يفصّل موقع “ويلز” الأسرار أو التفاصيل الّتي أدت يوم أمس إلى إضفاء الطابع الرسمي على الطلاق بين ماكلارين وهوندا. فضلاً عن فض الشراكة بين “رينو” وحظائر مجموعة “ريد بُل”.
يوم أمس، لم تخفِ أفضل الأوقات الّـتي حققتها سيارات “ريد بُل” (ماكس فيرشتابن ودانيال ريكيارو) ما يحصل خلف الكواليس. فعلى حلبة “مارينا باي” في سنغافورة، لم يكن أحد يشعر بالقلق من أداء فيراري الضعيف جدًا (حلّ كيمي رايكونن تاسعًا وسيباستيان فيتيل في المركز الـ 11). يوم أمس، في سنغافورة، لم تكن الأضواء مسلطة على السّائقين (بإستثناء كارلوس ساينز الذي سينتقل إلى رينو عام 2018)، لأن الأهمية كانت لأصوات المحركات.
لم نكن ننتظر أو نتوقع أي أخبار مذهلة، لأن كل شيء كان معروفًا سلفًا، ولكن كان يتوجب علينا فقط أن ننتظر إضفاء الطابع الرسمي على ما يعرفه الجميع. وبالفعل، وفي تمام الساعة 18,30 بالتوقيت المحلي، وبين فترتي التجارب الحرة ليوم الجمعة، سقطت حجارة “الدومينو” الأولى: فصل الشراكة بين رينو وتورو روسو، من جهة، وهوندا وماكلارين، من جهة أخرى. وبعد دقيقتين، أنهى الجزء الثّاني الأعمال التحضيرية بعد الإعلان عن شراكة بين ماكلارين ورينو لمدة ثلاث سنوات (نهاية عام 2020 ستبصر النور قوانين جديدة للمحركات)، وعن شراكة أخرى بين تورو روسو وهوندا. نهاية الفصل الأوّل إحتاج إلى 13 دقيقة فقط و4 نشرات صحافية.
لاحقًا بدأ الفصل الثاني، وتحديدًا عندما حلّ الظلام الدامس على المدينة وتوقفت السيارات عن الدوران وسكتت المحركات. حينها إجتمع جميع رؤساء الحظائر بطلب من الإتحاد الدولي للسيارات “فيا” من أجل تقديم الشروحات، في وقت أرسلت هوندا في الدقيقة الأخيرة “ضباطا رفيعي المستوى غير معروفين للكتيبة”، لشرح استراتيجيتهم القتالية: مدير قسم الرياضة، بدعم من مسؤول الاتصالات الرئيسي، إذ كان من الضروري مواجهة هذه “البداية الجديدة” بدون أن يبدو وكأن الصانع الياباني فقد هيبته، كما رافق الوفد مترجمة جاءت مباشرة من غرفة الصحافة في سوزوكا. إلى جانبهم، شاهدنا فرانز توست، رئيس “تورو روسو” الذي بدا وكأنه مذنب حُكم عليه بالموت شنقًا. وبعد حوالي 30 دقيقة إنضم سيريل أبيتيبول، الرئيس التنفيذي لشركة “رينو سبور”، وكريستيان هورنر، رئيس “ريد بُل” إلى الجمع من أجل عرض الحقيقة.
رسميًا لم نعلم سوى عن القصة الجميلة لـ “هوندا” الّتي تريد الإنطلاق بـ “تحدٍ جديد”، وعن “تورو روسو” “السعيدة بوقوف مصنّع كبير إلى جانبها”، وعن “رينو” الّتي ستزود “ريد بُل بالمحركات حتّى عام 2018”. أما بالنسبة للبقية، فلم يرد إلينا سوى مجرد تكهنات، على حد تعبير كريستيان هورنر، الّذي تعب من الإجابة على العديد من الأسئلة التي تتمحور حول الحفاظ على الشراكة مع “رينو”.
ومع ذلك، كان من المثير للاهتمام أن نعرف كيف أن الإتحاد الدولي للسيارات “فيا”، المدفوع بتهديد ماكلارين بمغادرة البطولة العام المقبل في حال واصلت شراكتها مع هوندا، تمكن من التفاوض على كل شبر في مونزا، خلال عطلة نهاية أسبوع جائزة إيطاليا الكبرى، من أجل إنقاذ المصنّع الياباني. لقد كان من المثير أن نفهم المناورة من ديتريش ماتيشيتس، مالك مجموعة “ريد بُل”، الّذي تعب من دفع المال من جيبه الخاص لفريقه الثاني (تورو روسو) وبدا مسرورًا لرؤية تورو روسو يحصل مجانًا على المحرك الياباني من هوندا، مع مغلف صغير يحتوي على حوالي 40 مليون يورو سنويًا. كما كان من المفاجئ أن نعرف أن “رينو” تفاوضت بمرارة لفسخ العقد مع مقر “فاينزا” وحتى فاوضت حاول إمكانية الحصول على خدمات السائق الأوسترالي دانيال ريكياردو قبل أن تتراجع عن هذا الشرط وتكتفي بالتعاقد مع الإسباني كارلوس ساينز. كما كان من المفيد أن نعلم أن الخطة التي وضعها هلموت ماركو، المسؤول عن برنامج السائقين عند “ريد بُل”، و كريستيان هورنر، والّتي كانت تقضي بعدم الاستمرار مع “رينو” في عام 2019 إذا أثبتت هوندا قدرتها على تقديم محركات منافسة في العام المقبل، تحولت فجأة ضدهم. وكان من المفيد أو من المؤلم أن نعرف أن إدارة “رينو” أرسلت لهم هذا الأسبوع رسالة تعلن وتؤكد فيها أنه لن يكون هناك تمديد للعقد بين “ريد بُل” والمصنّع الفرنسي الّذي يمتد حتّى نهاية عام 2018.
من الرائع أن نعرف الحقيقة، ولكن هل من الممكن كشف النقاب عنها في الفورمولا واحد؟ على ما يبدو، لا!