فورد تطور تقنية التعقيم بالحرارة الحديثة للقضاء على فيروس كورونا في سيارات الشرطة الأمريكية

صممت فورد برنامج كمبيوتر حراري جديد لتجربته على سيارة الشرطة “بوليس إنترسيبتور يوتيلتي”، يمكن للسلطات التنفيذية الأمريكية استخدامه للمساهمة في الحد من انتشار فيروس “كوفيد-19”.

ويتوفر الحل الإلكتروني الذي يمثل النموذج الأحدث من تقنيات السيارات الذكية، على الفور لجميع طرازات سيارات “بوليس إنترسيبتور يوتيلتي” بين عامي 2013 و2019 في الولايات المتحدة وكندا وبلدان أخرى حول العالم.

وفي هذا السياق، قال هاو ثاي تانج، الرئيس التنفيذي لتطوير المنتجات والمشتريات في فورد: “يعمل المسعفون الأوائل على خطوط الدفاع الأولى لحمايتنا جميعاً، ما يعني أنهم عرضةٌ أكثر من غيرهم للإصابة بالعدوى ويحتاجون بشدة إلى مزيد من التدابير الوقائية. ولهذا، بحثنا عمّا في جعبتنا حول كيفية مساعدتهم، فقمنا بتحويل أنظمة نقل الحركة وأنظمة التحكم بدرجة حرارة السيارة إلى جهاز للقضاء على الفيروسات”.

آلية العمل

يتمثل الحل البسيط في رفع درجة حرارة المقصورة بما يكفي للقضاء على الفيروسات بداخلها. وباستخدام أنظمة التحكم بالحركة ودرجة الحرارة في سيارات “بوليس إنترسيبتور”، يتيح هذا الحل الإلكتروني للمركبات رفع درجة حرارة مقصورتها الداخلية إلى أكثر من 133 درجة فهرنهايت[1]، أي أعلى من درجة الحرارة في “وادي الموت” في الأيام الأشد حرارة، لمدة 15 دقيقة، وهي مدة كافية للمساعدة في تطهير كافة النقاط المعرضة للمس في السيارة.

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

وبمجرد تفعيل الآلية، تعمل أنظمة نقل الحركة وأنظمة التحكم بدرجة الحرارة معاً وبصورة تلقائية لرفع درجة حرارة المقصورة الداخلية، حيث يقوم البرنامج بتسخين المحرك إلى درجة حرارة مرتفعة وتعمل إعدادات الحرارة والمروحة بطاقتهما القصوى.

ويراقب البرنامج درجات الحرارة داخل المقصورة بأكملها آلياً لتصل إلى المستوى الأمثل، ثم يبقيها على الدرجة الحالية لمدة 15 دقيقة.

وبهدف التحقق من مدى فعالية هذه الطريقة في التعقيم، تعاونت فورد مع جامعة ولاية أوهايو لتحديد درجة الحرارة والمدة الزمنية الكافية للقضاء على فيروس “كوفيد-19”.

وقال جيف جانيس وجيسي كويك، المشرفان على المختبرات في قسم علم الأحياء الدقيقة بجامعة ولاية أوهايو: “أظهرت الدراسة التي أجريناها بالتعاون مع فورد موتور كومباني أن تعريض فيروس كورونا لدرجة حرارة 56 درجة مئوية، أو 132.8 درجة فهرنهايت لمدة 15 دقيقة يقلل من كثافة الفيروس على الأسطح الداخلية والمواد المستخدمة في مركبات بوليس إنترسيبتور بنسبة تزيد عن 99%”.

وستتوفر أمام السلطات التنفيذية عدة سبل لرصد التقدم في عملية التعقيم، حيث تبدأ المصابيح الخلفية والأضواء الرباعية بالوميض بنمط محدد مسبقاً كإشعارٍ عند بدء العملية، ثم تتغير الإشارة في النهاية إشعاراً باكتمال العملية. وتشير مجموعة أدوات السيارة أيضاً إلى مقدار التقدم، ثم تبدأ أنظمة التبريد في المركبة بخفض درجة الحرارة من أعلى مستوياتها.

ويمكن للسلطات التنفيذية استخدام هذه الآلية بانتظام لتعقيم المركبات أثناء تواجد عناصر الشرطة خارج المركبة. وعند استخدامها بالتزامن مع إرشادات التعقيم المعتمدة من قبل “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”، يمكن لآلية رفع درجة حرارة المقصورة أن تساعد على الوصول إلى مناطق قد لا تصلها إجراءات التعقيم اليدوية. فالحرارة تمتلك القدرة على الوصول إلى الشقوق والمناطق التي يصعب الوصول إليها، مما يساعد على تقليل تأثير الخطأ البشري في استخدام مواد التعقيم الكيماوية.

وقد أجرت فورد عدة تجارب عملية على البرنامج في مركبات تمتلكها شرطة مدينة نيويورك وشرطة لوس أنجلوس وشرطة ولاية ميشيغان وشرطة ولاية ماساتشوستس وشرطة بلدة بوردمان في أوهايو ومكتب مأمور مقاطعة سيمينول في فلوريدا.

الحاجة إلى حلول سريعة

بدأ فريق الهندسة في فورد بمشروع في أواخر مارس لإزالة التلوث من المركبات باستخدام الحرارة. وبعد فترة وجيزة، أشارت شرطة مدينة نيويورك في جلسة نقاش أجرتها مع شركة فورد إلى حاجتها لعملية تطهير أكثر كفاءة أثناء الوباء.

وفي هذا الإطار، قال ستيفن تايلر، مدير تسويق علامة فورد التجارية لقطاعات الشرطة: “في بعض حالات الطوارئ، غالباً ما يكون عناصر السلطات التنفيذية من أوائل المسعفين حين لا تتوفر سيارات الإسعاف. ففي رحلة ما، قد ينقل هؤلاء مريضاً بفيروس كورونا إلى المستشفى، وقد ينقلون مريضاً لا تظهر عليه الأعراض في رحلة أخرى”.

ولدى استخدامها كخطوة مكملة لعمليات التنظيف الموصى بها، يمكن لتسخين المقصورة بأمان أن يضمن تعقيم المركبة بالشكل الصحيح قبل خروجها إلى الطرقات مرة أخرى.

وأضاف تايلر: “أصبح بمقدور عناصر الشرطة اليوم استخدام آلية التنظيف الذاتي هذه كمستوى إضافي من الحماية داخل السيارة، وخاصة في المناطق التي قد لا يصلها التنظيف اليدوي. ولأن هذا الفيروس عدوٌ خفي، نفخر بتوفير حل يساعد السلطات التنفيذية على مكافحته”.

الطرح الأولي

يمكن لدوائر الشرطة الكبيرة التي تمتلك مراكز خدمة خاصة بها تثبيت البرنامج باستخدام الأدوات الإلكترونية للبحث عن أعطال المركبات، بينما يمكن للدوائر الأخرى أن تتعاون مع الوكلاء المحليين لتثبيت البرنامج على مركبات بوليس إنترسيبتور للطرازات بين عامي 2013 و2019.

أما بالنسبة لمركبات الشرطة من طرازات 2016 – 2019، فيمكن تفعيل برنامج رفع درجة الحرارة عبر تسلسل أوامر ذكي يتضمن الضغط على أزرار مثبت السرعة بترتيب محدد مسبقاً. وبالنسبة للمركبات من طرازات 2013 حتى 2015، فيمكن تنشيط البرنامج باستخدام أداة خارجية تتصل بمنفذ الأداة المدمجة للبحث عن الأعطال.

وأشار تايلر: “تنتمي معظم مركبات بوليس إنترسيبتور المستخدمة حالياً إلى الطرازات الصادرة بين عامي 2013 و2019. ومن شأن توفر الميزة الجديدة لهذه المركبات أن يساعد أكبر عدد ممكن من العناصر وبأسرع وقت ممكن”.

وستواصل فورد العمل على سبل جديدة لتوفير هذا البرنامج لمزيد من مركبات فورد المخصصة للشرطة.

[1]   لدى تثبيته على مركبات بوليس إنترسيبتور المنتجة في المصنع. نظام الحرارة المحيطية وتركيب الأجزاء الداخلية أو معدات التزويد الأخرى قد يعيقان وصول الحرارة إلى الدرجات الموصى بها.

 

موقع ويلز لايف ستايل
Tagged . Bookmark the permalink.