نشرت ’كونتيننتال‘ (Continental)، الشركة الألمانية الرائدة لتطوير الإطارات الراقية، دراسة هي الأولى من نوعها سلّطت الضوء فيها على التجارب الشخصية التي عادة لا تولى اهتماماً كبيراً، ويعيشها بعض آلاف السائقين على طرقات دولة الإمارات العربية المتحدة عند قيامهم بعملهم.
وكشف السائقون في الإمارات من خلال الدراسة الجديدة عن مدى تأثير التحدّيات التي يواجهونها أثناء تأديتهم لوظيفتهم على حياتهم الشخصية، حيث أشار 57 بالمئة من السائقين أنهم يعانون من الضغط بشكل دائم أو متقطّع في عملهم، بينما أوضح معظم المشاركين في الدراسة أن ضغوطات العمل تؤثّر عليهم في حياتهم الشخصية.
فقد أثّرت ضغوطات العمل على معظم من شارك في الدراسة، حيث أعلن 29 بالمئة منهم أن هذا يؤثّر سلباً على حياتهم الشخصية، بينما قالت مجموعة نسبتها 24 بالمئة أنه يصعب عليهم الفصل بين عملهم وحياتهم الشخصية بعد إنهائهم لوظيفتهم اليومية، أما نسبة 13 بالمئة فتعاني من قلّة النوم، و10 بالمئة وجدوا أن هذا يجعلهم أقل صبراً.
كما بيَّنت الدراسة أنواع القلق التي يعاني منها سائقو الشاحنات من ناحية باقي السائقين. وعند سؤالهم عن الأمور التي يمكن عبرها لباقي مستخدمي الطرق تكييف أساليب قيادتهم وفقها لأجل تسهيل تجارب قيادة سائقي الشاحنات، أشار 50 بالمئة إلى مسألة أساسية وهي عدم محافظة الآخرين على مسافة آمنة من الشاحنات؛ وقال 37 بالمئة أن عليهم الانتباه أكثر لقوانين السير؛ واقترحت نسبة 33 بالمئة أن عليهم أن يكون أكثر تفهّماً وتجاوباً مع سائقي الشاحنات.
وشدّدت الدراسة على طبيعة العمل كثير الضغوطات وأهمية توفير الدعم لسائقي الشاحنات، وكشفت أن نصف من تم استجوابهم قد تعرّضوا لحوادث مرورية. وعند سؤالهم عن شيء واحد يمكن أن يحسّن بأفضل شكل ممكن قدرتهم على أداء وظيفتهم، أشار 39 بالمئة من المشاركين إلى موضوع التدريب الإضافي، فيما رغبت نسبة 26 بالمئة بمزيد من فرص الراحة و17 بالمئة طالبوا بتقصير مسافات السفر. وعلى نحو مطمئن، قال 74 بالمئة من السائقين أن الإطارات هي الناحية الأهم فيما يتعلّق بسلامة الشاحنة.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 20 بالمئة من سوق المركبات في دولة الإمارات العربية المتحدة مكوَّن من مركبات تجارية (شاحنات، فانات وحافلات)، مع إعلان الأبحاث السابقة التي شاركتها منظَّمة الصحّة العالمية أن حوالي 11 بالمئة من حوادث الطرق تشمل شاحنات وحافلات.
تم تنظيم هذا المشروع بالتعاون مع ثلاثة مشغّلين رئيسيين للأساطيل في الإمارات – ’الأهلي للنقل العام‘، ’مسافي للنقل البري العام‘ و’مدينة المحيط للنقل البري العام‘ – والذين قدّموا معلومات هامّة جداً ضمن هذا الإطار. كما دخلت ’كونتيننتال‘ في شراكة مع منصّة RoadSafetyUAE الرائدة والمعنية بموضوع السلامة في الإمارات، والتي تتشارك عبر موقعها الإلكتروني نصائح وإرشادات حول سلامة الشاحنات، ومن ضمنها تلك المخصَّصة لباقي مستخدمي الطرق ومشغّلي الأساطيل.
حول هذا الموضوع، قال ثوماس إيدلمان، مؤسِّس RoadSafetyUAE: “لقد أوضح ضبّاط الشرطة خلال ورش العمل السابقة مع ’مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي‘ أن الهموم الأبرز لديهم فيما يتعلّق بحوادث الشاحنات هي تعب سائقي الشاحنات والحالة السيئة لإطارات الشاحنات. فالتعب الذي يعاني منه السائقون، إلى جانب مسبِّبات الضغط لدى سائقي الشاحنات، هي عوامل يتم تجاهلها عادة، وبالتالي أنا سعيد جداً كون ’كونتيننتال‘ قد أطلقت هذه الحملة لتسليط الضوء على أهمّية سلامة الشاحنات وطرح العنصر البشري ضمن هذا الموضوع. وأنا أشجّع كل الشركات المشغِّلة للشاحنات أن تتبع توجّه ’كونتيننتال‘ الريادي وتركّز على أهمية هذا الموضوع.”
هذه الدراسة التي شملت التحدّث إلى 54 سائق شاحنة من مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة قامت بها ’كونتيننتال‘ كجزء من مبادرتها الدولية ’الرؤية صفر‘ (Vision Zero) والمتمحورة حول السلامة. وهي تتبع عدداً من الدراسات الأخرى المشابهة التي أجرتها العلامة التجارية في الإمارات حول تصرّف أهالي طلّاب المدارس فيما يخصّ إطارات سياراتهم، ومستوى الوعي حول سلامة الإطارات بين أوساط السائقين الجدد.
تُعتبَر ’كونتيننتال‘ رائدة على الصعيد الدولي في مجال التطوّرات التقنية بعالم السيارات وسلامة الطرق، أكان بالنسبة لسيارات الركّاب أم المركبات التجارية، وتهدف ’الرؤية صفر‘ لدى ’كونتيننتال‘ إلى التخلّص كلّياً من حوادث الطرق والوصول إلى مستوى صفر وفيات وصفر إصابات وصفر حوادث. ولقد نظَّمت ’كونتيننتال‘ هذه الدراسة كجزء من توجّهها لتحقيق ’الرؤية صفر‘ من خلال تعزيز معلومات السائقين وتحسين سلوكهم ورفع مستويات وعيهم.
من جهته، أوضح كارل كوسيرا، مدير عام ’كونتيننتال الشرق الأوسط‘: “إن سلامة كل مستخدمي الطرق تشكّل اهتماماً بارزاً لدى ’كونتيننتال‘. وبالتالي سرّنا فعلاً اكتشاف وجود فهم قوي بين أوساط السائقين للدور المحوري الذي تلعبه الإطارات في مجال سلامة الطرق. لكن هدفنا الأساسي من هذه الدراسة كان إطلاق نقاش بين مشغّلي الأساطيل والجمهور العام حول التحدّيات التي يواجهها سائقو الشاحنات.”
وأضاف: “أردنا المساعدة في تثقيف الناس حول التجارب الشخصية والضغوطات التي يتعرّض لها سائقو الشاحنات في الإمارات العربية المتحدة، وهم أشخاص يقومون بدور حيوي ضمن اقتصاد الدولة. وارتكازاً على ما تم التعرّف عليه في الدراسة، فمن الواضح أن السائقين يمكن أن يستفيدوا من التركيز الإضافي على موضوع التدريب وتوفير الدعم من خلال المحتوى حول كيفية التعامل مع الضغوطات التي يواجهونها. وفي الوقت ذاته، فإن أجوبتهم تبعث رسائل واضحة إلى باقي مستخدمي الطرق حول التأثيرات التي يمكن لأساليب قيادتهم أن تتركها على قدرات سائقي الشاحنات لتنفيذ أعمالهم بأمان.”