مع اقتراب موعد انطلاق سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي والذي يعد جزءًا من المهرجان المذهل من الفعاليات المتواصلة على مدار خمسة أيام، تواصل حلبة مرسى ياس استعداداتها على قدم وساق لاستقبل 60 ألف ضيف من عشاق رياضة السيارات، 70% منهم قادمين من خارج الدولية، إضافة إلى المئات من مسؤولي الفرق، والضيوف من كبار الشخصيات والمشاهير ووسائل الإعلام الدولية، إلى جانب أفضل سائقي السيارات في العالم.
وللتأكد من الجاهزية الكاملة قبيل انطلاق السباق المرتقب، تعمل فرق أعمال التنظيف والبستنة والطلاء والتقنيين بأقصى طاقتها في مختلف أرجاء الحلبة والمدرجات والمناطق المحيطة لتكون على أتم استعداد في الموعد المحدد.
وباعتبارها، إحدى أبرز الوجهات العالمية لرياضة السيارات، فمن الضروري أن تبدو حلبة مرسى ياس في أبهى طلة عند استقبالها عشرات الآلاف من الجماهير المحتشدة في المدرجات وملايين المشاهدين على شاشات التلفزيون مباشرة في جميع أنحاء العالم. وتتولى الفرق المتخصصة بأعمال الطلاء العمل على مدار الساعة لوضع طبقة جديدة من الطلاء على المسار البالغ طوله 5.5 كيلومتر، باستخدام 4500 ليتراً من طلاء “أزرق ياس” و720 ليتراً من الطلاء ذي اللون العاجي و1440 ليتراً من الطلاء الأحمر و1440 ليتراً من الطلاء الأبيض.
ويتراوح الوزن الإجمالي للطلاء المستخدم لتجديد إطلالة الحلبة ما بين طنين وثلاثة أطنان، حيث يتم تطبيق 500 كغ من الطلاء على أطراف مسار الحلبة كل يوم قبل انطلاق الحدث الذي يستمر من 28 نوفمبر إلى 2 ديسمبر.
وقبل انطلاق الحدث الحافل بالفعاليات والذي يستمر على مدار خمسة أيام لهذا العام، سيتولى فريق كامل من عمال التنظيف مهمة إزالة آثار الغبار من المدرجات الرائعة التي تتميز بها الحلبة. ويتولى طاقم التنظيف المزود بمضخات عالية الضغط عملية إزالة الغبار من 228 مظلة في مختلف أرجاء الحلبة، في مهمة تتطلب 6920 ساعة عمل لإتمامها، لتبدو الحلبة بكافة أرجائها بأبهى طلة وأروع منظر استعدادًا لوصول المتفرجين.
وبعيدًا عن مسار الحلبة والمدرجات، فقد حظيت المساحات الخضراء التي تمتد على 88.4 أكرا باهتمام خاص، حيث تولت فرق البستنة والمزارعين زراعة 2.52 فدان من الزهور الموسمية ونباتات الزينة.
ويقوم فريق البستنة بزراعة أكثر من 1750 نوعًا مختلف من النباتات إلى جانب العناية بما يقارب 886 فصيلة من أشجار النخيل و529 أصيصًا، والتي ستضفي مظهرًا بهيًا من الألوان الطبيعية والروائح الزكية في حلبة مرسى ياس.
وبينما يتم تنفيذ أعمال التحضير الهائلة وعمليات التنظيف المرافقة لها قبل بدء عطلة أسبوع سباق الفورمولا 1، تتواصل الأعمال اللوجستية الهائلة وتنفيذ المهام المطلوبة لتنظيم الحدث المرتقب في عالم سباقات السيارات.
وتقوم الفرق التي تضم خبراء سباقات السيارات ومديري الخدمات اللوجستية بتوجيه أساطيل النقل التي تحمل كل ما هو مطلوب لبطولة الفورمولا 2، والجولة الخاصة من سباق الفورمولا 4 الإمارات. وتهدف هذه البطولات لإعداد سائقي المستقبل في عالم الفورمولا 1، مع تحديد حامل لقب بطولة الفورمولا 2 خلال عطلة أسبوع سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي.
كما تتولى الفرق التقنية وخبراء السلامة فحص كل جزء من الحلبة ضمن الإجراءات المكثفة لضمان سلامة السائقين والفرق والمشاهدين أثناء استمتاعهم بفعاليات سباق الفورمولا 1.
ومع اكتمال الاستعدادات واقتراب انتهاء كافة الأعمال، يحين موعد وصول الفرق العشرة إلى أبوظبي. ويستعد المئات من أعضاء الفرق والمسؤولين للحضور من البرازيل التي استضافت السباق ما قبل الأخير للوصول إلى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أساطيل الطائرات والسفن والشاحنات، والتي ستكون جميعها محملة بالتجهيزات الضرورية التي تساهم في استمرار الإثارة والتشويق على حلبات السباق في العالم.
وتحط سبع طائرات شحن في مطار أبوظبي الدولي، حيث تصل ست طائرات من المملكة المتحدة، وطائرة واحدة من أوروبا.
وتحمل كل واحدة من هذه الطائرات 100 طن من المعدات، فيما يستقبل ميناء خليفة 336 حاوية شحن يبلغ وزنها الإجمالي 1000 طن وتحتوي على تجهيزات الفرق المشاركة في بطولات الفورمولا 1، والفورمولا 2 و التي تتيح لهم أداء عملهم على أكمل وجه في مهمة تستدعي 400 شخص يعملون على تحميل المعدات لدى وصولها إلى حلبة مرسى ياس باستخدام 60 رافعة شوكية، فيما تتولى 600 شاحنة نقل المعدات إلى الحلبة ومنها بعد السباق.
كما يتطلب السباق تخصيص 18 فيلا و70 مرآبًا للفرق، إضافة إلى توفير 30 ألف ليتر من المشروبات خلال عطلة أسبوع السباق، كما يحتاج أيضًا 200 أسطوانة غاز و4 أطنان من الثلج الجاف.
وبعد مرور 20 جولة من موسم بطولة العالم للفورمولا 1 لعام 2019، من المؤكد أن السباق النهائي الذي تستضيفه حلبة مرسى ياس في أبوظبي سيكون حافلًا بالتشويق والمتعة.