لم تُوقف مشاكل نظام التعليق السائق القطري ناصر بن صالح العطية من إحراز فوزه الـ 13 في رالي الأردن الدولي، مُسجِّلًا رقمًا قياسيًا جديدًا، ليُتوَّج بكأس المركز الأول مع غياب شمس يوم السبت، على شواطئ البحر الميت، أخفض نُقطة على سطح الأرض.
وبدأت مشاكل نظام التعليق في سيارة العطية في المرحلة الخاصة الـ 15 (قمر 1)، واضطر هو وملّاحه الفرنسي ماثيو بوميل إلى إنهاء آخر مرحلَتَيْن من القسم الصباحي مع سيارة مُصابة، وعمل فريق “أوتوتيك” الذي يُشرف على سيارة فولكس واجن بولو “جي تي آي – آر 5” على إصلاح ما يُمكن إصلاحه خلال فترة الصيانة مُنتصف اليوم، بما توافر من قطع غيار، واجتاز الثُنائي القسم الأخير لمراحل الرالي بفارق 4:08.2 دقائق عن أقرب مُنافسيه.
وبذلك يُحرز العطية فوزه الـ 71، والثاني على التوالي في موسم 2019 من بُطولة الشرق الأوسط للراليات. بينما سجَّل بوميل فوزه الـ 19 في البُطولة. علمًا أن رالي الأردن شكَّل الجولة 212 في تاريخ البُطولة التي انطلقت في العام 1984.
وقال العطية: “إنه يومٌ مُميز بالنسبة لنا، تعرضنا لبعض المشاكل، ولكن تمكنا من إصلاح كل شيء، وأنا سعيدٌ للغاية بفوزنا وتصدّر الترتيب العام للبُطولة بعد فوزنا في راليي قطر والأردن، لقد أقلقتنا مُشكلة نظام التعليق، قُدنا سيارة مع ثلاث مُمتصات للصدمات مُخصصة للمسارات الحصوية، وواحد للمسارات الإسفلتية، لذا كانت معايير ضبط السيارة مُختلفة تمامًا. لم يكن من السهل الحُصول على جميع قطع الغيار اللازمة، لأن السيارة جديدة”.
أما مُواطنه عبد العزيز الكُواري، رفقة ملّاحه البريطاني مارشال كلارك، في سيارة شكودا فابيا “آر 5” فقد أنهى الرالي في مركز الوصافة، وكان يُمني النفس في أن تتضاعف مشاكل العطية، لينتزع الفوز من بين براثن العطية، ويُنافسه على لقب البُطولة.
وقال الكُواري: “نحنُ سُعداء بإنهاء الرالي في المركز الثاني، لقد عرفنا بأن ناصر سيكون سريعًا على الدوام، لذا نحن سُعداء بأدائنا مع أنواع مُختلفة من الإطارات ومعايير الضبط، لقد كان من الصعب علينا العودة إلى أجواء الراليات بعد فترة طويلة من الغياب، ولكن آمل أن نستعيد وتيرة أدائنا السريعة مع نهاية هذا الموسم”.
وصعد الثُنائي الأردني معروف أبو سمرة وملّاحه مالك الحريري إلى عتبة التتويج الثالثة، قاد أبو سمرة سيارة فورد فييستا “آر 5” من تحضير فريق “موتورتيون” اللُبناني، واستمتع أبو سمرة بمُنافسات الرالي الدولي مع سيارة تنافسية، ويُمكن القول بأن منصة التتويج هذه جاءت مُكافأةً صغيرة على الجهود والتحضيرات التي بذلها أبو سمرة من أجل هذا الرالي.
وقال أبو سمرة: “صعودنا إلى منصة التتويج أمر رائع وعظيم، لنا وللمُشجعين في الأردن، لقد قُلت للكثيرين قبل انطلاقة الرالي بأنه طويل وعلينا التقدم خطوةً بخطوة، ويبدو بأن لا أحد استمع لي، لقد استمتعت بالرالي كثيرًا”.
أما في الفئة الثانية “أم إي آر سي 2″، فقد حقق السائق الكُويتي مشاري الظفيري مع ملّاحه القطري ناصر الكُواري، لقب هذه الفئة، ويبدو بأنه يسير بخطى واثقة نحو الاحتفاظ بلقب هذه الفئة للموسم الثاني على التوالي، علمًا بأنه خفف من وتيرة أداءه في الكيلومترات الأخيرة للرالي، ليجتاز خط النهاية في المركز الرابع في الترتيب العام، والأول في فئته.
وقال الظفيري: “لقد أبطئنا من سُرعتنا اليوم، وذلك للحفاظ على السيارة، لم يكن هنالك فائدة من الاستمرار في الضغط، لقد كان راليًا صعبًا، حيث لا فكرة لديك متى ستتعرض لمُشكلة”.
وفي الفئة الثالثة “أم إي آر سي 3″، استمر السائق اللبناني هنري قاعي وملّاحه الأردني موسى جيهيريان، في حملتهما للدفاع عن لقبهما في هذه الفئة للموسم الثاني على التوالي، وفاز بلقبها هنا في سيارة شكودا فابيا.
واحتل المراكز الثلاثة التالية سائقون عادوا إلى المُنافسات وفق قانون “الرالي 2″، بعد انسحابهم يوم السبت، فقد سجَّل الأردني خالـِد جُمعَة بعض الأوقات السريعة ضمن الفئة الثانية خلال مراحل اليوم، وأنهى الرالي في المركز السادس.
واحتل الثُنائي اللُبناني السائق أحمد خالـِد وملّاحه داني كيروز المركز السابع، أمام الثُنائي الأردني السائق شادي شعبان وملّاحه آمير ناصيف.
في فئة الرالي الوطني، فقد نجح الأردني سلامة القمّاز في الفوز بلقب الرالي الوطني، وذلك بعد تأخر مُواطنه طارق الطاهر – الذي تصدَّر هذه الفئة مع نهاية اليوم الماضي (الجُمعة)، واضطراره لتوديع المُنافسات اليوم بعد المرحلة الخاصة الـ 18 (ماحص 2). فيما أنهى زياد المقداد الرالي الوطني ثانيًا، والعُماني زكريا العامري ثالثًا، بينما انسحب الأردني سامي فليلفل من المُنافسات.
مُجريات يوم السبت:
لم يتمكَّن السائقان العُماني عبد اللـه الرُّواحي والقطري ناصر بن ناصر الخليفة من العودة إلى المُنافسات، وفق قانون “الرالي 2″، علمًا بأن اليوم (السبت) تضمَّن عشر مراحل خاصة، وهي كناية عن خمس مراحل خاصة؛ “السويمة” و “ماحص” و “الروضة” و “قمر” و “نيبو”، يتم المُرور فيها مرتَين، صباحًا وبعد الظهر.
أرجع الرُّواحي سبب الانسحاب للأضرار التي لحقت بالسيارة جرّاء الحادثة التي تعرَّض لها خلال المرحلة الافتتاحية يوم الجُمعة، بينما قرر بن ناصر الخليفة الانسحاب لأسبابٍ طبية، حيث واجهته آلام في الكتف، إثر تعرُّضه لمشاكل في نظام التوجيه دفعته لبذل مجهودٍ جسدي أكبر لتوجيه السيارة، وذلك خلال المرحلة الخاصة السادسة البارحة، وعليه، أخذت 14 سيارة شارة الانطلاق لمراحل اليوم في الفئة الدولية، وستّ سيارات في فئة الرالي لمراحل اليوم في فئة الرالي الوطني.
كما أكدَّ فنِّيو فريق فولكس واجن بأن المُشكلة التي واجهت سيارة القطري ناصر بن صالح العطية مساء الجُمعة، لم تكن مُتعلقةً بمُستشعر الوقود، بل تعلقت بقلة كمية الوقود في السيارة، بسبب سوء تقدير من طرف الفريق.
مع ذلك، بدأ القطري المُنافسات في المرحلة الخاصة الـ 12 (السويمة 1)، مُتصدرًا الترتيب العام المُؤقت بفارق 4:21.2 دقائق أمام مُواطنه عبد العزيز الكُواري، بينما تقدَّم الكُواري بفارق 58.5 ثانية عن الأردني معروف أبو سمرة، وذلك بعد تعرُّض الأردني لعُقوبة إضافة 10 ثواني إلى توقيته من طرف لجنة حُكام الرالي.
وسجل العطية توقيت 6:15.1 دقائق في مرحلة (السويمة 1) التي بلغ طولها 11.74 كيلومتر، وتفوَّق على الكُواري بفارق 19.2 ثانية، وبذلك رفع العطية هامش الصدارة إلى 4:40.04 دقائق. بينما رفع الكُواري هامش تقدمه على أبو سمرة إلى 1:15.7 دقيقة.
وللأسف، اضطر السائق الأردني عاصم عارف للانسحاب لليوم التالي، حيث تعرض المُشارك في الفئة الثالثة “أم إي آر سي 3” لمشاكل تقنية بعد فترةٍ وجيزة من انطلاقة المرحلة، تبعه مُواطنه إيهاب الشُرَفا، ولكن عند انتهاء المرحلة، بينما أسلمت سيارة السائق السعودي سعيد الموري الروح، لأسباب تقنية قُبيل الانطلاق في المرحلة الخاصة الـ 13 (الروضة 1)، وساهم انسحاب السعودي في صُعود العُماني زكريا العوفي إلى المركز الخامس، كما خسر اللُبناني أليكس فغالي ثلاث دقائق خلال المرحلة.
وبلغت مسافة المرحلة الخاصة الـ 13 (ماحص 1) 19 كيلومتر، لتكون بذلك أطول مرحلة لهذا العام، ونجح العطية في اجتياز خط نهاية المرحلة أولًا، بتوقيت 15:22.1 دقيقة، ورفع صدارته في الترتيب العام المُؤقت إلى 5:30.3 دقائق.
وقال الكُواري: “نسعى للحفاظ على مركزنا الثاني، هذه هي المُهمة المُلقاة على عاتقنا، ولن نفعل شيئًا آخر، هنالك فارق كبيرة بين الأول والبقية، أستمتع بخوض المراحل، ولقد كانت مرحلة ماحص رائعة حقًّا، إنها كمراحل بُطولة العالم للراليات”.
وحافظ ثُلاثي المُقدمة على مراكزهم في المرحلة الخاصة الـ 14 (الروضة 1)، لكن تنازل العطية عن أفضلية الانطلاق أولًا للكُواري في المرحلة الخاصة الـ 15 (قمر 1)، وتعرَّض العطية لعُقوبة إضافة 30 ثانية إلى توقيته، وسجل الكُواري توقيتًا بلغ 7:14.9 دقائق، بينما عانى العطية من مشاكل في نظام التعليق أدت لتأخره بفارق 1:32.9 دقيقة في هذه المرحلة، ليتقلص هامش صدارته إلى 3:47.7 دقائق.
واصل الكُواري تقدمه في المرحلة الخاصة الـ 16 (نبيو 1)، مُسجلًا توقيت 7:10 دقائق، وقضم دقيقة إضافية من الفارق بينه وبين العطية، حيث تقلَّص إلى 2:36.2 دقيقَتَيْن، إذ استمرت مُعاناة الأخير مع نظام التعليق.
وقال العطية: “لقد واجهنا مُشكلة في نظام التعليق الأمامي، وخسرنا الكثير من الوقت، وآمل أن يكون لدينا قطع غيار لإصلاح السيارة”.
بينما أدلى السائق معروف أبو سمرة بتصريحٍ، قال فيه: “لو تعرَّض ناصر لمثل هذا العُطل في وقتٍ أبكر لكان تأثيره مُختلفًا، ولكنه وصل لمنطقة الصيانة ضمن المراكز الثلاثة الأولى، وما يزال مُحتفظًا بصدارة الرالي، وحتى لو كان مُتأخرًا بفارق دقيقة ونصف، فإن بإمكانه استعادة وتيرته والعودة في مراحل ما بعد الظهر، أستمتع بالقيادة اليوم، ونحن سُعداء بأدائنا”.
كما شهد القسم الأول لمراحل اليوم انسحاب السائق اللبناني أليكس فغالي في المرحلة الخاصة الـ 14، جرّاء عطل في التُرس التفاضلي، بينما تعرَّض الكُويتي صلاح بن عيدان لحادثة خُروج إطار من مكانه بعد ارتطامه بصخرة كبيرة في مرحلة (نيبو 1)، وعانى من آلام في الظهر جرّاء قوة الصدمة، مما استدعى نقله إلى المُستشفى ليخضع لمُعاينة وفُحوص طبية. فيما خسر العُماني زكريا العوفي مركزه ضمن الستة الأوائل، واضطر للانسحاب بعد المرحلة الخاصة الـ 15.
ولم يكن لدى فريق “أوتوتيك” قطع غيار لنظام التعليق مُناسبة للمسارات الحصوية من أجل إصلاح سيارة العطية، من نوع فولكس واجن بولو “جي تي آي – آر 5″، لذا انطلق العطية لخوض القسم الأخير لليوم، ويتضمن خمس مراحل، بوتيرة قيادة حذرة، وصدارة 2:36.2 فقط، وأخذت ثمان سيارات في فئة الرالي الدولي وخمسٌ في فئة الرالي الوطني شارة الانطلاق لخوض القسم الأخير من مراحل اليوم.
ونجح الكُواري في إنهاء المرحلة الخاصة الـ 17 (السويمة 2)، مع 6:35.6 دقائق، لكن حذر العطية لم يمنعه من تسجيل أسرع توقيت خلالها بفارق 14.8 ثانية عن الكُواري، وكرر نفس النتيجة في المرحلة الخاصة الـ 18 (ماحص 2)، ليُضيف 52.2 ثانية إلى الفارق بينه وبين أقرب مُنافسيه. وكان هنالك فوارق كبيرة بين جميع السائقين قُبيل توجههم لخوض آخر ثلاث مراحل للرالي، ولكن اجتازو العطية المرحلة الخاصة الـ 19 (الروضة 2) أولًا، وواصل وتيرة أداءه السريع في المرحلَتَيْن الخاصَّتَيْن الـ 20 (قمر 2) والـ 21 (نيبو 2)، ويجتاز خط النهاية بلباس الفائز.
أُقيم رالي الأردن برعايةٍ ودعم من بوليفارد، وماونتِن ديو، وإذاعَتَي “هلا أف أم” و “بليسّ أف أم”.
رالي الأردن الدولي 2019 – الترتيب العام المُؤقت بعد المرحلة الخاصة الـ 11:
01- السائق ناصر بن صالح العطية (قطر) وملّاحه ماثيو بوميل (فرنسا) – فولكس واجن بولو “جي تي آي – آر 5” – 3:00:48.5 ساعات
02- السائق عبد العزيز الكُواري (قطر) وملّاحه مارشال كلارك (بريطانيا) – شكودا فابيا “آر 5” – 3:04:56.7 ساعات
03- السائق معروف أبو سمرة (الأردن) وملّاحه مالك الحريري (الأردن) – فورد فييستا “آر 5” – 3:06:27.6 ساعات
04- السائق مشاري الظفيري (الكُويت) وملّاحه ناصر الكُواري (قطر) – ميتسوبيشي لانسِر إيفوليوشِن 10 – 3:20:08.8 ساعات
05- السائق هنري قاعي (لُبنان) وملّاحه موسى جيهيريان (الأردن) – شكودا فابيا – 3:75:36.7 ساعات
06- السائق خالـِد جُمعَة (الأردن) وملّاحه عماد جُمعَة (الأردن) – ميتسوبيشي لانسِر إيفوليوشِن 10 – 4:24:34.0 ساعات
07- السائق شادي شعبان (الأردن) وملّاحه أمير ناصيف (الأردن) – ميتسوبيشي لانسِر إيفوليوشِن 9 – 4:37:07.8 ساعات
08- السائق أحمد خالـِد (لُبنان) وملّاحه داني كيروز (لُبنان) – ميتسوبيشي لانسِر إيفوليوشِن 8 – 4:45:40.8 ساعات
رالي الأردن الوطني 2019 – الترتيب العام المُؤقت بعد المرحلة الخاصة الـ 11:
01- السائق سلامة القمّاز (الأردن) وملّاحه غيث وريكات (الأردن) – ميتسوبيشي لانسِر إيفوليوشِن 5 – 3:5:35.7 ساعات
02- السائق زياد المقداد (الأردن) وملّاحه حُسام الجمزاوي (الأردن) – ميتسوبيشي لانسِر إيفوليوشِن 7 – 4:02:36.7 ساعات
03- السائق زكريا العوفي (عُمان) وملّاحه عبد اللـه العامري (عُمان) سوبارو إمبريزا “دبليو آر أكس – أس تي آي” – 4:25:57.5 ساعات
الترتيب العام المُؤقت لبُطولة الشرق الأوسط للراليات 2019 – بعد انتهاء الجولة الثانية (نتائج غير رسمية):
السائق النقاط
01- ناصر بن صالح العطية (قطر) 77 نُقطة
02- عبد العزيز الكُواري (قطر) 61 نُقطة
03- مشاري الظفيري (الكُويت) 33 نُقطة
04- معروف أبو سمرة (الأردن) 25 نُقطة
05- حمد بن عيد آل ثاني (قطر) 24 نُقطة
06- ناصر بن خليفة العطية (قطر) 19 نُقطة
07- خالـِد السويدي (قطر)