المشهد في جائزة أوستين الكبرى يصلح لأن يكون مقطع من فيلم فُكاهي: في غرفة الإنتظار (كول روم) حيث يرتاح الثلاثة الأوائل قليلاً بعد نهاية السباق وقبل الصعود إلى منصة التتويج كان ماكس فيرشتابن (ريد بُل ـ تاغ هوير) يتحدث مع لويس هاميلتون (مرسيدس) مع إبتسامة كبيرة على محياه. لقد كان فخورًا لتجاوز كيمي رايكونن (فيراري) قبل منعطفين من النهاية من أجل أن يتقدم للمركز الثالث بعدما كان إنطلق من المرتبة الـ 16. حينها لم يكن سائق «ريد بُل» يعرف، أنه في تلك اللحظات، حصل على عقوبة إضافة 5 ثوانٍ إلى توقيته لأنه خرج عن المسار التسابقي للحلبة عند المنعطف الـ 17 ليحتل رسميًا المركز الرابع.
في المقابل تم إبلاغ رايكونن بالعقوبة بشكل فوري، وبعد دقيقتين دخل برفقة بعض الإداريين إلى غرفة الإنتظار حيث كان «ماد ماكس» (فيرشتابن) يروي قصص إنجازاته. ولكن عندما نظر إليه منافسه “الأحمر” مباشرة في عينيه، فهم الهولندي حينها ما يحصل قبل أن يتقدم منه أحد الإداريين قائلاً له أنه حصل على عقوبة 5 ثوانٍ، فما كان من فيرشتان إلّا أن جمع أغراضه قبل أن يغادر الصالة بلمح البصر وبدون أن يتفوه بأي كلمة أو ينظر إلى من حوله.
هذا المشهد أطلق العنان لجدل كبير، أشعله بدرجة أولى «الرجل الجليدي» المستفيد الأوّل من هذه العقوبة، لذا قال: «لا أعرف لماذا تمت معاقبته (فيرشتابن). كنت أعتقد أني فعلت ما يجب لتركه خلفي وتفاجأت من رؤيته في مرآتي في هذه اللحظة، ولكن بعد السباق إندهشت عندما بحثوا عني وطلبوا مني الصعود إلى منصة التتويج».
فيرشتابن من ناحيته تحدث بقوة أكبر وأظهر عضلاته أكثر مما فعل على الحلبة، واصفًا المفوضين الرياضيين الذين إتخذوا القرار بـ «الأغبياء»، حتّى أن مديره كريستيان هورنر صب جام غضبه على ما حصل ولكنه ظل حذرًا بكلامه: «لقد كانت هناك بعض السيارات خارج المسار طوال فترة السباق ولم يتم إتخاذ أي قرار. إذاً، أجد من المدهش أن يتم منحه عقوبة قاسية لما حصل. الأمر غير صحيح والمفوضون سرقوا الجماهير».
حتّى النمساوي نيكي لاودا تدخل ليقول: «لا يجب أن نتدخل في حالات مماثلة. لقد كانت عملية تجاوز طبيعية ولا يمكن أن نكون «أغبى» من ذلك (في إشارة إلى المفوضين الرياضيين)».
سائق «ريد بُل» فيرشتابن من ناحيته إعتبر أن الجماهير لن تحب القرار ولن تأتي لمشاهدة السباق العام المقبل.
وبسرعة «طافت» على وجه الماء نظرية المؤامرة، حين وضع يوس فيرشتابن، والد ماكس، على صفحته الخاصة على «تويتر» صورة لشعار الإتحاد الدولي للسيارات “فيا” حرّف فيها الأحرف للـ «فيا» لتصبح «فيراري المساعدة الدولية».
آخرون قالوا أن من فعّل القرار بشأن العقوبة، والذي صدر بأقل من دقيقتين بين الإعلان عن بدء التحقيق وصدور عقوبة الـ 5 ثوانٍ، هو ميكا سالو… سائق فنلندي دافع عن ألوان «فيراري» لمدة نصف موسم عام 1999.
بين «أوستين» و«مكسيكو» الأسبوع القادم، من الممكن أن تحدث ضجّة أكبر حول مسألة فيرشتابن، ومرة جديدة أن تخرج الشائعات وتتفاعل الأحاديث!