أطلقت بورش منذ عشر سنوات فئة جديدة في سوق السيارات؛ فقدمّت الشركة الألمانية المُصنِّعة للسيارات الرياضية فئة باناميرا بطرازها الأول غران توريزمو في أبريل من عام 2009 ولأول مرة في فئة السيارات الفاخرة، يجمع هذا الطراز بين الأداء الفائق المعهود في السيارات الرياضية وفخامة سيارات الصالون وتعدد استعمالاتها.
في بادئ الأمر، لم تكن بورش تخطط لإنتاج أكثر من 20 سيارة من طراز باناميرا سنوياً، ولكن على خلاف كل التوقعات، تم إنتاج أكثر 235 ألف سيارة وتسليمها لأصحابها حتى اليوم.
وفي هذا الصدد، أشار السيد مايكل ستاينر عضو المجلس التنفيذي للبحث والتطوير في بورش، الذي كان حينها نائب رئيس خط الإنتاج قائلاً: “قامت فئة باناميرا بدور رئيسي في تحديد ملامح تاريخ العلامة الألمانية الفاخرة في السنوات العشر الأخيرة باعتبارها ابتكار تكنولوجي لتجربة الأنظمة والمكونات المبتكرة التي جرى اعتمادها لاحقاً في الطرازات الأخرى”.
وأضاف: “أصبحت هذه الفئة بفضل طرازاتها الهجينة فائقة الأداء أفضل ما تقتحم به بورش عالم السيارات الكهربائية”. ويُذكر أن الجيل الحالي الثاني من طرازات هذه الفئة يجري تصنيعه بالكامل في مصنع بورش بمدينة لايبزيغ، ويأتي هذا الجيل بثلاثة طرازات متنوعة للهيكل الخارجي.
أول طراز تجريبي لسيارة بورش رباعية المقاعد مستوحى من طراز 356
ظلت فكرة إنتاج سيارة بورش رباعية المقاعد تراوِد مهندسي الشركة على مدار تاريخها الطويل الذي يمتد لأكثر من 70 عاماً حتى نجحوا في تطوير سيارة مريحة رباعية المقاعد بتصميم مستوحى من طراز 356 في خمسينيات القرن العشرين. وحمل هذا الطراز ذو المقاعد الأربعة اسم تايب 530 حيث جاء بقاعدة عجلات أطول وأبواب أكبر حجماً وسقف مرتفع من الخلف.
لتتوالى بعد ذلك طرازات أخرى، أبرزها الطراز التجريبي رباعي الأبواب المستوحى من طراز 911، ثم الطرازات الأكثر طولاً من طراز 928 في ثمانينيات القرن العشرين. وتجدُر الإشارة إلى أن فيري بورش، مؤسس الشركة، كان يمتلك إحدى هذه السيارات المبتكرة. وفي عام 1988، قامت بورش بمحاولة جديدة وطورت سيارة تايب 989؛ وهي سيارة كوبيه رباعية الأبواب تتسع مقصورتها الداخلية من الخلف لمقعدين خلفيين كاملين.
أما منظومة الدفع والحركة، فكانت تعمل بمحرك أمامي ثماني الأسطوانات. تم لاحقاً دمج العناصر التصميمية التي يتميز بها طراز 989 في طراز 911 من جيل .993 ومع ذلك، ظلّ طراز 989 نسخة تجريبية، شأنه في ذلك شأن جميع السيارات الاختبارية. ولكن لأسباب اقتصادية، توقفت عملية التطوير في أوائل عام 1992.
ميراج وميتيور وفانتوم: الضوء الأخضر لانطلاق سيارة باناميرا
مع بداية الألفية الجديدة، قامت بورش بإجراء دراسات السوق اللازمة وتحليلٍ وافٍ لميدان المنافسة؛ ومن ثم قررت تطوير سيارة صالون هاتشباك رباعية الأبواب. وقد كان الارتقاء إلى فئة السيارات الفاخرة – إلى حد كبير – استجابة لرغبة نابعة من رئيس المجلس التنفيذي للشركة حينئذٍ فيندلين فيديكنغ.
حيث جاء على رأس قائمة المواصفات المعتمدة لهذه الفئة ديناميكية القيادة الاستثنائية والمساحة الداخلية الرحبة والتصميم الخارجي المثالي لبورش. وتعقيباً على ذلك، قال مايكل ماور، نائب رئيس قسم التصميم بشركة بورش: “كان هدفنا يتمثل في تصنيع سيارة رياضية رباعية المقاعد ذات خط سقف ينساب للخلف بشكل ملحوظ، وباب خلفي كبير وتصميم هاتشباك.”
وخلال عملية التصميم، ظهرت الطرازات الاختبارية الثلاثة ميراج وميتور وفانتوم. وقد أخذ الطراز الإنتاجي الذي طُرِح في الأسواق فيما بعد كثيراً من ملامح طراز ميراج بمظهره الخارجي القوي حاد الملامح. وفي النهاية، تم استلهام عناصر تصميمة من الطرازات الثلاثة، ووقع الاختيار على اسم جديد: إنه باناميرا، وهو اسم مستوحى من سباق السيارات المكسيكي كاريرا بانامريكانا.
أول ظهور عالمي: انطلاق جيل الطراز الأول في عام 2009
ظهر طراز باناميرا رسمياً لأول مرة في 19 أبريل من عام 2009 في مدينة شنغهاي الصينية. وقد صُمِّم الطراز الأول من هذه الفئة الفاخرة – المعروف داخلياً باختصار G1 – ليُرسي معايير جديدة في فئتها بفضل الجمع بين الطابع الرياضي المميز ومستويات الراحة الفائقة اللذين قلما يجتمعان في سيارة واحدة من هذه الفئة. كما جاء هذا الطراز زاخراً بالمكونات والأنظمة المبتكرة؛ فلأول مرة يحظى طراز إنتاجي من الفئة الفاخرة بنظام نقل الحركة الأوتوماتيكي مع الانطلاق والتوقف.
وزُوِّد أيضاً الطراز الأعلى في هذه الفئة باناميرا توربو بنظام التعليق الهوائي مع إمكانية تزويد كمية الهواء حسب الحاجة، بالإضافة إلى جناح خلفي قابل للضبط والتمديد بأبعاد متعددة. ثم جاء كذلك طراز غران توريزمو ليمهِّد الطريق لجميع طرازات بورش التالية بمفهومٍ جديدٍ من حيث وسائل العرض وأساليب التشغيل.
وسرعان ما تطوّرت الطرازات في هذه الفئة على نحو مستمر لتُقدِّم محركات تولِّد قدرة تتراوح بين 250 و550 حصاناً، وتعمل بالبنزين والديزل ومجموعات الدفع والحركة الهجينية، وذلك بنظاميّ دفع خلفي ورباعي.
ففي البداية، كانت المحركات ذات السحب الطبيعي سداسية الأسطوانات وثمانية الأسطوانات تأتي مزودة بناقل حركي يدوي مكوّن من ست سرعات. ولكن معظم عملاء العلامة الألمانية الفاخرة فضلوا اختيار ناقل الحركة سباعي السرعات بالقابض المزدوج (PDK) المطوّر من بورش. كما تم طرح منظومات قيادة تعمل بالديزل وأخرى هجينة مزودة بناقل حركة تلقائي ثماني المراحل.
أما طراز إكزيكتيف بقاعدة العجلات الممتدة، فظهر لأول مرة ضمن النسخة المُحسنَّة لعام .2013 وهكذا أصبحت المحركات أكثر قوة؛ فباتت تولد قدرة هائلة تصل إلى 570 حصاناً.
طراز جديد كلياً: انطلاق جيل الطراز الثاني في عام 2016
ظهر الجيل الثاني من طراز باناميرا لأول مرة على مستوى العالم في 28 يونيو .2016 شمل التطوير هذه المرة جوانب متعددة؛ إذ جرى تطوير طراز ثالث على المنصة ذاتها باسم سبورت توريزمو، بالإضافة إلى طراز غران توريزمو المصمم على قاعدة عجلات قياسية وطويلة. وبدءاً من عام 2017، حظيت فئة السيارات الفاخرة بمزيد من المرونة في الاستخدام بفضل المفهوم التصميم غير المسبوق للهيكل الخارجي.
وأصبح الجيل الثاني من هذا الطراز أكثر رياضيةً وأناقةً مع احتفاظه بالمساحة الداخلية الرحبة؛ فتجد خط السقف ينساب إلى الوراء سريعاً، كما يتميز الجزء الخلفي من السيارة بانحناءة خفيفة، وتتألق الإضافة الخلفية الأفقية لتبرز الهوية الفريدة لهذه العلامة الفاخرة. وكما هو متوقع، تأتي هذه السيارة الرياضية مجهزة بعددٍ من الأنظمة والمكونات المبتكرة، كشاشات عرض رقمية جديدة وأساليب تشغيل مبتكرة.
وبفضل أنظمة الشاسيه التي تشمل نظام التعليق الهوائي بثلاث حجرات وأسلوب التوجيه بالمحور الخلفي ونظام الثبات الكهرومغناطيسي المانع للانقلاب المُعزَّز بنظام بورش الرياضي للتحكم الديناميكي بالهيكل (PDCC Sport)، أصبحت باناميرا تتألق بأدائها المميز على مضمار السباق أثناء سيرها على الطرق العادية.
وخير دليل على ذلك تحقيق رقم قياسي بتسجيل أسرع لفة في غضون 7:38 دقيقة في حلبة نوربورغرينغ نوردشلايفه لسباقات السيارات بقيادة لارس كيرن سائق بورش، وذلك على متن سيارة باناميرا توربو بتجهيزات قياسية. كما خضعت سلسلة المحركات لتحسينات مستمرة، في حين زادت قيم القدرة المتولدة من المحركات المتاحة، تم إدخال محركات جديدة في مختلف طرازات السلسلة مصحوبة بناقل حركة ثماني السرعات (PDK).
وتجدُر الإشارة إلى أن نطاق القدرة المتولدة من المحركات كان يبدأ من 330 حصاناً، واليوم بلغ 680 حصاناً في أعلى طراز من فئة السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن.
الطرازات الهجينة المصممة باستراتيجية تعزيز الأداء كالسيارات فائقة الأداء
حلَّقت بورش إلى آفاقٍ جديدةٍ في عالم السيارات الكهربائية مع طراز باناميرا في عام .2011 ويُعد طراز باناميرا إس هايبرد أول طراز هجين بالكامل في فئة السيارات الفاخرة؛ فهو أكثر طرازات بورش توفيراً في استهلاك الوقود حتى يومنا هذا رغم أنه يولِّد قدرة تبلغ 380 حصاناً.
وبعد مرور عامين، عادت سيارة باناميرا إس إي-هابيرد مرة أخرى إلى الصدارة في هذه الفئة باعتبارها أول سيارة كهربائية هجينة قابلة للشحن في العالم بقدرة متولَّدة تصل إلى 416 حصاناً مع إمكانية قطع مسافة تصل 36 كيلومتراً بالاعتماد على الطاقة الكهربائية بالكامل.
وفي الجيل الثاني من باناميرا، اعتمدت بورش الأداء الكهربائي في جميع إصدارات هذا الطراز؛ فجرى استلهام استراتيجية تعزيز الأداء من السيارة الخارقة 918 سبايدر لتوفير أفضل أداء في هذه الفئة لا تراه عادةً إلا في السيارات الرياضية، ولكنه يتميز عليها بكفاءة استهلاك الوقود، بالتحديد في سيارة باناميرا 4 إي-هايبرد ذات قدرة 462 حصاناً وأعلى طراز في هذه الفئة باناميرا توربو إس إي-هايبرد بقدرة متولدة من نظام القيادة تبلغ 680 حصاناً.
وفي هذ الشأن، علَّق جيرنوت دولنر نائب رئيس خط انتاج باناميرا من عام 2011 حتى عام 2018، والمسؤول الحالي عن تطوير السيارات الاختبارية في بورش قائلاً: “استطعنا في الجيل الثاني من هذا الطراز أن نعتمد الاستراتيجية الهجينة القائمة على تعزيز الأداء من طراز 918 سبايدر في فئة السيارات الفاخرة.
وحظيت هذه الاستراتيجية برضا واستحسان من جانب العملاء؛ ففي عام 2018، بلغت نسبة السيارات المزودة بنظام قيادة هجين 67 بالمائة من طرازات باناميرا باختلاف إصدارتها التي تم تسليمها للعملاء في أوروبا.
باناميرا توربو:
متوسط استهلاك الوقود 10.4 لتر/100 كم؛ متوسط انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون 238 غرام/كم
باناميرا 4 إي-هايبرد:
متوسط استهلاك الوقود من 2.7 لتر – 2.6 لتر/100 كم؛ متوسط استهلاك الطاقة: 16.0-16.1 كيلووات ساعة/100 كم؛ متوسط انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من 60 – 62 غرام/كم
باناميرا توربو إس إي-هايبرد:
متوسط استهلاك الوقود 3.3 لتر/100 كم؛ متوسط استهلاك الطاقة: 16.0 كيلووات ساعة/100 كم؛ متوسط انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون 74 غرام/كم
تم تحديد قيم استهلاك الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون طبقاً لإجراء اختبار المركبات الخفيفة الموحد عالمياً (WLTP) الجديد. ينبغي استمرار العمل بقيم دورة القيادة الأوروبية الجديدة (NEDC) المحددة لهذا الطراز في الوقت الحالي. ومع ذلك لا يمكن مضاهاة هذه القيم مع القيم المحددة وفقاً لمعايير NEDC المعمول بها حتى الآن.