أنهى المتسابق الدولي الفيصل الزبير أولى تجاربه في سباقات التحمل وذلك بعد أن شارك خلال أيام الخميس والجمعة والسبت في سباق الخليج 12 ساعة، والذي أُقيم على حلبة مرسى ياس في أبوظبي، بمشاركة 32 سيارة من مختلف دول العالم، شارك الفيصل في هذا السباق مع فريق “أتش تي بي سبورت” في سيارة مرسيدس “جي تي 3 أيه أم جي” في سباقٍ شهد الكثير من الأحداث التي صاحبت فريق الفيصل طوال أيام السباق وحتى نهايته. تشارك الفيصل قيادة السيارة مع الألماني ماكسيميليان غوتز والنمساوي دومنيك باومان.
وتمكن الفيصل من فرض نفسه بقوة في أولى مشاركته في سباقات التحمل، بعد أن تمكن من لفت الأنظار إليه بالمستوى الجيد الذي ظهر عليه رغم قلة خبرته في هذا المجال من السباقات، والتجربة الجديدة بهذه النوعية من السيارات التي يقودها للمرة الأولى بأسلوبها المختلف عن السيارات السابقة التي شارك بها في بورشه “جي تي 3” الشرق الأوسط وبورشه سوبر كاب، ولم يحظَ بفرصة التدريب على السيارة سوى لفترة قصيرة جدًّا بسبب الأعطال، ورغم ذلك حصل على إشادة كبيرة من قبل فريقه، إذ ساهم خلالها الفيصل مع المتسابقين الآخرين من الحصول على قُطب الانطلاق من المركز الأول إثر النتائج الجيدة التي حققها في التجارب التأهيلية.
ويسعى الفيصل من خلال هذه التجربة إلى خوض غمار منافسات التحمل للسيارات خلال الموسم الجديد، بعد تألقه في سباقات البورشه طوال المواسم الماضية، ليبدأ مشوارًا جديدًا مع فريق سيكشف عنه النقاب خلال الفترة القادمة.
شهد السباق الخليج 12 ساعة تتويج فريق “أتِّمبتو للسباقات” بالمركزين الأول والثاني، وحصل فريق “مونِستِر في آر 46 كِسِّل” على المركز الثالث فيما حصل فريق الفيصل مع زميليه جوتس وبومان في المركز الثاني عشر في الترتيب العام، بعد أن كان الفريق المرشح لنيل المركز الأول، إلا أن الأعطال الكثيرة حالت دون ذلك. من المقرر أن يخوض الفيصل جولةً أخرى مع فريقه الحالي بدبي خلال شهر كانون الأول (يناير) القادم.
الأعطال توقف فريق الفيصل
بدأ فريق “أتش تي بي سبورت” مشواره في سباق الخليج 12 ساعة بشكل جيد، بعد أن قدَّم الثلاثي الفيصل ووجوتس وبومان مستوىَ جيدًا في التجارب التأهيلية، أحرزوا فيها قُطب الانطلاقة من المركز الأول رغم الأعطال التي صاحبت السيارة قبل السباق وخلال التجارب وبعد الانطلاقة، مما قلل من تجارب الفيصل قبل خوض السباق، إلا أنه نجح مع فريقه من الحصول على صدارة الترتيب العام في تلك التجارب وتمكن الفيصل من تحقيق رقم جيد في التجارب وبفارق أجزاء من الثانية عن أبرز السائقين المشاركين في البطولة من أبطال العالم في فئات السباق.
ومع الانطلاقة في السباق الرئيسي سارت الأمور جيدًا مع مُحافظة غوتس على المركز الأول، لكن خسر الفريق الصدارة عندما لم يتوقف في منصات الصيانة خلال تواجد سيارة الأمان على الحلبة، بعدها دخل الفيصل إلى مسار السباق وقدم مستوى جيدًّا ومحافظًا على مركزه رغم العطل الذي صاحب مكابح السيارة، وتمكن من القيادة لقرابة ساعة وربع وفي نفس المركز، لكنه اضطر للتوقف في منصات الصيانة للتزوُّد بالوقود، وعليه تراجعوا للمركز الخامس.
ومع الأمتار الأخيرة على خط النهاية وبقاء دقيقتين عن نهاية النصف الأول، بعد ست ساعات من السباق، تفاجئ السائق دومينيك بعطل مفاجئ في مُولِّد شرارة الإشعال في اللفة الأخيرة. ليوقف السيارة بالقرب من خط النهاية، مما اضطر الفريق إلى سحب السيارة إلى الصيانة، وتفاجئ الفريق كذلك بقرار من لجنة الحكام حول السماح بتعبئة الوقود بين النصف الأول والثاني في وقتٍ كان فريق الفيصل وزملائه قد توجهوا قبل نهاية الزمن للنصف الأول بتعبئة الوقود في استراتيجية اتبعها الفريق مما أدى لتراجع الفريق لثلاثة لفات وقدمت خلال لجنة الحكام اعتذارها لهذا القرار.
ومع النصف الثاني جاءت الانطلاقة للفيصل الزبير بعد أن تراجعت السيارة في المركز الخامس، نجح خلالها الفيصل بالتقدُّم إلى المركز الرابع بشكل جيد، ورغم المنافسة من السائق الإيطالي فالنتينو روسي بطل العالم لسباقات الدرّاجات النارية “موتو جي بي”، والذي شارك في هذا السباق، أكمل بعدها زميلا الفيصل السباق ليعود العطل من جديد وهذه المرة في مقود السيارة، مما تسبب في إدخال السيارة إلى منصات الصيانة واستغرقت عملية الإصلاح نصف ساعة أدت لتراجع الفريق للمركز الخامس عشر، ودخل الفيصل إلى الحلبة من جديد من أجل مُتابعة السباق ليُنهي بعدها الفريق مشواره في المركز الثاني عشر في الترتيب العام.
وأضاف: “لقد كانت نهاية أسبوع مُتقلِّبة، كانت انطلاقتنا جيدة جدًا والتجارب الحُرَّة رائعة، حيث كُنّا سريعين وضمن المراكز الثلاثة الأولى دائمًا، التجارب التأهيلية كانت بناءً على مُعدَّل السائقين الثلاثة حيث حصلنا على قُطب الانطلاقة من المركز الأول للمرة الأولى في سباقات التحمُّل، وهذا أمرٌ يدفعني للفخر”.
وتابع: “لقد كُنا مُتصدِّرين السباق لقُرابة خمس ساعات، أظهرنا أداءً قويًا، والجميع قدَّم تأديةً ثابتةً. وما إن رُفع العلم الشطرنجي حتى تنعرضنا لعُطل في مُلِّد شرارة الإشعال للمُحرك، مما سلبنا فُرصة المُنافسة على الفوز. عندها تراجعنا للمركز الخامس، كان امامنا فُرصة أن نُهي السباق على منصات التتويج، لكن واجهتنا مُشكلة أخرى في المُحرِّك ولاحقنا سوء الحظ”
وختم قائلًا: “مع ذلك، كان هنالك الكثير من النواحي الإيجابية التي علينا الاستفادة منها ونأمل أن نُقدِّم أداءً أفضل في السباقات المُقبلة”.
شارك في السباق ثلاثون فريقًا في مُختلف الفئات، قاد غوتس السيارة في الفترة الأولىن وتصدَّر السباق في اللفات الأولى وطوال المقطع الأول منه.
إشادة كبيرة بمستوى الفيصل
أشاد مدير فريق “أتش تي بي سبورت” بالمستوى الجيد الذي ظهر عليه المتسابق الفيصل الزبير في أولى مُشاركاته في سباقات التحمل رغم قلة خبرته في هذا النوعية من السباقات، ومُثمِّنًا الأداء الجيد الذي ظهر عليه بحصول الفريق على المركز الأول في التجارب التأهيلية للسباق.
وقال بأن الفيصل استفاد من هذه المشاركة بعد خوضه أربع ساعات ونافس أكبر السائقين في هذه البطولة من أبطال هذه الفئة من أصحاب الخبرة وهذا شيء جيد/ حيث سيكون له شأنٌ كبير في البطولة القادمة بدبي، بخوض ثمانية ساعات، وتفاجئنا بالأعطال التي تعرضت لها السيارة وهذا لم يحدث لنا منذ خمس سنوات ماضية.
أعرب السائق الفيصل الزبير عن سعادته للمشاركة في أولى سباقات التحمُّل، والتي اعتبرها تجربةً ناجحةً له في ظل الظروف التي صاحبت هذا السباق، من تعطل السيارة لعدة مرات خلال السباق، وكذلك الاستفادة الكبيرة من هذه المشاركة والتي ستخدم مشواره القادم في سباقات التحمل، حيث أشار بأن المحطة القادمة ستكون في دبي خلال شهر يناير في سباق التحمل 24 ساعة، في تجربة أخرى له.
وقال الفيصل: “إنني سعيدٌ بما قدمَّه الفريق لي من جهود للاستفادة من هذه المشاركة، وكنا قريبين من الحصول على نتيجة جيدة في هذا السباق وخاصة في المراكز الثلاثة الأولى، ولكن الحظ لم يحالفنا بسبب تعطل السيارة لعدة مرات، وكانت الفرصة سانحة لنا للحصول للحصول على لقب الجولة”