أُعيد اليوم إنتخاب الفرنسي جان تود رئيسًا للإتحاد الدولي للسيارات “فيا” لولاية ثالثة أخيرة لمدة 4 سنوات. البعض إعتبر أن هذا التصويت كان خاليًا من فصل التشويق أو من أي مفاجأة مع مرشح واحد: جان تود الذي ترشح بمفرده لرئاسة الـ “فيا” بعدما أتم ولايتين 2009 و2013 إضطر خلالهما لخوض معركة إنتخابية.
هذه المرة يعتبر ترشيحه هو الأخير لأن القوانين الجديدة للـ “فيا” تمنع الترشح لولاية رابعة، علمًا أنه لم يترشح أي شخص ضد هذا الفرنسي البالغ 71 عامًا، والذي بفضل معاركه وبرامجه للسلامة المرورية أعيد إنتخابه لمدة 4 أعوام إضافية.
وبنظرة سريعة إلى سجل تود نذكر أنه ولد في شباط/ فبراير 1946 وبين عامي 1966 و1981 جلس في المقعد الساخن للملاحة ونال لقب وصيف بطل العالم للراليات مع السائق غي فريكلين عام 1981. وبين عامي 1982 و1993 أدار “بيجو تالبوت سبور”، قبل أن يشغل منصب المدير ومن ثم المدير العام لـ “فيراري” بين عامي 1993 و2008. منذ العام 2009 أنتخب رئيسًا للإتحاد الدولي للسيارات “فيا”.
قبل 15 يومًا، وتحديدًا في أبوظبي قبل إنطلاق جائزة أبوظبي الكبرى على حلبة مرسى ياس أطلق تود أمام الصحافيين الخطوط العريضة لما قد يكون برنامجه للسنوات الأربع القادمة، وهنا نقتبس ما قاله هذا الرئيس: “سعيد من وصول مروج جديد للفورمولا واحد”، ولكنه في الوقت ذاته يؤكد على أهمية دور الإتحاد الدولي للسيارات في هذه البطولة، إذ يقول: “يبقى الـ “فيا” المشرّع القانوني للفورمولا واحد”.
وهنا أبرز ما ينتظر تود في السنوات الأربع القادمة:
غياب المرشحين ضده
يقول تود أنه شخصيًا ليس بحاجة لإعادة إنتخابه رئيساً لأن لديه الكثير من الأعمال ليقوم بها خارج الإطار الرياضي، ويتابع: “ولكن لديّ الشعود أني بإمكاني أن أرد بعضًا مما منحتني إياه رياضة السيارات. أنا منغمس مع منظمة الأمم المتحدة والعديد من المؤسسات وأعشق ذلك. عندما إنتخبت كان الـ “فيا” منقسمًا أكثر من اليوم وأحد طموحاتي تمثلت في إعادة توحيد الإتحاد الدولي وأعتقد أنني حققت ذلك. لقد حصلت على دعم رائع وعندما أعلنت أني سأترشح حصلت على 160 رسالة دعم، وهذا يعني أمرين: إما أن الجميع سعيد مما أفعله، وإما ليس لديهم أي فرصة للفوز أمامي”.
تهديد المصنعين
منذ بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر قدّم الـ “فيا” والـ “فوم” معًا مشروعًا قانونيًا للمحركات لعام 2021 أدخل الغضب إلى قلوب المصنعين، لدرجة أن “فيراري” رفعت عصا التهديد بمغادرة الفورمولا واحد، وبهذا الشأن يقول تود: “أنا مهتم جدًا برؤية “مرسيدس” و”فيراري” يهددان بمغادرة الفورمولا واحد، ولكن هذا خيارهما. من المؤكد أننا لا نريد أن نشاهد رحيل أي مصنّع، وبالتحديد “فيراري” التي تعتبر أيقونة رياضية. هذه الحظيرة شاركت دائمًا في البطولة منذ أن أبصرت النور عام 1950 ورحيلها عن الفورمولا واحد سيكون مؤلمًا لها. ولكن ذلك ليست مسؤوليتي”.
محركات مشتركة بين الفورمولا واحد والتحمل
ومن الأمور الّتي يتوجب على تود معالجتها رحيل معظم المصنعين عن بطولة العالم للتحمل، وتحديدًا بعد رحيل “بورشه” و”أودي”، ورفض “بيجو” العودة الآنية إلى حلبات التحمل، وهنا تطرح فكرة إيجاد قاسم مشترك بين الفورمولا واحد وبطولة العالم للتحمل، لذا يقول تود: “المحركات الحالية معقدة جدًا ومكلفة كثيرًا. وفقًا لرأيي من المهم إيجاد تآزر للمجموعات الدافعة لكي تتبع قوانين موحدة بين التحمل والفورمولا واحد. مع 3 مجموعات دافعة في العام الواحد، بات يتوجب على سيارات الفورمولا واحد مع محرك واحد إجتياز أكثر من 5 آلاف كيلومتر، ما يُعادل كيلومترات سباقات التحمل. هذا الواقع سيسمح لمصنعي التحمل بالمجيء إلى الفورمولا واحد والعكس صحيح. ومن الواضح أن إستثماراتهم يمكن أن تكون مربحة “.
إتفاقيات كونكورد المستقبلية
الفورمولا واحد تعيش منذ حبة الثمانينات على نبض شراكة موقعة بين الفرق والمروج، والذي يدير من بين أمور عدة، كيفية توزيع العائدات المالية من النقل التلفزيوني بين الـ “فوم” والفرق… هذه الإتفاقية التي تنتهي نهاية عام 2021 هي في طور التفاوض، لذا يقول تود: “لطالما كنت عادلاً. المناقشات بشأن إتفاقيات كونكورد تتم بين المروج والفرق، وليس لدى الإتحاد الدولي للسيارات أي مصلحة للتدخل. لن أتدخل في هذه المناقشات التي تتعلق بمستقبل الإتفاقيات بدءًا من عام 2021”.
مشكلة بودكوفسكي
في أيلول/ سبتمبر الماضي إستقال مارشن بودكوفسكي من منصبه كمدير تقني في الـ “فيا”. وبعد أسابيع عدة تعاقد مع فريق “رينو” أمام غضب جميع الفرق، الثائرة من رؤية مهندس يعرف جميع أسرار وتفاصيل محركاتها ينضم إلى المصنع الفرنسي. وأمام ثورة الفرق والإعتراضات أجلّت حظيرة “رينو” مسألة إنضمام بودكوفسكي إلى صفوفها حتّى نيسان/ أبريل 2018.
تود يقول: “جميع الموظفين الذين يعملون في الـ “فيا” يتعاقدون معنا وفقًا لعقود ينص عليها القانون السويسري، والذي ينظوي على مدة إنتظار تصل إلى 3 أشهر. يتوجب عليّ التقيد بقانون العمل، ولكن في حال إتفقت الفرق معًا لتوقيع إتفاق بينها لوضع مهلة تصل إلى سنة، فسأكون سعيدًا”.
حق “فيراري” بالـ “فيتو”
يقول تود: “بصفتي رئيس الـ “سكوديريا فيراري” سابقًا أعرف بهذه الإتفاقية منذ فترة طويلة وبهذه الأفضلية لـمصلحة “فيراري” (منذ إتفاقيات كونورد 1981). عندما أصبحت رئيسًا للـ “فيا” أردت أن أناقش هذا الإمتياز مع الفرق من أجل معرفة رأيها. إندهشت لأنه حينها لم يعترض أي فريق، ولكن هل ستبقى الأمور كما هي في المستقبل؟ هذا الأمر يستحق المناقشة ولكن يجل أن يحصل ذلك علنًا وليس في السر”.
ماسا في المجلس العالمي
ترشحت البرازيل لكي تنضم إلى المجلس العالمي للإتحاد الدولي ومرشحها هو السائق المعتزل حديثًا فيليبي ماسا، لذا يقول تود: “أنا سعيد جدًا لأن ماسا هو بمثابة ولدي. لديّ أفكار عدة لأجله وفي حال تمكن هذا السائق الكبير من جلب خبرته لرياضة السيارات فيكون ذلك إضافة رائعة”.