كلا، لن نتكلم عن حدود الـ 1000 حصان الّتي وصل إليها محرك مقر “بريكوورث”، من ناحية الطاقة الحرارية والكهربائية مجتمعة، وذلك بفضل النسخة الوحيدة الّتي شاهدناها على الحلبة خلال جائزة بلجيكا الكبرى. ولكن سنتكلم بكل بساطة عن مردود محرك الـ “في6 توربو/ هايبريد، الذي وفقًا للذين أشرفوا على “ولادته”، تخطى حدود أو تخطى “السقف الشهير” لنسبة الـ 50 بالمئة. وهو مردود لم يصل إليه أي محرك سابق.
منذ إطلاق النسخة الأولى لمحرك “مرسيدس” عام 2014، نجحت “مرسيدس” في إضافة 109 أحصنة، مع الإكتفاء بكمية الوقود ذاتها وخصوصًا ذات التدفق الفوري من 100 كلغ/ ساعة، وهذا ما يُعتبر إنجازًا في حال أخذنا بعين الإعتبار مواجهة قانون القيود على الوقود وعلى حدود إستعادة الطاقة الكهربائية، لذا يبدو واضحًا أن مهمة مصممي المحركات تعتمد منذ فترة على حاجة العمل على ناحية الفعالية للمحرك الحراري، وعلى نوعية الإحتراق، ورسم غرف الإحتراق، ورؤوس المكابس، وعلى تقليص الإحتكاك… هذا العمل أنتج محرك “مرسيدس” أحد أفضل المحركات في الفورمولا واحد والذي يجعل من محركات الجوائز الكبرى الأفضل على صعيد صناعة السيارات وبمسافة بعيدة جدًا عن بقية المحركات.
ولكن ماذا نعني عندما نتكلم عن مردود أحد المحركات؟ هو الرابط بين كمية الطاقة، الوحدات الحرارية الموجودة في الوقود التي يتم حقنها في المحرك، وكمية الطاقة الميكانيكية الّتي يولدها هذا الوقود، والّتي نقيسها أثناء خروجها من المحرك، على مستوى الـعمود المرفقي (عمود الكرنك).
ويتوجب علينا أن نشير إلى أنّ أفضل العائدات، تصل خلال عزم الدوران الأقصى، إلى ما بين 32 و33 بالمئة بالنسبة لمحرك ممتاز في سيارة سياحية، وإلى 38 بالمئة بالنسبة لأفضل محركات الـ “في 8 ” سحب عادي من الجيل الأخير، وإلى ما بين 42 و43 بالمئة بالنسبة لمحرك ديزل ممتاز، وإلى حوالي 50 بالمئة بالنسبة لمحرك صناعي ممتاز غير متحرك، يستخدم في ناقلات كبيرة أو داخل مقرات كهربائية. هذا المحرك “العملاق” يعمل وفق مبدأ المحرك “ثنائي الأشواط” أو “محرك الشوطين” وهو محرك إحتراق داخلي يعمل بشوطين إثنين للمكبس وليس الأشواط الأربعة المعتادة مع تجويف من متر، ويحرق فيول ثقيل وفق نظام ثابت وكحد أقصى مدهش من 200 لفة في الدقيقة ويزن بعض الأطنان… هذه المحركات غير قابلة لتجهيزها داخل السيارات، بخلاف التكنولوجيا الحالية للفورمولا واحد، مع الإعتراف بعقلانية الكلفة الإجمالية..
ومن المؤكد أن المردود الإستثنائي لمحرك “مرسيدس للفورمولا واحد”، حتّى الآن، والذي تم إختباره من المقاعد فقط، بدون أن نراه في السباقات، هو نتيجة تعدد الطاقة التي يتم توليدها من محرك الـ “في6 توربو” والتي تضاف إلى الطاقة الكهربائية من أصول حركية وحرارية العائدة إلى المحرك / المولد الحركي خلال إعادة تعيين كامل السرعة.
إذّا وللمعرفة، نذكر أن فعالية النسخة الأخيرة من محرك الـ “في6 تي/ هايبريد” خلال إختباره على الحلبة وصلت إلى 48 بالمئة. وهو رقم مذهل!
الخبير