيها “الهالو”، كان حديث الساعة ولا يزال عند الجميع وعن جدوى إعتماده من قبل الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”.

الهدف الرئيسي من هذا النظام بحسب “الفيا” هو حماية مقصورة سيارة الـ “أف1” من القطع المُتطايرة بُغية حماية رأس السائق. ولكن أسئلة كثيرة عن جدوى هذا النظام تُطرح وهي التالية:

أولا” هل يَحمي “الهالو” السائق من القطع الصغيرة المُتناثرة كالبرغي “الصغير” على سبيل المثال الذي دخل بخوذة فيليبي ماسا، سائق “فيراري”  عام ٢٠٠٩، وكاد أن يودي بحياته؟

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

ثانيًا كيف يمكن سحب السائق من مقصورته و”نظام الهالو” موجود؟  وتحديدًا في حالات الحوادث والاصطدامات الكبيرة على غرار حادث فرناندو ألونسو خلال جائزة أستراليا الكبرى ٢٠١٦، والحادث المشؤوم (ذات الظروف الإستثنائية والمعروفة وقتها) أثناء جائزة اليابان الكبرى ٢٠١٤  الذي أودى بحياة السائق الفرنسي جول بيانكي وكان السبب الرئيسي بفتح السجال حول حماية رأس السائق، أو حتى خلال حالات الحريق.

ثالثا” تأثير الهالو على مجال الرؤية؟ فأكثر من سائق مثل هاملتون وفيتيل عبروا عن شعورهم بدوار أثناء القيادة نظرا” للمجهود الكبير الاضافي الذي عليهم أن يبذلوه مع تواجد نظام حماية رأس السائق مُثبت أمام مجال الرؤية لديهم.

رابعا” كيف سيتقّبل المتابع والمشاهد رؤية هذا “الطوق القبيح” غير المألوف إطلاقًا على سيارات المقاعد الأُحادية والجديد بالكامل على بطولة العالم للفورمولا ١ منذ نشأتها رسميا عام ١٩٥٠؟

على صعيد آخر بدأت تطفو على السطح المشاكل  التقنية المُترتبة على إدخال “الهالو” بشكل إلزامي على سيارات ٢٠١٨، بحيث إعتبر بادي لوي المسؤول التقني لفريق “وليامز” أن “الهالو” سيُرتب وزن إضافي سيؤثر بشكل كبير على تصميم وتطوير السيارة على الرغم من رفع الوزن الاجمالي المسموح به 6 كيلوغرامات عن عام ٢٠١٧.

وبالسياق ذاته يَعتبر لوي أن زيادة الوزن ستؤثر سلبًا على السائق “الأثقل” من غيره، وانه كان من الأجدى رفع الوزن الإجمالي المسموح به أكثر من 6 كلغ نظرًا لتعقيد “الهالو” واجزائه المثبة بهيكل السيارة.

تحدي آخر يفرضه “الهالو” وهو تأثيره على تدفق الهواء، وإن كان هذا التأثير أقل بكثير من تحدي الوزن، ويؤثر بشكل عام على التصاميم الجديدة.

أكثر ما يفكر فيه أي متابع للـ “أف1” بالوقت الراهن هو “الهالو” وكيف ستكون أشكال السيارات وتأديتها في ٢٠١٨. سيئات هذا النظام “الطوق” كثيرة جداً، وشخصيًا لا أرى فيه حسنات تُذكر. وسيكون بدون أدنى شك التحدي الأبرز للفرق كافة لايجاد أفضل تصميم. فالأفضلية ستكون لمن يُصممه بأقل وزن وبأفضل تعامل مع تدفق الهواء.

أما السؤال الاهم فهو: هل سنرى فشل وتَسرع مرة أخرى باعتماد قوانين وإدخال أنظمة جديدة على البطولة من دون دراسة تأثيراتها بشكل كامل؟، وادارة “الاذن الطرشة” لأغلبية عُشاق ومتابعي البطولة الذين يرفضون بشكل قاطع نظام “الهالو” القبيح؟ الذي لا أتوقع له أن يستمر لوقت كبير، تمامًا كما حدث مع تغيير قانون نظام التجارب التأهيلية عام ٢٠١٦، الذي استمر لعدد قليل من الجولات  قبل الغاؤه بشكل كامل.

 

موقع ويلز لايف ستايل
Bookmark the permalink.