كتب المهندس بول جاموس
على هامش معرض ديترويت للسيارات الّذي تكشف فيه المصانع الكبرى عن أبرز طرازاتها الجديدة، أعربت بعض الشركات المصنعية عن مدى اهتمامها او إمكانية ترابطها مُجدداً بالفورمولا 1 على غِرار سيرجيو ماركيوني الرئيس الأكبر لمجموعة فيات ـ كرايزلر.
وبهذا السياق، استبعدت العلامة الأميريكية العريقة “فورد” عودتها في المستقبل القريب إلى ساحة البطولة بحال عدم وضع خطة شاملة لتخفيض النفقات والتحكّم بميزانيات الفرق المُشاركة.
إرتبط اسم فورد لفترة طويلة جداً مع البطولة الأعظم في رياضة المحركات، ولكن لم تعد الشركة الأميركية متواجدة على حلبات الفورمولا 1 منذ نهاية مغامرة فريق “ستيوارت غران بري” في عام 1999 واستمراره تحت اسم فريق “جاكوار” حتى عام 2004.
ومن ثم باعت فورد شركتها البريطانية التابعة لها تحت إسم “كوزوورث” وهي المُختصة بصناعة المحركات، والّتي فازت في 176 جائزة كبرى بالاف1 كان أولها مع “جيم كلارك” على متن سيارة “لوتس-فورد”، في جائزة هولندا الكبرى عام 1967 وآخرها مع “جيانكارلو فيسيكيلا ” على متن سيارة “جوردن-فورد”، في جائزة البرازيل الكبرى عام 2003. استمرت “كوزوورث” فيما بعد كصانع محركات مُستقل من دون اي دعمٍ من “فورد”.
بالنسبة لفورد، لا يبتعد كثيرًا مبدأ “الهايبرد” وكل ما يرتبط به بالفورمولا 1 عن فلسفة الشركة بالوقت الراهن، وهذا ما عبّر عنه “مارك راشبروك” مدير قسم رياضة المحركات في شركة فورد إذ قال: “قوانين الهايبرد في الاف1 منطقية بالنسبة الينا كشركة، ولكن يجب إدخال مبدأ التحكّم بالميزانيات والمصاريف ووضع سقفٍ واضحٍ للإنفاق. حتّى وان كانت كل الأشياء نسبية في الاف1 إلى الحد الّذي ان خفضنا التكاليف في مجالٍ واحدٍ فإن الشركات المُصنعة ستنفق في مجالاتٍ أخرى”.
في الوقت الحالي، تتواجد “فورد” في بطولة العالم لسباقات التحمّل “WEC” وفي “لومان” أيضاً مع سيارات الـ “فورد جي تي”، كما أكّد راشبروك انه سيزداد إلتزام الشركة أكثر تجاه بطولة العالم للراليات أعقاب فوز سيباستيان أوجييه بلقب البطولة مع فريق “أم ـ سبورت” الموسم المُنصرم وفوز الفريق بدوره بلقب المصنعين، وتابع قائلاً: “وبالتوازي أيضاً سنستمر بدعمنا لفريق “أم ـ سبورت” سواء من الناحية المالية أو من الناحية التقنية. ولهذا الامر مردود كبير بإستغلال برامج تطوير سيارات الرالي على سيارت الطُرق المُنتجة من قِبلنا”.
بعد كل ما تقدم، لم تفقد “فورد” أبداً اهتمامها بالـ “أف1” ولكنها تتشاطر هواجسها مع أغلبية المصانع الراغبة بالدخول الى عالم “الفئة الملكة” بالمستقبل القريب، وهنا يأتي دور القيميين على البطولة وعلى رأسهم “ليبريتي ميديا” مالكة الحقوق التجارية للاف1، أن تجد صيغة منطقية وعادلة مع الإتحاد الدولي للسيارات “فيا” والفرق المشاركة، للحقبة الجديدة للفورمولا واحد ما بعد 2020. إما من ناحية تقليل تعقيدات وحدات الطاقة “الهايبرد” الحالية وتبسيط القوانين التقنية،أو من ناحية إيجاد حلولٍ لتخفيض نفقات الفرق.
فهل ستستطيع الرؤية الجديدة التي لا تزال قيد الدرس النجاح في إستقطاب “فورد” وغيرها من المصانع الكبرى الى ساحة بطولة العالم للفورمولا1؟
