“لطالما كانت هذه الحلبة جيدة للغاية بالنسبة لي، وخاصة أيام الأحد”.
تعود هذه الكلمات للسائق سيباستيان فيتيل، الذي حقق في موسم 2013 فوزه الثالث من أصل خمس مشاركات في سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي، وهي الحلبة التي انطلق فيها أربع مرات من الصف الأمامي، من ضمنها مرتين من المركز الأول.
ولكن ما الذي يجعل سباق أبوظبي مختلفًا؟
كان فيتيل قد حسم رابع ألقابه في البطولة قبل أسبوع في سباق الهند، ووصل إلى الفوز السابع على التوالي في سباق أبوظبي، ليبقى أمامه سباقين حتى نهاية الموسم في كل من الولايات المتحدة والبرازيل. واستطاع فيتيل مواصلة السلسلة محققًا فوزين آخرين في سباقي تكساس والبرازيل ليسجل بذلك تسعة انتصارات على التوالي معادلًا الرقم القياسي المسجل باسم ألبرتو أسكاري، الذي أحرز انتصارته التسعة المتتالية على مدى موسمي 1952 -53 في السنوات الأولى لهذه البطولة.
هل يكون فيتيل في حالة راحة عندما يأتي إلى الشرق الأوسط؟
يجيب فيتيل بحسم: “نحن نستمتع بالتحدي، لذلك لا يمكن أن نتساءل حول سبب وجودنا هنا، أو ما الذي يجب علينا فعله. نريد أن نبذل قصارى جهدنا في منافسة الآخرين، وأن نحقق الفوز عندما تسنح لنا الفرصة”.
أما كيمي رايكونن، الفائز في سباق العام الماضي فقد كان الغائب الحاضر، بسبب خلاف مع فريق لوتس حول مستحقاته المالية خلال عام 2013، حيث وصل متأخرًا وتأكد غيابه عن سباقي تكساس والبرازيل.
ومن ناحية أخرى، كان مارك ويبر، زميل فيتيل في فريق ريد بُل، قد أعلن عن نيته الاعتزال في نهاية هذا الموسم، بعدما قضى 12 عامًا في عالم الفورمولا 1. ولكن السائق الأسترالي لم يكن ليقبل بالمغادرة دون ترك بصمته على حلبة مرسى ياس وتقديم أفضل أداء ممكن ومنافسة زميله سيباستيان فتيل.
لم تكن حلبة مرسى ياس المفضلة لمارك ويبر، بسبب مسارها الضيق، وخاصة القسم الثاني من الحلبة. ولكنه استجمع طاقته إلى الحد الأقصى في جولة التجارب التأهيلية، وسجل أسرع دورة بزمن 1:39.957. وبذلك يكون قد ضمن الانطلاق من المركز الأول للمرة 13 والأخيرة في تاريخه معادلًا رقم مواطنه السير جاك برابهام.
وعلق ويبر حول ذلك: “لحسن الحظ أن زميلي في الفريق يجيد التعامل مع هذا النوع من المسارات، وأنا أتعلم منه بعض الأمور في هذا المجال”. لكن ويبر كان بحاجة إلى تعلم المزيد عن الانطلاق في السباق.
وكالعادة كانت انطلاقة مارك ويبر بطيئة نوعًا ما، حيث فقد المركز الأول بعدما تجاوزه كل من سيباستيان فيتيل، زميله في الفريق، ونيكو روزبرغ، سائق فريق مرسيدس. وإذا كان فيتيل يقف إلى جانب ويبر في الصف الأمامي فإن روزبرغ كان قد جاء من الصف الثاني. ومع اجتياز المنعطف الأول، انفرد فيتيل بالصدارة ليقدم درسًا في أسلوب القيادة.
كان فيتيل سريعًا جدًا، حتى أنه دخل منطقة الصيانة في الدورة 14 وخرج منها متصدرًا السباق. وأكمل السباق بفارق مريح عن بقية السائقين. وفي النهاية عبر فيتيل خط النهاية بفارق يزيد على نصف دقيقة أمام مارك ويبر الذي أخرج أفضل ما في جعبته ونجح في تجاوز روزبرغ بعد 20 دورة محققًا المركز الثاني.
وكان الحدث الأبرز في السباق عندما خرج ألونسو، سائق فريق فيراري، من منطقة الصيانة في توقفه الثاني ليجد نفسه خلف جان-إريك فيرن، سائق فريق تورو روسو، بعد عودته إلى مسار السباق.
وانطلق ألونسو بأقصى سرعة متجاوزًا السائقين، وتمكن السائق الإسباني من القيادة بسرعة هائلة وكأنه يحلق في الحلبة ويتقدم في الترتيب. ورغم أن ألونسو استطاع أن يحرز “أسرع دورة في السباق”، فإن هذا الإنجاز الثانوي لم يكن كافيًا لسحب البساط من تحت أقدام الألماني فيتيل الذي واصل في موقعه في الصدارة حتى النهاية.
وقال فيتيل: “كنت أشعر وكأنني كنت أطير في بعض اللحظات، على الأقل هذا ما أحسسته آنذاك”. ومع نهاية موسم 2013 كان فيتيل قد حقق 13 فوزًا، معادلًا بذلك رقم مايكل شوماخر في عدد الانتصارات في موسم واحد والذي كان قد سجله في موسم 2004.
لم يكن أحد ليتوقع أن يكون ذلك الفوز هو الأخير بالنسبة لفيتيل، الذي سجل أطول سلسلة من الانتصارات المتتالية”، على حلبة مرسى ياس حتى الوقت الحالي، إذ كان فريق السهام الفضية (مرسيدس) ينتظر فرصته للتحليق وتسجيل الانتصارات.