برهنت “بيئة”، شركة الإدارة البيئية الأسرع نمواً في المنطقة، عن رؤيتها الراسخة في مجال الاستدامة بشرائها أول وأكبر أسطول من شاحنات “تسلا سيمي” الكهربائية في الشرق الأوسط. وتتماشى هذه الخطوة مع جهود الشركة للارتقاء بمستوى الحياة في المنطقة. وأعلنت “بيئة” عن هذه الصفقة على هامش مشاركتها في “القمّة العالمية لطاقة المستقبل” والتي تقام في أبوظبي من 15 حتى 18 يناير 2018.
وتقدمت “بيئة” بطلب لشراء 50 وحدةً من هذه الشاحنات الكهربائية بالكامل وذلك مباشرةً عقب إطلاقها في 16 نوفمبر الفائت، الأمر الذي يؤكد التزام “بيئة” الراسخ بالاستدامة في جميع عملياتها. وفيما تطمح الشركة إلى التوسع على مستوى المنطقة، فإن زيادة أسطولها من شاحنات النقل سيضمن تلبية متطلباتها التشغيلية الجديدة.
وسيتم استخدام شاحنات “تسلا سيمي” الجديدة، والتي تدخل حيز الإنتاج خلال عام 2019، في جمع ونقل النفايات بما فيها المواد القابلة للاستعادة. وستحل هذه الشاحنات الجديدة محل بعض شاحنات أسطول “بيئة” المتنامي الذي يتجاوز عدده اليوم 1,000 مركبة، وهي تساهم بتعزيز خيارات النقل التي تعتمدها الشركة لجعل أسطولها أكثر حفاظاً على البيئة. كما يساهم أسطول “بيئة” المحدّث بشكل كبير في خفض البصمة الكربونية للشركة عبر استخدام شاحنات “تسلا سيمي” الجديدة بالإضافة إلى السيارات الكهربائية الموجودة لديها حالياً، وكذلك السيارات التي يتم تشغيلها على الغاز الطبيعي المضغوط وتلك التي تعمل بالوقود الحيوي، وأيضا القوارب التي تعمل باستخدام الطاقة الشمسية لتنظيف البحيرات والمسطحات المائية.
وكذلك، تمّ التعاقد مع بضعة شركات أمريكية متخصصة بتحويل الشاحنات التي تعمل على محرّكات ديزل الى شاحنات كهربائية، وتُعتبر هذه الصفقة مع شركة “تسلا” هي المرحلة الأولى من برنامج إستبدال شاحنات الديزل بالشاحنات الكهربائية و سيتبعها صفقات أخرى حتى يتم التخلص من جميع المركبات التي تعمل على الديزل والتي تسبب تلوّث.
وتم إطلاق شاحنة “تسلا سيمي” الجديدة في كاليفورنيا من قبل الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، وبحضور وفد من “بيئة” برئاسة خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي للمجموعة. وستدعم هذه الشاحنات العمليات اللوجستية لـ “بيئة” بقدرتها على السفر لمسافة 805 كيلومترات في دورة الشحن الواحدة. ومع استخدامها تقنية بطاريات متطورة لتخزين الطاقة، من المتوقع للشاحنة أن تقطع خلال دورة حياتها 1,6 مليون كيلومتر مع نقل نحو 36,287 كيلوجراماً من حمولة الشحن.
وسيمكّن الأسطول الجديد “بيئة” من تقليص بصمتها البيئية بشكل كبير عبر خفض عدد شاحناتها العاملة بالديزل، وبالتالي تقليل استخدامها للوقود التي تسعى المنطقة إلى الابتعاد عنه وخفض انبعاثات عوادم السيارات وتحسين جودة الهواء.
ومن بين أولوياتها العديدة، تركز “بيئة” تحديداً على تحسين جودة الهواء في دولة الإمارات. وكانت الشركة قد أعلنت في أواخر عام 2015 عن إنشاء سبع محطات جديدة لرصد جودة الهواء، حيث تعمل على جمع وتحليل البيانات المرتبطة بتلوث الهواء المحلي لمساعدة الشركاء في قطاعي الحكومة والتعليم على صياغة استراتيجيات جديدة لخفض الانبعاثات الغازية الضارة عبر القطاعات.
وبهذه المناسبة، قال سعادة سالم بن محمد العويس، رئيس مجلس إدارة شركة “بيئة”: “نحن سعداء جداً بالتعاون مع ’تسلا‘ لتحسين ريادتنا في مجال الممارسات المستدامة بالمنطقة. وباعتبارنا شركة تسعى لأن تكون الأفضل في مجالها، لذا نحرص على العمل فقط مع الشركات التي نعتبرها الأفضل في مجالات عملها أيضاً. ونأمل من خلال استثمارنا الأخير في شاحنات ’تسلا سيمي‘ أن نوضح للآخرين مدى أهمية السعي وراء سبل أفضل وأكثر كفاءةً لتحقيق أهداف أعمالنا وخدمة المجتمعات عموماً.”
وأضاف قائلاً: “تعتبر هذه خطوة هامة في مسيرتنا المستمرة لتحقيق الاستدامة، فمن خلال اعتماد استخدام مثل هذه المركبات المتطورة التي تساهم في الحفاظ على البيئة، فإننا ندعم رؤيتنا كشركة للإدارة البيئية تسعى باستمرار لتبني حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية المختلفة والمساهمة في تأمين بيئة مستقبلية أفضل للمجتمعات من حولنا”.
من جانبه قال خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة “بيئة”: “بصفتها تحمل لواء المسؤولية البيئية، تتجه ’بيئة‘ إلى امتلاك أول وأكبر أسطول من شاحنات ’تسلا سيمي‘ في المنطقة؛ وهذا يشكل محطة مهمة في مسيرة تطور أعمالنا”. وأضاف الحريمل: “تشكل الاستدامة جوهر ما نقوم به وتتخلل جميع مستويات العمل في شركتنا، ومن هنا كان هذا الاستثمار في أسطولنا والذي ننشد من خلاله الوصول إلى هدف أكبر – وهو تحقيق أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021”.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها “بيئة” مع شركة “تسلا” الرائدة في مجال صنع السيارات وأنظمة تخزين الطاقة وألواح الطاقة الشمسية، وإنما استثمرت أيضاً مؤخراً في استقدام تقنية بطاريات “باورباك” الرائدة عالمياً من “تسلا” لاستخدامها في مبنى مقر “بيئة” الرئيسي الذي يولد كامل احتياجاته من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، والذي يتم بناءه حالياً. و ستخزن بطاريات “تسلا” الطاقة الشمسية لتزويد المبنى بالكهرباء، وسيتم تحويل أي فائض يتم توليده إلى شبكة الكهرباء العامة في الشارقة بما يضمن أقصى كفاءة ممكنة في استخدام الطاقة.
ويشكل استخدام تقنية “تسلا باورباك” خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية “بيئة” في بلوغ مستقبل يتم فيه تزويد جميع المباني بمصادر الطاقة المتجددة – وذلك بدءاً من مبنى مقرها الرئيسي الذي يتم تشييده حالياً في إمارة الشارقة وسيحصل مع انتهاء الأعمال الإنشائية على شهادة LEED (الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة) البلاتينية. ويشار إلى أن مبنى مقر شركة “بيئة” هو من تصميم المهندسة المعمارية البريطانية- العراقية الراحلة زها حديد.
وأضاف سعادة سالم بن محمد العويس قائلاً: “يُعتبر استثمار “بيئة” في شاحنات “سيمي” وتقنية “باورباك” من “تسلا” دليلاً آخر على سعينا لتبني منهجية شاملة للإدارة البيئية بما يتخطى حدود إدارة النفايات. وقد أعلنا مؤخراً عن إطلاق شركة “إيفوتك” التقنية الجديدة، ووقعنا اتفاقيتي عمل كجزء من استثمارنا في التكنولوجيا لتحسين حياة الناس في دولة الإمارات.”
علاوةً على خصائصها البيئية الفريدة، تشكل شاحنات ’تسلا سيمي‘ خطوة أخرى في مسيرة “بيئة” لتبني حلول تكنولوجية مبتكرة في مواجهة التحديات الملحة التي تشهدها المنطقة اليوم. وستتيح تكنولوجيا القيادة الذاتية تسيير العديد من هذه الشاحنات ضمن قوافل دون أي تدخل بشري، بما يسهم في ضمان عمليات نقل آمنة على طرقات دولة الإمارات. ولتحقيق هذه الغاية، ستقوم مجسات مركبة على هذه الشاحنات برصد أي خلل في استقرارها خلال الرحلة وتقوم تلقائياً بإجراء التعديلات المطلوبة على عزم الدوران والمكابح لمنع حدوث أي حالات انزلاق خطيرة.