يطلق رالي قطر الدولي منافسات بطولة الشرق الاوسط للراليات لعام 2021 من كتارا في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يقام هذا العام وفق شروط الاجراءات الاحترازية والبروتوكول العالمي المتبع تحسباً من تداعيات فيروس كورونا المستجد، في حين عمل القيمون في الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية (كيو أم أم أف) على توفير مراحل خاصة بالسرعة مليئة بالإثارة والتشويق للأطقم المشاركة في الرالي.
وكانت الفرق قد اجتازت صباح الجمعة في مركز لوسيل الرياضي الفحص الفني لمطابقة السيارات للقوانين المرعية الاجراء المتبعة من قبل الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، حيث انضم للمشاركين في الرالي الدولي مجموعة من السائقين سيشاركون على متن سيارات باغي مصنفة ضمن فئة الـ “تي3” وهي الفئة المخصصة للسيارات الخفيفة النموذجية (بروتوتايب) والتي تسمح لها القوانين بخوض غمار منافسات “فيا” كأس العالم للراليات الصحراوية الكروس كاونتري.
غير أن القوانين التي ترعى بطولة الشرق الاوسط للراليات نصت على عدم السماح لسيارات الـ “أس أس في” تي3 التي تتوزع بين طرازي “كان ـ آم” وبولاريس بالمشاركة في البطولة الإقليمية، الامر الذي حتم على المسؤولين تنظيم جولة محلية بالتزامن مع الرالي الدولي.
في المقابل شرعت القوانين مشاركة سيارات الـ “أس أس في” المصنفة ضمن فئة الـ “تي4” للسيارات الخفيفة في جولات الشرق الاوسط التي تقام على مسارات حصوية ورملية على غرار كل من قطر، عُمان، الأردن، قبرص والكويت. وعلى الرغم من أن هذه السيارات لا يمكن أن تجاري سيارات الـ “تي3” من ناحية السرعة والقوة إلا انها برهنت عن فعالية كبيرة وسرعة عالية في الراليات الصحراوية وتحديداً في النسخة الاخيرة من رالي دكار الذي اقيم مطلع العام الحالي في المملكة العربية السعودية للعام الثاني على التوالي.
وعكست النتائج المسجلة في دكار هذا العام فعالية هذه السيارات حيث هيمنت الـ “كان ـ آم” المصنفة ضمن فئة الـ “تي3” على المراكز الثلاثة الاولى في فئة المركبات الخفيفة “أس أس في” (تي3 وتي4 معاً)، وذلك مع احتلال التشيلياني فرانشيسكو لوبيز للمركز الاوّل أمام الاميركي أوستن جونز والبولندي آرون دومزالا.
وتجذب هذه السيارات الانظار إليها في مشاركتها الاولى داخل المراحل الخاصة بالسرعة في بطولة الشرق الأوسط للراليات حيث يمكن اعتبارها مستقبل الراليات نظراً لقدرتها على المنافسة والكلفة المالية غير المرتفعة.
وكان السائق الإيرلندي كريس ميك اختبر هذه السيارات في رالي دكار هذا العام بجلوسه خلف مقود “تي3” للمرة الاولى في مسيرته، قبل أن يقرر المشاركة في رالي قطر على متن سيارة “شكودا فابيا آر5”. كما يبرز السائق السعودي صالح السيف الذي نجح في تحقيق نتائج رائعة في دكار على متن “تي4” قبل أن يضطر للانسحاب، وهو يصل إلى قطر متسلحاً بالخبرة التي اكتسبها على أرضه في أحد اصعب راليات الرايد على الإطلاق وللمنافسة على مراكز الشرف.
ويعتبر السيف من أبرز السائقين في هذه الفئة في الشرق الاوسط، حيث نجح في تسجيل اسرع توقيت في بعض المراحل في دكار، كما فاز العام الماضي بلقب فئة الـ “تي3” في رالي حائل الدولي الذي اقيم في شباط/فبراير الماضي، قبل أن يكرر الانجاز ذاته في الجولتين الرابعة والخامسة من كأس العالم للباخا واللتين استضافتهما حائل في كانون الاوّل/ديسمبر الماضي.
ويجلس إلى جانب السيف الملاح الاسباني أوريول فيدال المتحدر من قرية صغيرة شمال مقاطعة كاتالونيا، وهو يعتبر من بين أبرز مهندسي البيانات والمعلومات في بطولة العالم للسوبر بايك (الدراجات النارية)، اضافة إلى انغماسه في العديد من الاحداث المنضوية ضمن سلسلة راليات داكار.
وتحتدم المنافسة في فئة الـ “تي4″، فالى جانب صالح السيف تبرز مشاركة الفريق اللبناني المؤلف من السائق جاد الأعور وملاحه فيكين كانلدجيان، فجاد المقيم في قطر هو من الوجوه المعتادة في بطولة لبنان للراليات حيث يشارك على متن سيارة “ميتسوبيشي لانسر إيفو9” لكنه قرر هذه المرة أن ينتقل لخوض منافسات رالي قطر على متن “كان ـ آم مافريك” في تحد جديد له.
وحقق الأعور الذي يخوض منافسات بطولة لبنان لسباقات تسلق الهضبة، أفضل نتيجة له في مسيرته مع الراليات باحتلاله للمركز الخامس في الترتيب العام والثالث ضمن سيارات المجموعة “ن” في رالي جزين 2019 احد جولات بطولة لبنان المحلية، كما يشارك في سباقات السرعة في قطر.
أما ملاحه كانلدجيان فنجح بدوره في الصعود إلى منصة التتويج في أكثر من مناسبة، علما ان أفضل نتيجة له تعود إلى رالي الارز عام 2017 حيث حلّ مع السائق جوزيف هندي في المركز الثاني.
ويشارك الأعور على متن “كان ـ آم” يحمل ألوان فريق “آيه أم تي” بادارة ضومط بو ضومط بطل لبنان السابق للراليات عام 2001 والذي يشرف أيضاً على ثلاث سيارات اخرى يتناوب على قيادتها هنري قاعي بطل الشرق الأوسط لسيارات الدفع الثنائي (أم إي آر سي)” في الاعوام الثلاثة الاخيرة (2018 و2019 و2020) مع ملاحه كارلوس حنا على متن “شكودا فابيا 1,6” وأحمد خالد مع الملاح الاردني موسى جيهريان على متن “إيفو10” في بطولة الـ “أم إي آر سي2″، إلى جانب مواطنه شادي الفقيه وملاحه سامر صفير (إيفو9).
ويعتبر طراز “كان ـ آم مافريك إكس3” من أكثر السيارات التنافسية وشعبية في فئة الـ “تي4″، إلا أن بولاريس وياماها لا تقلان أهمية أيضاً مع طرازي “آر زد آر 1000” و “واي إكس زد 1000 آر” تباعا، علما أن العديد من الفرق بدأت بالتحضير بشكل جدّي لبرنامج كامل ضمن فئة الـ “تي4” للانغماس في منافسات سلسلة الراليات الصحراوية في مختلف أنحاء العالم.
في المقابل يجد العديد من المراقبين أن مشاركة هذه السيارات في الشرق الاوسط ستمنح البطولة زخماً اضافيا في المستقبل القريب ونقطة إيجابية لتطوير البطولة وزيادة عدد المشاركين.
ويقام رالي قطر الدولي نهاية هذا الاسبوع برئاسة عبدالرحمن المناعي رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، و عبدالرزاق الكواري عضو اللجنة العليا، وعمرو الحمد المدير التنفيذي للاتحاد القطري.
السبت
تنطلق المنافسات الفعلية صباح السبت حيث يتوجب على الفرق اجتياز مرحلتين تعاد مرتين شمال الدوحة، مع مرور أول في مرحلة عريدة (20.13 كلم) التي تنطلق في تمام الساعة 10.25 بالتوقيت المحلي وتليها المرحلة الثالثة الذخيرة (20.34 كلم) في تمام الساعة 11.00.
وبعد عودة الفرق إلى مركز لوسيل الرياضي للخضوع للصيانة واصلاح الاعطال في فترة تمتد 30 دقيقة، تعود مجددا لخوض المرحلتين الرابعة والخامسة في مرور ثانٍ عند الساعة 13.10 و 13.45 تباعاً.