أعرب الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية عن دعمه المُطلق لخطة رالي داكار “مستقبل داكار” لجعل عالم الراليات الصحراوية أكثر استدامةً من خلال تنظيم الرالي بانبعاثات كربون منخفضة بحلول عام 2030.
وتم الكشف عن هذه الخطة المستقبلية العام الماضي بعد انتهاء المرحلة التاسعة لرالي داكار في نيوم، بما أنها تتماشى بخط موازي مع مشروع “ذا لاين” الذي يشكّل ثورًة في الحياة الحضرية، والذي تم إطلاقه في 10 يناير، ليكون منطقةً خضراء بامتياز وبمساحة 170 كلم2 ويقطنها حوالي مليون نسمة يتمتعون بمحيط يحافظ على 95% من الطبيعة على امتداد 460 كلم على شاطئ البحر الأحمر.
ومعلّقًا على الترابط القوي بين خطة رالي داكار ورؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030، قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل: “لطالما رحّب الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية بمثل هذه الابتكارات الفعّالة على الصعيدين البيئي والتكنولوجي، ونحرص كل الحرص على تسخير كل إمكاناتنا بفضل الدعم اللامحدود من مولاي، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، ثم من سمو سيدي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وثقة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة وتماشياً مع رؤية 2030 لتطوير ومساندة مثل هذه الابتكارات، التي باتت اليوم الركيزة الأساسية لتشييد مدينة نيوم لتطبيق تكنولوجيا المُدن الذكية، ولتكون مقصدًا سياحيًا صديقًا للبيئة وللعالم أجمع”.
وأضاف سمو الأمير: “ما يزيدنا اعتزازًا بهذه الرؤية المستقبلية أنها أتت بالتزامن مع إعلان سمو سيدي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، عن المرحلة الأولى لنيوم العام الماضي. وهذا ليس إلا جزءً من الرؤية الحكيمة والقيادة الرشيدة لمملكتنا، في سعينا المتواصل لضمان مستقبل مُشرق ومُزدهر لجميع مواطنينا”.
ويسعى القيّمون على رالي داكار للاستفادة من الفعالية لتكون مختبرًا نقًالًا في الهواء الطلق لنقل التكنولوجيا المُستخدمة في الأعوام المُقبلة إلى الطرقات العامة في المستقبل القريب.
وفي عام 2022 سيتم إدخال فئة “تي1_إي” للسيارات والشاحنات العاملة بالطاقة الكهربائية، على أن يتم في العام التالي إدخال الهيدروجين إلى هذه الفئة، ويأتي هذا الانتقال التدريجي على خطواتٍ متتاليةٍ ومدروسة وتعديلات في القوانين الرياضية للحرص على مساواة المنافسة بين الجميع.
ولا تقتصر الخطة على المركبات المشاركة بالرالي الأصعب في العالم فحسب، بل وتشمل أيضًا خفض الانبعاثات في النشاطات والشؤون اللوجستية المرافقة للرالي، كتلك المتعلّقة بمعسكرات الإقامة المؤقتة والشحن واستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير وعدد من الأمور التي هي على صلة مباشرة وغير مباشرة بالفعالية، على أن تكون باكورتها إنشاء معسكر يعمل بنسبة 100% بالطاقة المتجدّدة في نيوم.
وبالتالي تأتي هذه الخطة لتتماشى على نحو مثالي مع رؤية 2030، التي من شأنها الاستثمار في الإنسان والسعي للتطوّر والتقدّم والازدهار، إضافة إلى الاعتماد على مصادر جديدة للطاقة بعد دراسات مُستفيضة من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في المملكة.
وسيكون عام 2026 محطة أساسية في هذه الخطة، حيث ينافس المشاركون في فئتي السيارات والشاحنات في عربات نموذجية منخفضة الانبعاثات، ليتم العمل خلال السنوات اللاحقة على تكوير هذه التقنيات وبالتالي الحرص على أن يكون هذا النوع منها مُتاح لجميع المنافسين الراغبين بالحصول على هذا النوع من العربات للمنافسة فيها على لقب الرالي الأقوى والأصعب في العالم.
أما الخطوة المفصلية النهائية، فستكون عام 2030، حيث ستفرض القوانين على جميع العربات المشاركة بالرالي أن تعمل بالطاقة البديلة خالية الانبعاثات على أن تليها تعديلات متواصلة في القوانين للتماشي مع التطوّر التكنولوجي، ما سيكون له أثر كبير في دعم البرنامج العالمي لمكافحة إزالة غابات الأمازون والاستفادة القصوى من تدوير النفايات واستخدام مواد قابلة للتدوير في مختلف المجالات وتشغيل معسكرات الإقامة المؤقتة للرالي بالطاقة الشمسية.