للمرة الثانية في تاريخ سباقات الفورمولا1 في أبوظبي، كانت المنافسة محتدمة على لقب بطولة العالم بين سائقي فريق مرسيدس لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ، إذ وصل السائق الألماني إلى سباق نهاية الموسم بفارق 12 نقطة بأداء أفضل بكثير مقارنة بموسم 2015.
وكان فريق مرسيدس قد فاز بـ 18 من أصل 19 سباقا حتى ذاك الوقت، وكان الفائز الوحيد من خارج هذا الفريق دانييل ريكياردو من فريق ريد بل في حلبة موناكو في نهاية مايو. وحصل روزبرغ وهاميلتون على تسعة انتصارات لكل منهما، وكانا في الصف الأمامي 13 مرة وحلّا في المركزين الأول والثاني في 13 سباق.
وكان السائقان في الواقع يتسابقان على مدار السنة كما كانا عندما كانا أطفالاً في سباقات الكارتينغ، وأشار الألماني روزبرغ إلى هذا الأمر خلال عطلة نهاية أسبوع السبوق قائلاً: “يبدو الأمر وكأنني أسابقه دائماً، ولطالما تمكن من التقدم علي والحصول على اللقب حتى عندما كنا طفلين صغيرين في حلبات سباق السيارات”.
وبينما كان هاميلتون يتقدم بثلاثة انتصارات، كان روزبرغ مصمماً على متابعة خطته المدروسة التي نجحت معه بشكل جيد طوال الموسم. وعند سؤاله عن الأمر الأكثر أهمية فيما إذا كان الفوز بالسباق أو اللقب، أجاب روزبرغ: “إن الشيء الأهم بالنسبة لي هو تقديم أداء رائع لأن ذلك سيساعدني بالحصول عليهما سوية، وسأفعل كل ما يلزم لتقديم أفضل أداء ممكن وسأبقي الأمور بسيطة قدر الإمكان”.
وأصبحت الأمور أكثر تعقيداَ عندما ضمن هاميلتون الانطلاق من المركز الأول للمرة الثالثة في أبوظبي متقدماً على زميله في فريق مرسيدس. وأصبح السباق أكثر صعوبة عندما تقدم هاميلتون السائقين بمسافة كبيرة، وكان على روزبرغ أن يتفوق على ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بل، الذي شكلت استراتيجيته المرتكزة على توقف واحد لتبديل الإطارات تهديداً على نتيجة السباق.
ولكن روزبرغ أنجز المهمة وقال: “إنه أمر غير واقعي حقاً” في معرض تعليقه عن التجاوز في اللفة الـ 20. وأضاف: “لم أشعر بشيء من هذا القبيل خلال قيادة السيارة من قبل، آمل ألا أواجه ذلك مرة أخرى على الإطلاق”.
كما حاول هاميلتون أن يصعب الأمور على زميله روزبرغ عندما تجاهل أوامر الفريق بزيادة سرعته، وهذا ما يعني ضغطاً على زميله الذي يلاحقه مجموعة من السائقين وعلى الأخص سيباستيان فيتيل سائق فريق فيراري وماكس فيرستابن سائق فريق ريد بل.
لكن روزبرغ تمسك باستراتيجيته التي انتهجها خلال الموسم الطويل وحافظ على تركيزه الذهني وهدوئه لينتهي سباق السيارات الأربع وهي قريبة من بعضها في وقت لايتجاوز 1.6 ثانية. وكان هذا المركز الثاني كافياً ليصبح روزبرغ بطلاً العالم بفارق خمس نقاط فقط، وهو الفارق الأصغر منذ اعتماد النظام الحالي للنقاط الذي يمنح الفائز 25 نقطة.
وأصبح نيكو روزبرغ ثاني سائق من الجيل الثاني لعائلة من السائقين يفوز ببطولة العالم متتبعًا خطى والده كيكي روزبرغ في عام 1982 بعد موسم اتبع فيه نصيحة والده المعتادة: “قد السيارة بأقصى سرعة. أنت بحاجة إلى موسم مثالي من أجل الفوز على هاميلتون”.
ونجح بعض سائقو الفرق الأخرى في هذا السباق بتسجيل نتائج جيدة، إذ وصل فيتيل بسيارته الفيراري إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ سباق حلبة مونزا قبل سبع جولات، وحصل فريق فورس إنديا على المركزين السابع والثامن عبر السائقين نيكو هولكنبرغ وسيرجيو بيريز. ولكن سباق أبوظبي لعام 2016 كان من نصيب فريق مرسيدس وسائقيه في النهاية.
لقد نمت الصداقة بين لويس هاميلتون ونيكو روزبرغ منذ سباقات الكارتينغ والفورمولا3، لكن السائق البريطاني تحدث عن تجربته مع زميله هذه السنوات الطويلة قائلاً: “بعيداً عن منافستنا المحتدمة والطويلة، فأنا فخور به للغاية وكيف قاد هذا العام. وكان من دواعي سروري أن أكون معه في الفريق وأنا متأكد بأن ذلك سيستمر”.
ولكن لويس هاملتون كان مخطئاً، فبعد خمسة أيام فقط، فاجأ روزبرغ عالم الفورمولا 1 بالإعلان عن اعتزاله بعد أن وصل إلى ذروة نجاحه.