كتب: المهندس بول جاموس
أيامٌ قليلةٌ تفصلنا عن تأكيد تعاقد فريق “الوليامز” مع السائق “سيرغي سيروتكين” لموسم 2018 ـ 2019 بديلا” للبرازيلي المعتزل فيليبي ماسا، بعدما إستطاع راعي السائق الروسي سيروتكين “SMP BANK”، تأمين مبلغًا وقدره 40 مليون دولار للحظيرة البريطانية من أجل ضمّ الاخير الى صفوفها.
بهذه الخطوة تكون تشكيلة فريق الوليامز بالكامل من الشبان، لانس سترول (19 عامًا) و سيروتكين (22)، الامر الذي سيشكل تحديات كثيرة للفريق إن كان من ناحية قلة خبرة هذين السائقيّن، أو من ناحية تأثير ذلك على تطوير السيارة بشكل عام ومستوى التنافس الذي سيظهر فيه الفريق “العريق” ويليامز. فالمرة الاخيرة التي شاهدنا تشكيلة سائقين “ضعيفة” في الفريق تعود لموسم 2012 (باستور مالدونادو الّذي يُذكرنا بفوزه الوحيد والمفاجىء في الاف1 “ببرشلونة”، و برونو سينا).
السبب الرئيسي لتفضيل الفريق سيروتكين على البولندي” روبرت كوبيتسا “صاحب الموهبة الاستثنائية” والذي كافح وعمل ليلا” نهارا” من اجل العودة الى البطولة بعد الحادث المشؤوم الذي تعرض له باحدى مشاراكاته بالراليات منذ حوالي الست سنوات وتسبب له باصابات بالغة بيده، أفقدته للكثير من قدراته على القيادة بنفس السرعة التي كان فيها سابقًا. فتأديته كانت متواضعة جدا” بعد الاختبارات الكثيرة التي خاضها مع فريق الويليامز. وخاصة” بظروف محاكاة اللفات الصاروخية للتجارب التأهيلية وذلك لعدم تمكنه من استخلاص أفضل الأزمنة من اطارات “بيريللي” الجديدة.
تجارب “ابو ظبي” التي خاضها كوبيتسا مع فريق “الوليامز” نهاية العام الماضي كانت حاسمة للغاية ومفصلية لتقرير مصيره مجددًا بالفورمولا 1.
وبحسب ما ذكره الصحافي في موقع “بي بي سي” البريطاني “آندرو بنسون” أن المشكلة الرئيسية التي واجهها البولندي كانت تأقلمه مع اطارات “بيريللي” واستخلاص أفضل الازمنة منها في اللفات السريعة بكميات وقود قليلة جدًا.
وهذا ما عبّر عنه كوبيتسا مرارًا وتكرارًا لمدير اعماله. “الاطارات على ايامه كان مختلفة تمامًا عن اطارات “بيريللي” اليوم، فهي تتآكل بنسبة مُغايرة عن السابق، وفَهم كيفية عملها أمر مهم لاي سائق لاستخراج افضل الازمنة منها”. هذا هو التحدي الكبير الذي واجهه “روبرت” بتجاربه مع ويليامز، التأقلم مع اطارات بيريللي وفهمها أكثر. إذ كان يلزمه المزيد من الوقت للتأقلم اكثر مع السيارات الجديدة وبالاخص مع الاطارات التي على ما يبدو وقفت بوجه كوبيتسا لتحقيق حلمه بالعودة مجددًا للتسابق بالاف1،وحرمتنا من رؤية أروع القصص في عالم الرياضة.