اختارت شركة إنفينيتي النحات التشكيلي دانيال ورتزل، للاحتفاء بالمجموعة المتنامية من السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات ومركبات الدفع الرباعي، خلال فعالية ساين ويف (Sine Wave) في 17 أغسطس 2021.
وتضمنت الفعالية عرضاً للتصاميم والتشكيلات الفنية المفعمة بتفاصيل الجرأة والتجدد والإنسانية التي تمثل بمجموعها جوهر علامة إنفينيتي. ووقع اختيار العلامة الرائدة على ورتزل نتيجة الاستحسان الواسع الذي تلقاه أعماله في جميع أنحاء العالم بفضل طابعها المفعم بالحركة والمرونة وقدرتها على تجسيد الأناقة المستوحاة من شغفه بالرشاقة والطيران.
وتحدّث ورتزل خلال لقاء معه في الاستديو الفني الخاص به بمدينة نيويورك، وقبل العرض الأول لعمله الفني في محطة الميترو أوكيولوس في يوم 17 أغسطس قائلاً: “أعتقد أن مفهوم الطيران، على اختلاف أشكاله وأسبابه، من المواضيع المثيرة للاهتمام من الناحيتين البصرية والمادية. ولا شك أن الحركة بشكل عام هي الموضوع الأهم بالنسبة لي، إذ استوحيت منها كثير من أعمالي الفنية المتنوعة، ولكن بقي مفهوم الطيران حاضراً فيها جميعاً دون استثناء”.
وتتجاوز مجسمات ورتزل الفنية المتحركة في تصميمها ما نراه عادةً في عملية التحليق، حيث تتعمق في مفهوم الطيران من خلال التعامل مع أسلوب تنظيم تدفق الهواء الطبيعي. ومن خلال دمج التدفق الهوائي مع المواد والعناصر الفنية الأخرى، تستحوذ هذه الأعمال الفنية على إعجاب المشاهدين لتحرك فيهم مشاعراً مميزةً في كل مرة.
وأضاف ورتزل: “أعتقد أن تشكيل المجسمات الفنية يشابه عملية نظم بيت من الشعر شبيهه أكثر بالسرد القصصي والروائي، وأقرب إلى الصور منها إلى الأفلام، إذ تتيح للفنان إمكانية التعبير عن مكنوناته بأبسط شكل ممكن، ما يحتّم عليه الإيجاز والتوجه نحو مضمون العمل بشكل مباشر. وبسبب العشوائية التي يتسم بها تدفق الهواء في معظم النظم والظواهر الطبيعية، إن لم تكن جميعها، تصبح حركته بمرور الوقت أقرب إلى المشاهد البصرية التي تثير مشاعراً تشبه ما ينتج عن قراءة القصائد الشعرية، وتعكس للبشر مفهوم الجمال الحقيقي”.
وبالفعل، لطالما حملت أعمال ورتزل الفنية عناصر مستوحاة من أبرز الأعمال الشعرية، بما فيها عمله الفني بيبر تورنادو، الذي صممه خصيصاً لحفل اختتام الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014، ومجسّم باس دي دو، الذي صممه للعرض في القصر الكبير بالعاصمة الفرنسية باريس. وتمتاز الأعمال الفنية التي أبدعها ورتزل بكفاءة عالية في الحركة، لتمنح مشاهدها شعوراً بالذهول والدهشة في آن واحد.
وأردف ورتزل: “أحاول من خلال أعمالي العثور على إيقاع منتظم لحركة الهواء العشوائية. ويمكن فعلاً لكل من يشاهد أعمال ورتزل الفنية أن يلحظ حركتها المنتظمة التي تتجاوز العشوائية التي يتمتع بها الهواء.
إن فهم ورتزل للعالم المادي يرتقي بسوية أعماله متجاوزةً الطبيعة العشوائية للهواء، ونتيجة دراسته للهندسة المعمارية، يرتبط ورتزل مع فنّه بعلاقة وثيقة من خلال أسلوب تفكيره التحليلي. ودائماً ما تبدأ عملية إبداعه بتحديد مفهوم العمل الفني، والذي يعتمد عليه بعدها للوصول إلى الشكل الأخير للعمل وفق أسلوبه الخاص في التعامل مع الوسائط التي يقدمها. وتتطلب عمليات تحريك أعماله الفنية وتحليقها في الهواء تنسيقاً مكثفاً بين عشرات المراوح لإنشاء نظام للديناميكية الهوائية يمزج الطابع المنتظم مع التغيير المستمر.
ويُمضى ورتزل أياماً طويلةً في تحسين تلك العمليات على نحو يشابه أسلوب الشاعر في نظم الكلمات والعبارات، وتوظيف اللغة بشكل متقن لحفز المشاعر.
وفي هذا السياق، قال ورتزل: “عند التوسع في مفهوم الشعر بما يتجاوز الكلمات نحو مكونات القصائد والصور البلاغية والتجارب الشعرية والمشاعر العميقة، يمكننا عندها تشبيه التجارب الشعرية بقيادة السيارات المذهلة ومتقنة الصنع”.
وبالمقابل، تتطلب أعمال ورتزل الفنية توفير العنصر البشري، حيث تتضمن تجاربه الفنية في جوهرها تشجيع المشاهدين على تقديم تفسيراتهم الخاصة لأعماله الفنية. وحول ذلك، أضاف ورتزل: “لا أسعى لفرض رؤيتي الخاصة على الناس، وإنما أحاول ان أفسح المجال أمام التجربة الفنية للتعبير عن نفسها، وترك انطباعات مختلفة لدى المشاهدين”.
ولا مانع بالنسبة إلى ورتزل بأن تكون هذه الانطباعات نفسية أو حسية أو عاطفية طالما أن الطابع الشعري والفني لأعماله يترك تأثيراً مختلفاً لدى كل مشاهد.