في غضون 8 أيام تمكن النيوزيلندي برندون هارتلي من الفوز بسباق التحمل “بوتي لومان” (لومان الصغير) في بلاد “العم سام”، كما إقترب من اللقب العالمي لسباقات التحمل في اليابان، ليعود ويوقع عقده في الفورمولا واحد مع “تورو روسو”. فمن هو هارتلي المتحدر من سلالة مواطنيه بروس ماكلارين (مؤسس فريق ماكلارين) وكريس آمون، وأول نيوزيلندي منذ مايك ثاكويل في العام 1986 يقود سيارة فورمولا واحد؟
يا له من أسبوع حافل بالإثارة لهذا السّائق، ويا لها من سنة! فهارتلي الفائز بسباق 24 ساعة في لومان في حزيران/ يونيو، والذي سيبلغ الـ 28 عامًا في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فاز الأحد الماضي بسباق 10 ساعات في أتلانتا (يُطلق عليه لقب لومان الصغير) على متن سيارة “ليجيه أون رواك ـ نيسان”. كما وقّع في الأيام الأخيرة على عقد مع فريق “تورو روسو” للإنضمام إلى صفوفه في بداياته في الفورمولا واحد، حيث سنشاهده في جائزة الولايات المتحدة الكبرى، في أوستين، بدلاً من بيار غاسلي.
يوم أمس الأحد (15 تشرين الأوّل/ أكتوبر) وخلف مقود “بورشه 919 هايبريد” حلّ في المركز الرابع في سباق 6 ساعات في فوجي في ظل ظروف مناخية صعبة ما دفع بإدارة السباق إلى تقصير مدة المنافسات. غير أن فوز “تويوتا” مع سيباستيان بويمي وناكاجيما منع هارتلي من أن يتوج، للمرة الثانية بعد عام 2015، بطلاً للعالم لسباقات التحمل. لذا ينتظر الجميع الموعد المقبل في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل وتحديدًا سباق 6 ساعات في شانغهاي لرؤية هارتلي يحتفل بفوزه بالتاج العالمي.
هذا الأسبوع سيغادر هارتلي اليابان مباشرة إلى تكساس للتواجد في مرآب “تورو روسو” على حلبة “أميركاز”، وهو أمر ما زال يعيشه كحلم، لذا قال: “لقد كانت مفاجأة كبيرة وحلم الطفولة الذي يتحول إلى حقيقة”.
وتابع قائلاً، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يريد التوقف كثيرًا عند موضوع الفورمولا واحد لكي يبقى تركيزه منصبًا على هدفه هذا الأسبوع وهو سباقات التحمل: “حتّى لو أنني لست قلقًا من الإنتقال من سيارة مختلفة للغاية إلى أخرى…”.
إيرل بامبر، صديق الطفولة ورفيق دربه في سباقات الكارتنغ في نيوزيلندا، وزميله في “بورشه” عبّر عن شعوره بطريقة مختلفة بقوله: “من الرائع ما يحصل لبروندون ولبطولة العالم لسباقات التحمل أيضًا. عندما تهتم فرق الفورمولا واحد بنا فهذا يثبت قيمة السائقين الذين يشاركون في هذه البطولة”.
وبالفعل فإن الإنتقال بين بطولة التحمل والفورمولا واحد يكون عادة بالإتجاه المعاكس، لإن سباقات التحمل التنافسية جدًا غالبًا ما تجذب السائقين المعتزلين من “الفئة الملكة”. ومن النادر أن نشاهد سائق عامل يُغامر في عالم التحمل، على غرار ما حصل مع نيكو هالكينبيرغ الذي خاض سباق 24 ساعة في لومان عام 2015 وتمكن من الفوز باللقب…
وفي الإتجاه ذاته، فإن المثل الأخير يعود لعام 2014 عندما قاد أندري لوتيرير (أودي) في سيارة “كاترهام” خلال جائزة بلجيكا الكبرى، ما دفع هارتلي للقول: “لطالما كانت الفورمولا واحد هدفي”، علمًا أن هذا السّائق لمس هذا العالم بأطراف أصابعه بعدما فاز في سن الـ 16 عامًا بسلسلة نيوزيلندا لسباقات تويوتا، وإنضم إلى فريق “ريد بُل للناشئين” بعد عام في بطولة أوروبا لسباقات الـ “فورمولا ليترين”، كما شاهدناه أيضًا في بطولة الـ “فورمولا3” والـ “فورمولا 3,5 ليترات” (2010)، حين تقاطعت طريقه مع السائق الأوسترالي دانيال ريكياردو والفرنسي جان إيريك فيرنيه، غير أن هلموت ماركو فضّل هذين السائقين على هارتلي لجلبهما إلى الفورمولا واحد.
لا شك أن كلمة “مفاجأة” التي إستخدمها هارتلي تأتي من هذا الواقع، وبعدما إستدعاه ماركو للإنضمام إلى “تورو روسو” في وقت تتجه مسيرته نحو سيارات الـ “أل،أم ب1” مع “بورشه” منذ العام 2014، بعيدًا عن حظيرة “ريد بُل”.