هل ستستمر هيمنة كاي تي أم على فئة الدراجات النارية أم ستنتهي سيرتها الملحمية في السعودية؟

تاريخ الرياضة قائمٌ على دورات من الحقب المتتالية: هيمنة فريق ريال مدريد على مقدرات كرة القدم في خمسينيات القرن العشرين، وسيطرة فريق “ماكلارين” على الفورمولا واحد منتصف الثمانينيات، واقتسام الأختان فينوس وسيرينا ويليامز لعالم كرة المضرب مطلع الألفية الجديدة، في حين كان محمد علي كلاي ملك حلبات الملاكمة في الستينيات والسبعينيات، وكل هذه اللحظات التاريخية والعظيمة انتهت.

أما في عالم الراليات الصحراوية، فقد بدأت كاي تي أم بإحكام قبضتها على فئة الدراجات النارية في العام 2001، واستمرت على هذا المنوال إلى يومنا هذا، بدون أن يعكر صفوها شائبة، وانتهت معظم محاولات منافسيها – الذين يزدادون صلابةً – للإطاحة بها بالاصطدام بجدار القدر المؤلم.

آخرها ما حصل العام الماضي، عندما خاض الدراج الأسترالي توبي برايس الرالي على مسؤوليته الخاصة وعانى الكثير خلاله، وذلك قبل تحقيقه الفوز باللقب في اليوم الأخير، وقبل يومٍ على انتهاء الرالي كان الدراج بابلو كوينتانيلا من فريق هاسكفارنا قريبًا منه ومنافسًا على اللقب، إلى أن انتهت آماله بتعرضه لحادثٍ قبل انتهاء الرالي بمئة كيلومتر.

وما إن انجلى غبار المنافسات حتى رأينا اكتساح “كاي تي أم” لمنصة التتويج، مع صعود الفائزَان السابقان بلقب الرالي النمساوي ماتياس والكنر والبريطاني سام ساندرلاند! ومن الناحية المنطقية سيصل الأبطال الأبطال الثلاثة إلى جدة وهم في صدارة قائمة المرشحين للفوز، رغم أنهم تعرضوا لإصاباتٍ خلال الموسم.

لقد كان ساندرلاند صاحب الأداء الأكثر استقرارًا من بين هؤلاء الثلاثة وذلك بعد إحرازه أول لقب عالمي له في 2019. لكن قد يتغير هذا الوضع الراهن تحديدًا خلال المغامرة الأولى لرالي داكار في المملكة العربية السعودية.

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

ولغاية الآن، لم تؤت جهود المنافسين أكلها في مسألة هزيمة “الأرمادا” النمساوية، ففي كانون الثاني (يناير) الماضي برز دراجو هوندا كأقوى تهديدٍ مع تصدر خوان باردا للترتيب العام المؤقت في الأيام الأولى للرالي، بعدها استلم ريكي برابك زمام الصدارة، ولكنهما انسحبا لاحقًا تاركَيْن زميلهما الأرجنتيني كيفن بنافيدس وحده ليدافع عن ألوان الفريق في ذيل الترتيب العام، ولم يستطع تحقيق أفضل من المركز الخامس في نهاية الرالي.

أما لدى ياماها، فقد كان أدريان فان بفرن مثالًا في التأدية المستقرة والانتظام، لكنه اضطر للانسحاب من الرالي بعد انفجار محرك دراجته. في حين سيعود زميله زافييه دي سولتريه لمقارعة “كاي تي أم”، علمًا بأنه أنهى نسخة 2019 في المركز السابع في الترتيب العام، إلى جانب فرانكو كايمي، الذي حقق أفضل نتيجةٍ للفريق خلال رالي المغرب الصحراوي 2019 حين أنهاه تاسعًا.

ليس بالضرورة أن تعطينا الجولة الأخيرة من كأس العالم للراليات الصحراوية تنبؤًا حاسمًا ذي قيمة بشأن ما سنراه في داكار، لكن لا مانع من الاستئناس بها من خلال إجراء مراجعة لمقارنة الفائزين الذين يمكنهم أن يشكلوا مصدر خطر حقيقي لـ “كاي تي أم”.

في الحقيقة، فإن الفائزين بآخر أربع نسخ من رالي المغرب الصحراوي فازوا أيضاً بلقب رالي داكار بعد ثلاثة أشهر. وهذا ما يجعل الدراج الأمريكي أندرو شورت أحد الأسماء التي سطع نجمها في داكار 2019 إذ أصبح مرشحًا جديدًا على اللقب مع زميله “كوينتافوندو” في فريق هاسكفارنا، والذي أنهى رالي المغرب خلف شورت.

وفي سياقٍ متصل، يعتبر فريقا شيركو و هيرو منافسان معتبران للصعود على منصات التتويج، معتمدين على دراجين من الدرجة الأولى قادرين على إقلاق المتصدرين، ونذكر منهم تحديدًا جوني أوبرت الذي أنهى رالي داكار 2018 سادسًا، و باولو غونشالفس الذي أنهى رالي داكار 2015 ثانيًا.

“الأصلي من موتول”: مسلسلنا الطويل في كانون الثاني

العنوان الرئيسي لهذا السباق الاستعراضي في داكار قبول الحدث بجميع مصاعبه والمشاركة في المغامرة مع “الأخوة في السلاح”. لكن ذلك لا يعني بأن المنافسة بين الدراجين في “الأصلي من موتول” أقل شأنًا من تلك في التصنيف العام… الذين ينصب هدفهم على لقب جعلوه هدفًا مفترضًا.

إذ على الدراج الهولندي إدوين سترافر، الفائز بنسخة 2019 القلق من طموحات بنيامين ميلوت القادم الجديد إلى هذا الركن الصغير من المخيم، وهو منافس يحسب له حساب مع إنهائه الرالي في المركز الـ 21، وهي أفضل نتيجة شخصية له، ومن المؤكد بأن الميكانيكي السابق لـ سيريل ديبريه سينافس على اللقب مع الدراج الروماني عمانوئيل جينس، الذي أنهى الرالي في المركز الـ 16 في عام 2016، وفي المركز الـ 23 في عام 2018، و أرنولد بورسي، الذي أحرز المركز الثاني في هذه الفئة العام الماضي.

علمًا بأن المنافسة ضمن هذه المجموعة من المؤلفة من 40 مغامرًا من الأشداء قد تتحول لمسلسلٍ مثير مليء بالمسرات والأحزان والمفاجئات خلال التسابق بسرعة بينهم. فهل سيحقق الزوجان خافيير فيجا و سارة غارسيا نهايةً إسبانية سعيدة في المملكة العربية السعودية؟ هل سيحبس فريدريك بارلرين دموعه في القدية أم سيذرفها كما حصل العام الماضي أمام عدسات المصورين؟ تابعوا هذا المسلسل في الفترة من 5 إلى 17 كانون الثاني (يناير) المقبل …

موقع ويلز لايف ستايل
Tagged . Bookmark the permalink.