يُمكن القول بأن مُقدِّمة الفصل الثالث من تاريخ رالي داكار قد خُطَّت، وذلك مع تحميل المركبات التي ستصطف على خط بداية الرالي في الخامس من يناير (كانون الثاني) في جدَّة.
اعتادت الفرق التواجد في ميناء لوهافر من أجل الانطلاق في سفينةٍ تنقل حُمولةً بالغة الخُصوصية في رحلتها عبر الأطلسي إلى أمريكا الجنوبية. أما هذا العام، توجه الجميع إلى جنوبي فرنسا من أجل إجراء الفحوصات التقنية على آلياتهم،
وفي هذه المرة، شعر المُتسابقون بروح الحدث تحديدًا مع دعوتهم للتواجد في مرفقٍ ارتبط اسمه برياضة السيارات، حلبة بول ريكار في كاستاليت، التي كانت مسرحًا سطع فيه نجمُ سائقين عظام في جائزة فرنسا الكُبرى للفورمولا واحد، أمثال السائقين الإسكتلندي جاكي ستيوارت والنمساوي الراحل نيكي لاودا والفرنسي آلان بروست، علمًا بأن الحلبة عادت لاستضافة السباق الفرنسي في العام 2018، وفاز به السائق البريطاني لويس هاميلتون.
إلى ذلك، كانت فرحة السائق الفرنسي كريستيان لافيل، ابن المنطقة، لا توصف، إذ أعاد له التواجد على الحلبة ذكريات الفوز بسباق “بول دي أور” 24 ساعة للتحمُّل للدرّاجات النارية عامَي 1996 و 1999 على ذات الحلبة.
وإلى جانب هذه اللحظة المُؤثرة، انصب تركيز المُتنافسين على التزاماتهم الحالية، تحديدًا عبور المرائب التي تواجد فيها نحو 15 حكَمًا خصيصًّا من أجل فحص المركبات وذلك قبل السماح لها بالتواجد على خطّ انطلاقة الرالي.
وما إن انتهت الإجراءات الرسمية حتى كان بمقدور بعض المُشاركين في هذه التحضيرات الدردشة مع ضيفٍ غير مُتوقَّع، أندريه فيلاش بواش، الذي استغل تواجده هو الآخر بين المُتسابقين، ليُحدثهم عن بعض ذكرياته عن المُشاركة في نُسخة 2018 من رالي داكار.
لقد أُتيحت الفُرصة لبواش لزيارة الحلبة والالتقاء بدايفيد كاستِرا، وذلك بعد يومٍ من فوز فريق “أوليمبيك مرسيلية” الذي يُدير المُدرِّب البُرتُغالي في بلدة أنجيه القريبة، أكدَّ بواش خلال هذه الزيارة على رغبته بالعودة ذات يوم لإنهاء المهمة التي بدأها قبل عامَيْن!
ومع هذا الانهماك بالعمل، تمكَّن المُشاركون أيضاً من إلقاء نظرةٍ على أول كُتَيِّبات الطريق لرالي داكار 2020 خلال اجتيازهم لمسارٍ طوله 80.5 كيلومترًا ما بين كاستليت وميناء مرسيلية جنوب فرنسا. أعادت هذه اللفتة لثُلةٍ من السائقين المُخضرَمين تلك الذكريات الرائعة عندما كانوا يُشاركون في الانتقال إلى الجزائر خلال ثمانينيات القرن العشرين. وفي هذه المرة، انتظرت المركبات بضعة أيام على أرصفة الشحن إلى أن فُتح لها جوف سفينة “جولي بالّاديو”.
وإلى جانب مركبات التسابق والمُساعدة، ضمت الحُمولة عشر حاوياتٍ تقريبًا مليئةٌ بالمعدّات، بخلاف شاحنات ومركبات رُباعية الدفع لزوم استخدام الجهة المُنظِّمة، وحتى عشر مروحيات، لذا ليس من المُستغرب أن يستغرق تحميل كل هذه الشحنة 23 ساعة، أجرى خلالها عُمال تحميل المرفأ وأعضاء فريق داكار آلاف المُناورات لإصعاد المركبات للسفينة.