خاض السائق الأردني اليافع حمزة الفايز وللمرة الأولى في مسيرته الفتية سباق كأس فالنسيا الشتوي في إسبانيا، إحدى جولات سلسلة “آيامي” الأوروبية، والذي أُقيم على حلبة لوكاس غوارارو الدولية للكارتينغ، في الفترة المُمتدة ما بين السابع والعاشر من شباط (فبراير) الجاري.
هذه هي المُشاركة الأولى للفايز البالغ من العُمر تسع سنوات، في سباقٍ خارج الوطن العربي، حيث كان الهدف الأساسي من هذه المُشاركة اكتساب مزيدٍ الخبرة، وسعيًا للتأقلم مع الأحداث العالمية، تمهيدًا لمُحاولة خوض مزيدٍ من المُشاركات في بُطولات الكارتينغ الأوروبية ذات المُستوى الرفيع.
وشارك حمزة في فئة الصغار “ميني”، مع فريق ستروبيرّي للسباقات، وهو فريقٌ بريطاني له باعٌ طويل في بُطولات الكارتينغ، وتضمنت فئة الصغار مشاركة 34 مُتسابقًا، قادوا جميعهم سيارات مُتشابهة تمامًا من ناحِيَتَي الإطارات والمُحرك، مُستخدمين مُحركات “آيامي” سعة 60 سنتيمتر مُكعب وبقوة 10 أحصنة. وانحصر الاختلاف الوحيد في الهيكل.
بداية المُنافسات انطلقت يوم الخميس، السابع من شباط (فبراير) الجاري، حيث خاض حمزة الفايز وأقرانه ست فترات للتجارب الحُرَّة، وتذوَّق للمرة الأولى طعم المُنافسات في أوروبا. بينما خاض في اليوم التالي، الجُمعة، فترة التجارب الرسمية الأولى، مُنهيًّا إياها في المركز الـ 17، بينما أنهى الفترة الثانية في المركز 20، بعدها خاض التجارب التأهيلية، وتأهل في المركز العشرين.
رافق حمزة الفايز خلال هذه الجولة حمزة ديراني، السائق الأردني ومُدرب المواهب اليافعة في الكارتينغ، الذي أشار إلى الأداء الطيِّب الذي قدمه الفايز خلال هذه الجولة، رغم طراوة عوده وحداثة عهده في المُنافسات الأوروبية، وقال: “لغاية الآن أداء حمزة الفايز واعدٌ للغاية، خُصوصًا إذا أخذنا بعين الاعتبار أنها مُشاركته الأولى هنا، وهي تجربة مُختلفة تمامًا، كما لم يتدرَّب مُسبقًا لخوض هذه الجولة من أجل زيادة أُلفته بالحلبة والأجواء، لذا كان في موقعٍ مُتأخر عمليًا عن نُظرائه من السائقين، ولكن قدم سباقًا جيدًا، وأبدى الفريق البريطاني إعجابه بمُستواه بالنظر إلى كونها تجربته الأولى في هذا السباق”.
كما أشار ديراني إلى تأقلم الفايز السريع مع أجواء الفريق والسباق عُمومًا، خُصوصًا مع العدد الكبير نسبيًا للمُشاركين، وتطرَّق إلى الخبرات والتجارب التي اكتسبها خلال الجولة مثل التعامل مع الفريق والزُملاء، والتعامل مع ضغط الانطلاقة بوجود عدد كبير من المُتسابقين، وكيفية عُبور المُنعطفات بوجود عدد من المُتسابقين في نفس المكان والزمان، والتواجد ضمن المجموعة المُناسبة من السائقين خلال السباق لكي لا يتأخر كثيرًا في السباق، فضلًا عن تعلم أساليب تسابق جديدة مثل الاستفادة من التيار الهوائي للسيارة في الأمام لتحسين زمنه وفُرص التجاوز.
إلى جانب ذلك، يُمكن القول بأن حمزة الفايز نجح في هذه التجربة الأولى له في التعامل مع الجانِبَيْن النفسي والذهني للسباق، وخططه المُختلفة عمّا كان يتبعه في السباقات التي تُقام في المنطقة العربية، والتأقلم مع نوعية مُختلفة من السائقين والمُنافسين والسباقات، وأساليب التسابق، خُصوصًا وأنها شكلت ضغطًا أكبر عليه، وهي عوامل تدخل جميعها ضمن مساعي الفايز لتعلم المزيد واكتساب خبرات جديدة.
بالعودة إلى المُنافسات، خاض الفايز يوم السبت، التاسع من شباط (فبراير)، أول قسم من السباقات، وتضمنت ثلاث سباقات، انطلق فيها جميعها من المركز العشرين، حسب نتيجته في التجارب التأهيلية، وأنهى السباقَيْن الأول والثاني في المركز الـ 18، والسباق الثالث في المركز العشرين.
أما يوم الأحد، فقد خاض الفايز ومنافسيه السباق قبل النهائي “بري فاينال” مُنهيًّا إياه في المركز الـ 12، وهو أفضل مركز حققه خلال هذه الجولة، بينما بدأ السباق النهائي “فاينال” في المركز الـ 12 وأنهاه في المركز الـ 19.
تحدث حمزة الفايز عن مُشاركته هذه وقال: “هذه أول مُشاركة لي هنا في أوروبا، وهي مُختلفة كثيرًا عما اعتدته من مُنافسات في الوطن العربي، منها طبيعة الحلبة وتماسك المسار وعدد السائقين المُشاركين ومستواهم وحالة الطقس وحتى الفريق الذي أعمل معه”.
وأضاف: “لم يكن هدفنا المُنافسة على المراكز بقدر ما كان التعلم أكثر في سباقات الكارتينغ خُصوصًا مع نوعية المُشاركين وخبرتهم واختلاف الأجواء العامة للسباق عما كنا نتعامل معه سابقًا. وأفكر الآن في خوض المزيد من السباقات في أوروبا”.
وبحسب ديراني، ينظر فريق حمزة الفايز الآن في مسألة وضع برنامج مُشاركات خاص به في السباقات الأوروبية، وذلك من أجل صقل مهاراته ومنحه مزيدًا من المراس والخبرة، خُصوصًا بأنه ما يزال صغيرًا، مما سيُسهِّل عليه الانتقال لفئة الناشئين “جونيورز” مُتسلحًّا بما يلزم من مهارات وقُدرات تُؤهله للمُنافسة على المراكز الأولى خلال وقتٍ قصير.