كشفت شركة “نيسان” النقاب عن سيارة “نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية الاستثنائية في معرض هانوفر للسيارات 2018.
وتم تطوير السيارة في المملكة المتحدة بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، وهي تعمل كمختبر فلكي متنقل، حيث تضم تلسكوباً متطوراً فائق الأداء محمولاً على مقطورة مخصصة للطرق الوعرة. وباعتبارها أحدث تجسيد لتقنيات “نيسان للتنقل الذكي”، تتمتع السيارة بتكنولوجيا “برو بايلوت” لمساعدة السائق، والتي تم تطويرها لتجعل من الطراز الجديد سيارة البيك أب الأقوى والأكثر قدرة على الجر الآمن والمريح.
وتقوم وكالة الفضاء الأوروبية بتخطيط النجوم بدقة غير مسبوقة باستخدام القمر الصناعي “غايا” الذي تمكن من رصد أكثر من مليار نجم حتى الآن. وتدعم “سيارة نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية هذا المشروع من خلال مساعدة علماء الفلك على إجراء عمليات رصد ومتابعة للكون من المواقع التي يصعب الوصول إليها، والتي تسمى “السماء المظلمة” بعيداً عن وهج المناطق الحضرية في الليل الذي يحد من إمكانية الرؤية والرصد.
وفي معرض حديثه عن السيارة الجديدة، قال أشواني جوبتا، نائب الرئيس الأول لوحدة السيارات التجارية الخفيفة في شركة “نيسان”: “تعد سيارة “نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية مثالاً رائعاً على عمل شركة “نيسان” كشريك متميز، حيث تمكِّن عملاءنا من تحقيق أهدافهم والوصول إلى أي مكان. ومن خلال تقنيات “نيسان للتنقل الذكي” وتكنولوجيا “برو بايلوت”، نقوم بوضع أفضل الحلول لآفاق الأعمال المستقبلية، بصرف النظر عن مدى تعقيد الحاجة التجارية”.
وتتضمن السيارة مجموعة من الميزات الذكية التي تم تطويرها لتلبي متطلبات عملاء المركبات التجارية، ومنها:
– تعزز تكنولوجيا “برو بايلوت” قدرة السائق على التحكم بالسيارة من خلال الجمع بين تقنيات “نيسان” للتحكم الذكي في تثبيت السرعة والتحكم في التوجيه. وتحافظ هذه التقنيات على المسافة مع السيارات التي تسير في الأمام، إلى جانب إبقاء السيارة في منتصف المسار خلال القيادة ضمن مسرب واحد، حتى على المنعطفات.
– تم تحديث نظام شاشة الرؤية الشاملة الذكية من أجل دعم قدرة الجر، ما يوفر للسائق رؤية بزاوية قدرها 360 درجة لمحيط السيارة، الأمر الذي يسهل صف السيارة.
– تم تحسين نظام التحذير في المناطق العمياء للتركيز على الأجسام في المنطقة العمياء ضمن نطاق المقطورة.
– يتيح نظام “موازاة وصلة الجر الذكي” للسيارة إمكانية التحكم في القيادة والتسارع والمكابح وتغيير السرعة، ما يمكنها من المناورة تلقائياً لموازاة المقطورة من أجل ضمان سهولة التوصيل.
– تستخدم مجموعات البطاريات المحمولة من نيسان تكنولوجيا المركبات الكهربائية الخاصة بسيارة “نيسان ليف” لضمان توفير مصدر طاقة إضافي، مهما كان موقع السيارة نائياً.
ويتواجد تلسكوب PlaneWave عالي القدرة في قلب المقطورة. وتتيح تقنيات “نيسان للتنقل الذكي” المطورة إمكانية نقل التلسكوب إلى مواقع برية نائية لمراقبة السماء المظلمة.
من جانبه، قال فريد يانسن، كبير مديري بعثات الوكالة الفضاء الأوروبية المتعلقة بمرصد غايا: “تتيح سيارة “نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية إمكانية إجراء عمليات الرصد في الأماكن النائية لتجنب التلوث الضوئي، إلى جانب إمكانية نقل التلسكوبات بأمان وسهولة. نحتاج إلى تلسكوبات مثل الموجود في المقطورة في دراسات الكواكب والنجوم في مجرتنا، ما يسمح بحملات متابعة على الأرض بواسطة بيانات القمر الصناعي غايا”.
ويستوحي تصميم سيارة “نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية فكرته من الكون. حيث يضم اللون الخارجي الداكن للسيارة أشكالاً تشبه السديم جرى رسمها باستخدام الزخرفة البارامترية، ويجمع التصميم الداخلي الألوان العميقة لسماء الليل مع الظلال البرتقالية لشمس الغروب. كما توفر الأنابيب البرتقالية العاكسة على المقاعد إمكانية الرؤية داخل السيارة، ما ينفي الحاجة إلى الأضواء البيضاء التي تشوش الرؤية الليلية للفلكيين.
وبما أن الضوء الأحمر له تأثير سلبي أقل على الرؤية الليلية البشرية، فإن كلاً من السيارة والمقطورة تستخدمان الإضاءة الحمراء لتجنب الاضطراب البصري أثناء عمليات المراقبة والرصد.
ومن خلال العمل الوثيق مع وكالة الفضاء الأوروبية، تتضمن وحدة المقطورة مبرداً خاصاً، ما يحافظ على استقرار ومعايرة التلسكوب عند درجة الحرارة المثلى أثناء نقله إلى أي مكان.
وبمجرد الوصول إلى الوجهة المرغوبة التي غالباً ما يصعب الوصول إليها، يمكن فتح السقف الميكانيكي لوحدة المقطورة لتركيز التلسكوب على سماء الليل. وباستخدام مرآة (أولية) بمقاس 40 سم، يتمتع التلسكوب بالقدرة على توفير رؤية مفصلة لما وراء حلقات زحل، وصولاً إلى المجرات البعيدة والسديم الكوني والمستعرات العظمى.
وتم تصميم سيارة “نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية بشكل مثالي لإعطاء الأولوية لمتطلبات الأعمال. حيث تضم وصلة جر آمنة متصلة بالهيكل الصلب والمتين؛ ومحرك ديزل مع شاحن توربو مزدوج بسعة 2.3 لتر وبقوة 190 حصاناً؛ إلى جانب عزم دوران يبلغ 450 نيوتن متر يجعل من سيارة “نافارا” مثالية للقيادة على التضاريس الوعرة في المناطق النائية والتعامل بسهولة مع وزن وحدة التلسكوب.
وتتميز كل من سيارة “نافارا” والمقطورة بوجود مجموعة بطاريات xStorage ROAM battery power packs، تم تجهيزها لاستخدام تكنولوجيا بطارية السيارة الكهربائية لشركة “نيسان”. وعندما يتم تركيب حزم البطاريات، تكون في وضع الشحن بشكل مستمر وجاهزة للاستخدام عند الحاجة.
وتشمل الميزات الذكية الإضافية شبكة اتصال Wi-Fi، ومنصة للكمبيوتر المحمول ووصلات UHF لنقل البيانات بشكل فوري في أي مكان في العالم. وتقوم ثماني وحدات رادار مجتمعة في كل ركن من أركان المركبة والمقطورة بتزويد السائق بمعلومات عن محيط السيارة من خلال شاشة “نيسان كونيكت” للمعلومات والترفيه التي تعمل باللمس على لوحة القيادة.
وتعمل تقنيات “نيسان للتنقل الذكي” معاً على جعل “نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية السيارة الأكثر ذكاءً في فئتها من حيث قدرتها على الجر.
وتمكّن أنظمة “نيسان للتنقل الذكي” عالمية المستوى سيارة “نافارا” من نقل مقطورة التلسكوب إلى موقع مثالي. حيث تقوم أجهزة الاستشعار وكاميرات الرادار بفحص التضاريس للوصول إلى الموقع الصحيح لصف المقطورة وتثبيتها. وبالمقارنة مع سيارة “نافارا” القياسية، فقد تم زيادة الارتفاع الإجمالي لسيارة “نيسان نافارا دارك سكاي” الاختبارية، ما يوفر مساحة إضافية لتعزيز قدرة السيارة على “الانطلاق إلى أي مكان”.
وبعد معرض هانوفر للسيارات، ستتبرع نيسان بالتلسكوب لتعزيز روح الاستكشاف والمغامرة، وإلهام وتعليم الأجيال المقبلة.