بعدما تخلى عن صدارة الترتيب العام المؤقت للسائقين بعد سباق مونزا، وصل الالماني سيباستيان فيتيل إلى سنغافورة متأخرًا بثلاث نقاط خلف لويس هاميلتون، لذا ننتظر أن يستفيد سائق “فيراري” من حلبة تبدو أنها تصب في مصلحته من أجل التقدم مجددًا على منافسه البريطاني.
وبعدما طويت الصفحة الأوروبية بشكل نهائي، تبدأ حملة جديدة في سنغافورة. وفيتيل، الذي فقد لتوه صدارة البطولة لأول مرة في الموسم، لديه كل الاهتمام من أجل أن تسلك المنافسات منعطفًا مختلفًا. فبعدما وجد نفسه متأخرًا خلف منافسه هاميلتون في سبا ومونزا، يتوجب على سائق “فيراري” أن يُعيد توزيع الأوراق مجددًا ويقلب عقارب الساعة بإتجاهه وبسرعة، لذا قال يوم أمس في ليل سنغافورة: “الأهم هو أن أكون أمامه (هاميلتون) عشية سباق أبو ظبي (الجائزة الأخيرة للموسم الحالي في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل)”.
ورغم ذلك، فإن الفرصة الّتي ستتاح أمام فيتيل في نهاية هذا الاسبوع يمكن أن نضعها ضمن خانة فئة الفرص الّـتي لا يجب إهدارها، ففيتيل فاز بلقب سباق سنغافورة أربع مرات وتحديدًا أعوام 2011 و2012 و2013 و2015 من أصل النسخ التسع للسباق، كما إنطلق من الصدارة 3 مرات، لذا يعتبر الألماني “ملك الليل” في شوارع هذه المدينة. وحتى عندما ينطلق من المراكز الخلفية عند خط الإنطلاق، كما حصل العام الماضي بعدما واجه مشكلة ميكانيكية خلال التجارب، بإمكانه دائمًا أن يجد مساحة كافية ليتقدم في الترتيب ويحفظ ماء الوجه (حلّ خامسًا)، علمًا أنه السائق الوحيد الذي تمكن من إنهاء جميع السباقات في سنغافورة ضمن جدول النقاط (أسوأ ترتيب له المركز الخامس) على هذا المسار الفريد من نوعه.
“أحب هذا المسار، وأحب التحديات الّتي يقدمها، وهو الأكثر تطلبًا من ناحية التوتر والتركيز في أطول موسم للفورمولا واحد” يتابع فيتل: “هو أحد السباقات الّذي ينتظره السائق طوال العام ولكن يخشاه في الوقت ذاته لأنه لا يعرف ما ينتظره. في خلال 10 سنوات فقط باتت هذه الجائزة الكبرى سباقًا كلاسيكيًا في البطولة”.
من ناحية الإحصاءات الصارمة، بإمكان بطل العالم الرباعي أن يُطَمئن نفسه أيضًا من خلال النظر إلى أرقام هاميلتون، الذي تذوق مرارة الإنسحابات (ثلاثة) أكثر من حلاوة الانتصارات (اثنان) في سنغافورة، حيث مرت “الأسهم الفضيّة” (مرسيدس) مرور الكرام عام 2015.
ومرة أخرى هذا العام، كما هي الحال في موناكو والمجر، وغيرها من الحلبات الّتي لا تتطلب سرعات عالية، ظهرت سيارات “مرسيدس” بصورة أقل مرونة وسرعة من “فيراري” عند المنعطفات الضيقة أو على المسارات المتعرجة، وهذا ما يمنح فيتيل المزيد من الأسباب للتفاؤل وقد أوضح قائلاً: “من الناحية النظرية، يجب أن نكون أكثر راحة هنا مما كنّا عليه في مونزا، ولكن رأينا منذ بداية الموسم أن المنافسة محتدمة على جميع الحلبات، بما في ذلك على المسارات المفترض أن تفضّل أحدنا على الآخر…”.
وبالفعل، وفي حال نظرنا بتمعن إلى التجارب التأهيلية في موناكو، نجد أن “الجيش الأحمر” (فيراري) لم يكن جيدّا، في وقت إرتكبت الحظيرة الألمانية الأخطاء، ورغم ذلك كانت الفوارق ضئيلة جدًا، فالسائق فالتيري بوتاس، الّذي سجل ثالث أسرع توقيت بفارق 0,541 ثانية عن صاحب أسرع توقيت (هاميلتون سجل أسرع توقيت بـ 1,42,553 د.)، كان يمكن أن ينطلق من الصدارة . في وقت سجل فيتيل ثاني أسرع توقيت بفارق 0,242 ثانية عن هاميلتون.
وبخلاف هذه النظرية، وفي حال نظرنا إلى حلبة سبا عن كثب، كانت “فيراري” أقوى من “مرسيدس” خلال السباق بعد أن هيمنت “الأسهم الفضيّة” على “الحصان الجامح” خلال التجارب.
ويؤكد فيتيل أنه لن يضع في ذهنه كل هذه الأمور، ولكنه بالتأكيد سوف يبني سباقه على ما سوف يشعر به على المسار عند أول دوران للإطارات، لأن على هذا النوع من المسارات في المدينة، يُعتبر عامل الثقة خلف المقود بالغ الأهمية. وليس لدى الألماني أي سبب للخوف من أن أن لا تكون السيارة الحمراء جيدة في سنغافورة، بل أن يتخوف من أن لا تكون عند مستواها الحقيقي، وهذا أمر لا يعرفه أحدًا.
لا شك أن كلمات فيتيل هي طريقة مغلفة عكسية من أجل إقناع المنافسين بأن فوز “فيراري” ليس حتميًا يوم الأحد. هي كلمات لا غنى عنها ربما، ولكنها بالتأكيد ضرورية ومرحب بها في أي وقت. ومن ناحيتنا يتوجب علينا أن ننتظر إنطلاق التجارب التأهيلية يوم السبت والسباق يوم الأحد لنعرف هوية الفائز!
الخبير