دعت شركة فولفو للسيارات الحكومات والهيئات التنظيمية حول العالم اليوم لمعالجة التفاوت الكبير في مجال السلامة المرورية بين الاقتصادات المتطورة والنامية. وبالرغم من التقدم الذي تم تحقيقه خلال السنوات الأخيرة، تظهر البيانات الرسمية وجود فجوة كبيرة بين الفئتين في عدد الوفيات الناجمة عن حركة المرور.
وتتسبب الحوادث المرورية في كل عام بوفاة حوالي 1.35 مليون شخص، ما يستدعي الحاجة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة. وتشير البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن خطر الوفاة الناجمة عن الحوادث المرورية أعلى بأكثر من ثلاثة أضعاف في البلدان النامية قياساً بالدول المتقدمة.
وللنهوض بسوية السلامة العالمية على الطرقات، ترى فولفو للسيارات أن الدول بحاجة لتطوير سياسات صارمة بخصوص استخدام حزام الأمان عبر تطبيق القوانين التي تلزم السائقين والركاب باستخدام حزام الأمان. وينبغي أن تركز البنية التحتية الأساسية للطرق بشكل رئيسي على إبقاء مستخدمي الطرق منفصلين عن مخاطر حركة المرور.
وتأتي دعوة فولفو للسيارات لاتخاذ الإجراءات المناسبة على هامش فعاليات المؤتمر الوزاري العالمي الثالث حول السلامة الطرقية، والتي استضافتها السويد ومنظمة الصحة العالمية في ستوكهولم خلال فبراير. واستقطب المؤتمر وزراء من حكومات حول العالم لتوسيع نطاق الأهداف المحددة لعام 2020، والحد من عدد الوفيات والإصابات الخطيرة الناجمة عن الحوادث المرورية حتى عام 2030. وأثمر المؤتمر عن إعلان ستوكهولم الذي يسعى للحد من عدد الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية خلال الأعوام العشرة المقبلة بنسبة لا تقل عن 50%، والعمل على الحد من نسب الوفيات والإصابات الخطيرة الناجمة عن الحوادث الطرقية بشكل كامل بحلول عام 2050.
وبهذا الصدد، قال مالين إكهولم، رئيس مركز السلامة في شركة فولفو للسيارات: “تظهر البيانات العالمية تفاوتاً كبيراً في الإجراءات المتخذة لضمان السلامة المرورية. ويجب معالجة ذلك عبر التكنولوجيا، وإرساء ثقافة عالمية في مجال السلامة المرورية. ونحن بحاجة إلى فهم ومعالجة التباين الكبير بين الدول في استخدام حزام الأمان، بينما يجب أن تركز البنية التحتية على تحسين سلامة مستخدمي الطرق المعرضين للخطر، والمشاة وركاب الدراجات”.
وتحرص فولفو للسيارات على المساهمة في المبادرات العالمية للسلامة الطرقية بالاعتماد على ما لديها من رصيد معرفي كبير في السلامة المرورية، وإنجازاتها لعقود عديدة بالتعاون مع الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والهيئات التنظيمية. فعلى سبيل المثال، أطلقت الشركة العام الماضي قاعدة بيانات مفتوحة تحتوي على رصيد هائل يمتد لسنوات من الأبحاث المتعلقة بالسلامة، والتي يمكن الاطلاع عليها عبر النقر هنا.
وأضاف إكهولم: “تمتلك فولفو للسيارات سجلاً حافلاً في تحسين السلامة المرورية عبر تعزيز تعاونها مع مختلف الجهات، لتصبح بذلك من الرائدين في هذا المجال. ومن المهم جداً تكوين فهم أفضل لمدى أهمية وجود وسائل الحماية الأساسية والمناسبة، حيث ونحن الآن بحاجة للمساعدة من الأمم المتحدة والمشرعين القانونيين على المستوى المحلي لمعالجة ذلك عبر التشريعات وتوفير المعلومات. وتتطلع فولفو للسيارات قدماً للمشاركة في هذا المشروع والمساهمة فيه”.
وتتمثل أهم مزايا الأمان الفردية في السيارة بحزام الأمان الحديث المكوّن من ثلاث نقاط، والذي طرحته فولفو لأول مرة في عام 1959. وبدونه، تفقد ميزات السلامة التقنية المتطورة الأخرى قدراً كبيراً من فعاليتها؛ وتكون وظيفة الكبح التلقائي أقل فاعلية في حال لم يضع الركاب حزام أمان يبقيهم آمنين في مقاعدهم. وينطبق ذات الأمر على مساند الأطفال، والذي يساعد في حمايتهم على اختلاف أحجامهم.
ومع ذلك، هناك 105 دولة فقط حول العالم ممن أصدرت قوانين تلزم استخدام حزام الأمان من قبل جميع ركاب السيارة، وبما ينسجم مع أفضل الممارسات. وعليه، تدعو فولفو للسيارات الأمم المتحدة لحث المشرّعين حول العالم لإصدار تعديلات على قوانين استخدام حزام الأمان، وتطبيقها لتشمل جميع الركاب في مختلف أنواع السيارات.
وفيما يمثل راكبو الدراجات الهوائية والنارية والمشاة أكثر من نصف حالات الوفاة الناجمة عن الحوادث المرورية في العالم، توصي فولفو للسيارات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتركيز في الإنفاق على تعزيز السلامة المرورية عبر إنشاء ممرات للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، ووضع حواجز لحماية مستخدمي الطرق الأقل حماية من الحوادث.
وترى فولفو أنه يمكن إنقاذ العديد من الأرواح عبر إحداث مثل هذه التغييرات في البنية التحتية بتكاليف ميسورة، حيث تبقي المشاة وراكبي الدراجات بعيدين عن السيارات على الطرقات.
ومنذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، جمعت فولفو للسيارات بيانات من تحقيقات الحوادث الفعلية، والتي ساعدت سلطات تنظيم الطرق في السويد بتقديم مزايا أمان جديدة مثل أعمدة المصابيح القابلة للتشوّه، والتصاميم الحديثة للسكك الحديدية والممرات المنفصلة عن الطرقات.