كتب المهندس بول جاموس
أربع سنوات مرّت على حادث التزلج المشؤوم الذي تعرض له مايكل شوماخر في جبال الألب الفرنسية، أربع سنوات و”الأسطورة” بعيد عنا قابع على فراش التعافي، بين الغيبوبة والوعي. غريبة هي الحياة وقاسية أحيانًا، فكيف يمكن التخيّل أن شخصًا لم يهب الموت أبدًا على الحلبات التي صال وجال عليها، مُحطمًا كل حدود السرعة والأرقام القياسية، أن يلقى هذا المصير المؤلم؟!
منذ تلك اللحظة والعالم بأسره ينتظر بفارغ الصبر أي جديد عن حالته الصحية التي يُحيطها الكثير من التعتيم والغموض والسرية. ولكن ذلك لم يمنع فيليبي ماسا السّائق البرازيلي المُعتزل مؤخرًا، أن يعود بذكرياته ويتحدث عن أيام مزاملته “البارون الأحمر ” (لقب شوماخر) الذي يعتبره “أستاذه” ومصدر إلهام له.
ماسا الوافد الجديد الى صفوف الـ “سكوديريا” في موسم ٢٠٠٦، عاش تجربة إستثنائية بمزاملته “واحد من أعظم السائقين بتاريخ الـ “أف 1” مايكل شوماخر، الذي كان يعيش آخر أيامه مع “فيراري” بعد الحقبة الأعظم بتاريخ الفريق.
مع نهاية عام ٢٠٠٦ وقرار الإعتزال الشهير الذي إتخذه “البارون الاحمر”، منح ذلك فرصة كبيرة لماسا لكي يلامس الأمجاد مع “فيراري”. وعن تجربته تلك يتحدث ماسا مُتذكرًا شوماخر: “مايكل كان لطيفًا جدًا معي، وصديق لي في كل الاوقات، تعلمت منه الكثير ومنحني فرصة كبيرة جدًا بعد أن قرر الرحيل نهاية عام 2006. تلك كانت خطوة لا أنساها بحيث آمن بقدراتي ووثق بي”.
ماسا زار أكثر من مرة شوماخر مُطمئنًا عليه من بعد حادث التزلج المشؤوم، وهو لا يخفي أبدًا قلقه على الحالة الصحيّة لبطل العالم سبع مرات. ويرفض بالمقابل الكلام عن مراحل العلاج وحالة أسطورة الفورمولا ١.
البرازيلي بنفسه إختبر تجربة “إقترابه من الموت” عندما اخترق برغي مُتطاير من إحدى السيارات في جائزة المجر الكبرى ٢٠٠٩ خوذته وكاد أن يتسبب بوفاته.
ويعتقد الكثيرون أن هذا الحادث كان نقطة تحول كبيرة بمسيرة “راقص السامبا” فيليبي ماسا الذي لم يفز بأي جائزة كبرى مذاك…
وبالسياق ذاته شرح ماسا ما حصل معه بقوله: “كسائق، الحادث لم يغيّرني ولكن ما تغيّر كان مقاربتي للحياة. فأنا الآن بُت أكثر حباً وتقديراً لها، أكثر من أي وقت سابق. وكذلك تقديري وشعوري تجاه قيمة الحياة لأي سائق آخر يتعرض لحادث مشابه أو يجد نفسه بين الحياة و الموت كما هي حال “شومي”.
وأضاف ماسا: “على صعيد شخصي لا تتوقع أن تتعرض لحوادث سيئة مشابهة، حتى ولو رأيت ذلك يحدث مع الآخرين. ولا تتخيل أبدًا أن ذلك ممكن أن يحصل معك ولكن عندما تعيش تجربة كمثل التي يمر بها مايكل حاليًا بين الحياة والموت، تُدرك حينها كيف ممكن للحياة أن تتغير بسرعة وتكون ظالمة ومؤلمة”.