ستكون صحراء الأردن مسرحًا لمُواجهةٍ ثُلاثية بين ثلاثة عمالقة في الراليات الصحراوية، يتنافسون على إحراز لقب كأس العالم للراليات الصحراوية القصيرة “باها”، التي يُنظِّمُها الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، إذ سيُقام باها الأردن – الجولة السابعة لهذا الموسم، نهاية الأسبوع الجاري، وستنطلق فعالياته من مُنتج البحر الأحمر الساحر على خليج العقبة، يوم غدٍ (الخميس).
يتصدَّر السائق الروسِّي فلاديمير فاسيلييف الترتيب العام المُؤقت للسائقين، بفارق ستِّ نِقاطٍ فقط عن أقرب مُنافسيه، على اللقب الموسم، الذي يتألف من ثمان جولات، علمًا بأن الروسِّي لم يُحرز الفوز بأيٍّ من الجولات الستِّ الماضية، لكنه كان “ملك التأديةٍ المُستقرّة”، إذ حققَّ نتائج جيدة طوال الموسم.
شهِد باها إيطاليا في حزيران (يونيو) الماضي تحقيق فاسيلييف لأفضل نتيجةٍ له، مركز الوصافة، ويعود نجاح فاسيلييف، رِفقةَ ملّاحه قُسْطَنْطِين جيلستوف إلى الجدارة العالية لسيارته تويوتا “هايلوكس” بألوان فريق “في آر تي” للراليات، علمًا بأن فريق “أوفردرايف للسباقات” البلجيكي ذو الخبرة الكبيرة يُشرف على تحضير السيارة اليابانية لخوض مُنافسات الراليات الصحراوية.
أما في جولة الأردن، سيعود فاسيلييف للجُلوس خلف مِقود سيارة ميني “أول 4 رايسينغ” أقدَم عُمرًا، من تحضير فريق “أكس رايد” الألماني الخبير، ولكنها سيارةٌ مشهودٌ لها بجدارة تشغيل عالية، بفضل مُحرِّكها “توربو ديزل” من “بي أم دبليو”، علمًا بأن مُنافساه الرئيسيان يُعوِّلان أيضاً على قُدرات سياراتٍ شبيهةٍ لسيارته. ولأسبابٍ تتعلق بضيق النافذة الزمنية لعمليات الإمداد ونقل السيارات والتجهيزات إلى العقبة، أحد أهم موانئ البحر الأحمر، اضطُر فريق “أكس رايد” لشحن السيارات إلى الأردن قبل باها بولندا، كما لن تكون رحلة العودة بعد انتهاء الأردن قصيرة، حيث من المُتوقَّع أن تصل سيارات الرالي إلى قواعدها بعد رالي المغرب.
على كُلٍّ، ستكون مسألة الانتقال من قيادة سيارة تويوتا إلى سيارة ميني أقل مشاكل فاسيلييف، إذ إن أمامه مُنافسة يفرضها سائقون أقوياء، يبرز بينهم السائق الأرجنتيني أورلاندو “أورلي” تيرّانوفا، الذي دخل على خط المُنافسة على لقب الكأس العالمي إثر تحقيقه ثلاثة انتصارات مُتتالية في جولات إيطاليا وإسبانيا والمَجَر خلال الفترة الصيفية، حاصدًا 90 نُقطة، ومُتأخِّرًا بفارق ستِّ نقاطٍ عن فاسيلييف. علمًا بأنه كان ليحصد نقاطًا أكثر، لو لم تُكلفه أعطال نظام التوجيه الكهربائي خسارة فُرصة الصُعود لمنصات التتويج في جولة بولندا.
وبخلاف “أورلي”، هنالك مُنافسٌ آخر لا يقلُّ شأنًا، السائق البولندي ياكوب “كوبا” برزيغونسكي، حامل لقب الموسم الماضي من كأس العالم للراليات الصحراوية “كروس كانتري”، حيث عادَ البولندي السريع إلى خطّ المُنافسة على لقب الراليات الصحراوية القصيرة “باها” في جولة بلاده، التي أُقيمت مطلع الشهر الجاري. وفاز “كوبا”، الدرّاج السابق في فئة التحمُّل، بلقب باها دبي الدولي في آذار (مارس) الماضي، ولديه – من الناحية الحسابية – فُرصة المُنافسة على اللقب، علمًا بأنه يتأخر بفارق 17 نُقطة عن فاسيلييف، و 11 نُقطة عن تيرّانوفا.
يُمنح الفائز بلقب باها الأردن ثلاثين نُقطةً، بينما يحصل وصيفه على 21 نُقطة، و16 نُقطة لصاحب المركز الثالث، و 12 نُقطة لصاحب المركز الرابع، لذلك فإن الاحتمالات مفتوحةٌ ومن المُحتَمل للغاية أن يتأجَّل حسم لقب الموسم حتى الجولة الأخيرة في البُرتُغال، في شهر تشرين الأول (أُكتوبر) المُقبل.
إذا حققَّ فاسيلييف الفوز في باها الأردن فإنه سيحصل على دفعةٍ قوية في الترتيب العام المُؤقَّت، تُقرِّبُه أكثر من إحراز لقبٍ آخر في كأس العالم من “فيا”، إذ سبق له أن أحرز لقب كأس العالم للراليات الصحراوية في العام 2014، لكن إذا فاز بلقب باها الأردُن أيًّا من “أورلي” أو “كوبا” فإن المُنافسة على اللقب ستستمِرُ لفصلٍ إضافي، وبحساب الاحتمالات، يُمكن أن يتأجَّل تتويج الفائز بلقب الموسم إلى الجولة الختامية إذا نجح برزيغونسكي في التفوق على نُظرائه مع تعرُّضهم للمشاكل.
لن تنحصر الحسابات على هؤلاء الثلاثة، بل يُمكن لِسائِقَيْن عَرَبِيَيْنِ آخَرَيْن أن يُزعجا ثُلاثي الصدارة؛ السعودي المُحنَّك ياسر بن سعيدان، الذي سيُشارك في سيارة ميني “أول رايسينغ” الرابعة وذات المُواصفات القديمة، إذ يتمتَّع السعودي بالخبرة اللازمة للدخول على خط المُنافسة المُباشرة للفوز بهذا الرالي، خُصوصًا وأن تضاريس صحارى الأردن شبيهةٌ بتضاريس شمال المملكة العربية السُعودية، فضلًا عن أن سعيدان يأخذ مُشاركاته لهذا الموسم على محمل الجدّ، ويتطلَّع لباها الأردن على إنه فُرصةٌ عظيمةٌ للتدرُّب على خوض “رالي داكار” الشهير، الذي تستضيفه بلاده اعتبارًا من العام 2020.
والمُنافِس العَرَبِيْ الآخر هو السائق الإماراتي الشيخ خالد بن فيصل القاسِّمي، وهو من الأسماء المألوفة في المملكة الأردنية الهاشمية، والبارزة في عالم الراليات العربية، فقد فاز بلقب رالي الأردن الدولي – أحد جولات بُطولة الشرق الأوسط للراليات، في موسم 2007، وصعدَ إلى منصات تتويج الرالي في أربع مُناسباتٍ أخرى. لكن ستكون تلك المُشاركة الأولى للقاسِّمي – نجمُ فريق “أبوظبي للسباقات – في رُبوع وادي رَم، علمًا بأن الإماراتي خاض يوم الثُلاثاء عدة طلعاتٍ تدريبيةٍ مع ملّاحه الفرنسي زافييه بانسيري.
يتسلَّح الإماراتي بسيارةٍ لا تقلُّ شانًا عن نظيرتها الألمانية، بيجو “300 دي كاي آر”، التي أثبتت بأن “مخالب” الأسد الفرنسي ما تزال حادةً وقادرةٌ على تركِ آثارها على وجه الصحراء، فقد حققت هذه السيارة نتائج باهرةً عندما كانت رأس حربة فريق بيجو المصنعي في الراليات الصحراوية؛ إذ فازت هذه السيارة الرشيقة المُندَفِعَةِ بِعَجَلَتَيْن بلقب “رالي داكار” في أول ظهورٍ لها على الساحة العالمية في 2017، بين يدَي السائق الفرنسي المُخضرم ستيفان بيتِرهانسِل، وكرَّرت الفوز بلقب النُسخة التالية، في 2018، بين يدَيْ بطل العالم للراليات “دبليو آر سي” السابق السائق الإسباني كارلوس ساينز الأب.
كان من المُرتَقَب مُشاركة السائق القـَطَرِّي ناصـِر بن صالح العطيَّة، الفائز بلقب رالي داكار 2019، في باها الأردن في سيارة تويوتا “هايلوكس” من تحضير فريق “أوفردرايف للسباقات” البلجيكي، لكن تغيَّرت خطط القـَطَرِي مع قرار السائق الإسباني فِرناندو ألونسو، بطل العالم السابق في الفورمولا واحد مرَّتَيْن، خوض غِمار الراليات الصحراوية مع فريق تويوتا، حيث يُساعده العطيَّة في عملية التأقلم على قيادة سيارات الراليات الصحراوية وضُروب التعامل مع المسارات الصحراوية وتسلُّق الكُثبان الرملية، وسيكون الجُمهور العَرَبِي في موعدٍ مع البطل الإسباني الكبير في “رالي داكار” 2020، في المملكة العربية السعودية.
بالانتقال إلى فئة “تي 3″، يحتل السائق الروسي فيدور فوروبييف، مُتصدِّر الترتيب العام لهذه الفئة، المركز الخامس في الترتيب العام المُؤقَّت للسائقين كَكُل، ويُركِّز الروسِّي على هدف الفوز بلقب فئة “تي 3” للمرة الأولى في مسيرته، وليس أن يكون مُنافسًا على لقب الباها العام.
أما في فئة “تي 2” لسيارات الدفع الرُباعي من الإنتاج التجاري المُتسلسل، يبرز من بين الأسماء سائقان اثنان؛ السُّعودي مُنيف السَّلماني في سيارة نيسّان “باترول” والروماني كلاوديو باربو في سيارة نيسّان “نافارا”، حيث تبدو أفضلية السُّعودي واضحةً، لكن إذا حقّق باربو الفوز بلقب هذه الفئة فإنه سيتمكَّن من حِرمان السائق اللاتفي ألديس فيلكان من حسم لقب فئة “تي 2” في باها البُرتُغال، ويصل الفارق الحالي بينهما إلى 43 نُقطة، بينما يُمكن لباربو حصد الحدّ الأقصى المُمكن للنقاط، 50 نُقطة، إن فاز بلقب الجَوْلَتَيْن الأخَيرَتَيْن، الأردن والبُرتُغال.
وبخلاف السعودي والروماني، لدينا الثُنائي المَجَري بالاش زالاي ولازيو بونكوتشي، اللذان سيذوقان للمرة الأولى طعم المُنافسة على المسارات الصحراوية الأردنية، في سيارة أوبل “غراندلاند أكس”.
ومن بين الأسماء الأخرى المُشاركة، السائق الكُوَيْتِيْ مشاري الظِّفيري، الاسم المعروف في بُطولة الشرق الأوسط للراليات، وحامل لقب الفئة الثانية (المجموعة “ن”) فيها، وسيجلس إلى جانبه في المقعد الساخِن الملّاح القَطَري ناصر الكُواري، إذ سيُشاركان في سيارة نيسّان “باترول”، إلى جانِب السعوديين مُتعب وعبد المجيد الشمِّري، وهُما من الأسماء المألوفة في رالي حائل الدُولي، ومُواطنهما مُحمَّد التُويجري.
جديرٌ بالذكر بأن هنالك فئة خاصة للرالي الوطني، وأخرى للدرّاجات النارية، ستُقام أحداثها بمُوازاة الباها الدولي الرئيسي.
تبلغ المسافة الإجمالية لهذا الرالي الصحراوي القصير “باها” 762.68 كيلومتر، منها 504.62 كيلومترات مراحل خاصَّة خاضعة للتوقيت، وخاضعة أيضاً لأية تعديلات لاحقة إن لزِم الأمر.
أحداث الخميس
سيُسجِّل الأُردن اسمه مرةً أخرى في تاريخ رياضة السيارات العالمية مع بدء أول نُسخة عالمية لباها الأردن، وذلك بخوض مرحلة استعراضية خاصة قصيرة، قُرب وسط مدينة العقبة، اعتبارًا من الساعة الرابعة عصرًا.
ستُستخدم الأزمان المُسجَّلة في المرحلة الاستعراضية لتحديد ترتيب المُنطلقين في أولى المراحل الخاصة الفعلية لباها الأردن صباح اليوم التالي (الجُمعة)، والتي ستُقام بين جَنَباتِ وادي رَم.
يسبُق المرحلة الاستعراضية الخاصة مُؤتمرٌ صحفي عند منصات البداية، ويليه حفل انطلاق يبدأ الساعة السابعة مساءً.
باها الأردن 2019 – ترتيب المُنطلقين (* يخضع للفحص التقني من طرف “فيا“):
رقم السيارة والسائق والملّاح السيارة
201- أولاندو “أورلي” تيرّانوفا (الأرجنتين)/ رونِّي غراو (الأرجنتين) ميني “أول 4 رايسينغ”
202- فلاديمير فاسيلييف (روسِّيا)/ قُسْطَنْطين جيلستوف (روسِّيا) ميني “أول 4 رايسينغ”
203- ياكوب “كوبا” برزيغونسكي(بولندا)/ تيمو غوتّشالك (ألمانيا) ميني “أول 4 رايسينغ”
204- الشيخ خالد بن فيصل القاسِّمي (الإمارات)/ زافييه بانسيري (فرنسا) بيجو “3008 دي كاي آر”
205- ياسر سعيدان (السُّعودية)/ باولو فيوزا (البُرتُغال) ميني “أول 4 رايسينغ”
206- بالاش سالاي (المَجَر)/ لازلو بونكوتشي (المَجَر) أوبل “غراندلاند أكس”
207- مشاري الظِّفيري (الكُوَيْت)/ ناصر الكُواري (قـَطـَر) نيسّان “باترول”
208- مُتعب الشِّمري (السُّعودية)/ علي الصيعري (السُّعودية) نيسّان “باترول”
209- مُحمَّد التويجري (السُّعودية)/ علي عُبيد (الإمارات) تويوتا “لاند كروزِر”
210- ماجِد الشَّمري (السُّعودية)/ فرحان الشَّمري (السُّعودية) نيسّان “باترول”
212- كلاوديو باربو (رومانيا)/ بول سبيريدون (رومانيا) نيسّان “نافارا”
214- مُنيف السَّلماني (السُّعودية)/ عبد السلّام النمَّاس (السُّعودية) نيسّان “باترول”
215- فيدور فوروبييف (روسِّيا)/ كيريل شوبين (روسِّيا) كان – آم “مافريك أكس 3”
216- ميشيلي سينوتُّو (إيطاليا)/ رافائيل تورنابِل (إسبانيا) بولاريس “آر زِد آر 1000 توربو”
217- صالح السِّيف (السُّعودية)/ مُعاذ العَرْجا (السُّعودية) كان – آم “مافريك أكس 3”
كأس العالم للراليات الصحراوية القصيرة من الاتحاد الدولي للسيارات “فيا – باها” – الترتيب العام المُؤقَّت بعد الجولة السادسة:
السائق النقاط
01- فلاديمير فاسيلييف (روسِّيا) 96 نُقطة
02- أورلاندو “أورلي” تيرّانوفا (الأرجنتين) 90 نُقطة
03- ياكوب “كوبا” برزيغونسكي (بولندا) 79 نُقطة
04- مارتِن بروكوب (تشيكيا) 65 نُقطة