كشفت شركة فورد اليوم عن تقريرها الأول والمتكامل لإنجازاتها وتطلعاتها المتعلقة بالأداء المالي والاستدامة، كما أعلنت عن أهدافها العلمية الجديدة لتحقيق طموحها بتحقيق حيادية الكربون بحلول عام 2050 تماشياً مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وحصلت فورد مؤخراً على موافقة “مبادرة الأهداف العلمية” على أهدافها للحد من انبعاثات غازات الدفيئة ضمن النطاقين 1 و2 الناتجة عن العمليات التشغيلية للشركة بنسبة 76٪ اعتباراً من عام 2017، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة ضمن النطاق 3 الناتجة عن استخدام منتجات الشركة بنسبة 50٪ اعتباراً من عام 2019، والحد من كليهما معاً بحلول عام 2035. وانطلقت المبادرة بالتعاون بين “مشروع الإفصاح عن الانبعاثات الكربونية”، و”معهد الموارد العالمية”، و”الصندوق العالمي للطبيعة”، و”الميثاق العالمي للأمم المتحدة”، وتهدف إلى مساعدة الشركات على وضع أهداف مجدية لتقليص الانبعاثات.
وينعكس تقليص الانبعاثات الكربونية إيجاباً على مجموعة من قضايا الاستدامة الأكثر أهمية في نظر شركاء فورد، وتحظى جميعها بجانب كبير من الاهتمام في التقرير الجديد. وأوضحت فورد أن الجمع بين الاستدامة والأداء المالي في تقرير واحد ينطوي على أهمية وفائدة كبيرتين.
وفي هذا السياق، قال جون لولر، المدير المالي لشركة فورد: “لطالما حرصت فورد على المساهمة في بناء عالم أفضل يتمتع الناس فيه بحرية الحركة وتحقيق أحلامهم. وكما أن تحقيق الاستدامة يتطلب أداءً مالياً قوياً، يعتمد الأداء المالي بدوره على الفاعلية والتأثير في مجالات الاستدامة. ويعكس دمج هذه المواضيع في تقرير واحد التطلعات غير المسبوقة بين المستثمرين وغيرهم من الشركاء لمعرفة خططها المستقبلية وإنجازاتها وكيفية إدارتها للمخاطر”.
وتشمل أبرز النقاط التي يركز عليها التقرير المتكامل استجابة فورد الواسعة لجائحة “كوفيد – 19” على الصعيد الاجتماعي؛ والاستثمارات المهمة في إطلاق أولى المركبات الكهربائية كبيرة الحجم وذات الانبعاثات الصفرية؛ والإجراءات المتخذة لحماية حقوق الإنسان والارتقاء بمبادئ التنوع والمساواة والشمولية ضمن الشركة.
كسب الثقة
بذل موظفو فورد قصارى جهدهم لتلبية الاحتياجات الاجتماعية الناجمة عن الجائحة العالمية والحفاظ على سلامة بعضهم البعض، وذلك عبر إيقاف عمليات التصنيع في مختلف أنحاء العالم ثم استئنافه بشكل مسؤول قبل عام من اليوم. ومن خلال مشروع “أبولو”؛ نجحت الشركة بتصنيع وتطوير وتسليم معدات الوقاية الطبية والشخصية الحيوية، غالباً بالتعاون مع “اتحاد عمّال السيارات والفضاء والزراعة في أميركا”.
وحتى تاريخه، أنتجت الشركة نحو 160 مليون كمامة؛ وأكثر من 20 مليون قناع واقٍ للوجه؛ و1,6 مليون رداء عازل قابل للغسل؛ و50 ألف جهاز تنفس اصطناعي بالتعاون مع “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية”؛ وأكثر من 32,000 قناع لتنقية الهواء بالتعاون مع “ثري إم”. وبالإضافة إلى ذلك، تضمنت مساهمات الشركة للحد من تأثير الجائحة تقديم 1,13 مليون دولار لدعم برامج الإغاثة حول العالم عبر “صندوق فورد موتور كومباني”، الذراع الخيرية للشركة.
وفي أوروبا، قدم الصندوق نحو 500,000 دولار للمنظمات غير الربحية لدعم جهود الإغاثة المرتبطة بتوفير الغذاء والمعدات الطبية والملابس الواقية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى. وفي المملكة المتحدة، حولت فورد مستودعاً فارغاً إلى خط إنتاج لتصنيع المكونات الرئيسية لنحو 11,700 جهاز تنفس اصطناعي من “بنولون” Penlon تم إنتاجها خلال تحدي VentilatorChallengeUK.
وبمعزل عن الجائحة، قدم الصندوق طيفاً من الدعم الاجتماعي خلال عام 2020، وشمل تقديم الوجبات في أماكن مثل ديترويت وبانكوك، وتمويل الإغاثة في حالات الطوارئ للكليات والجامعات التي تستقبل ذوي البشرة السمراء وذوي الأصول اللاتينية، والمنح المقدمة إلى رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة من ذوي البشرة السمراء وذوي الأصول اللاتينية.
تشجيع الاعتماد على المركبات الكهربائية مستقبلاً، تنقية الهواء
خلال عام 2025، تخطط فورد لاستثمار أكثر من 22 مليار دولار في تصميم وإطلاق المركبات الكهربائية المتصلة لاسلكياً- بما في ذلك الإصدارات الكهربائية لبعض من أشهر طرازات المركبات، ضمن فئات يعتمد فيها ملايين العملاء حالياً على الشركة مثل: الشاحنات، والمركبات التجارية، والسيارات متعددة الاستعمالات. وبدأت الشركة بشحن سيارة “موستانج ماك-إي” إلى أمريكا الشمالية في عام 2020، ثم أوروبا في أوائل عام 2021، وتليها الصين في وقت لاحق من العام الجاري. وسيتم إطلاق شاحنات النقل التجارية الكهربائية بالكامل بحلول نهاية عام 2021؛ ومن المقرر إطلاق شاحنة F-150 العاملة بالبطارية الكهربائية في عام 2022.
وكانت فورد قد أعلنت خلال الشهر الماضي أن جميع مركباتها التجارية في أوروبا ستكون ذات انبعاثات صفرية بحلول عام 2024. وستكون جميع سيارات الركاب في المنطقة ذات انبعاثات صفرية- كهربائية بالكامل أو هجينة قابلة للشحن – بحلول منتصف عام 2026، وجميعها عاملة بالبطارية مع حلول عام 2030.
ولتعزيز القدرة الإنتاجية للمركبات الكهربائية، بدأت فورد في عام 2020 ببناء “مركز روج للمركبات الكهربائية” الجديد في ديربورن، حيث سيتم تصنيع شاحنات F-150 الكهربائية بالكامل. وفي فبراير 2021، أعلنت الشركة عن استثمار بقيمة مليار دولار لتشييد مركز “فورد كولونيا للكهرباء” في ألمانيا.
ومن شأن الاستثمارات في قدرات التصنيع في ديربورن وكولونيا أن تسهم في تقليص إجمالي البصمة الكربونية للشركة، إذ أعلنت في شهر فبراير عن تخصيص مليار دولار أخرى للارتقاء بعملياتها التشغيلية في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا. وبفضل مبادرات تعزيز كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك، تنتج فورد حالياً انبعاثات كربونية أقل بنسبة 40٪ في جميع منشآتها وعملياتها التصنيعية حول العالم. وثمة هدف إضافي لتوظيف الطاقة الكهربائية المتجددة المولدة بالاعتماد على مصادر محلية بنسبة 100٪ في جميع مصانع فورد بحلول عام 2035.
وبهذا الصدد؛ قال بوب هولي كروس، نائب مدير الاستدامة والبيئة وهندسة السلامة في فورد: “نتطلع إلى تصدر الجهود الرامية إلى تحقيق حيادية الكربون لأن ذلك يصب في مصلحة عملائنا وكوكبنا وشركة فورد نفسها. وتأتي نسبة 95% من انبعاثاتنا الكربونية الحالية من مركباتنا وعملياتنا التشغيلية وموردينا، ولهذا نعمل على التصدي لهذه الجوانب الثلاثة بشكل عاجل وبمنتهى الجدية والتفاؤل”.
الاحتفاء بالاختلاف وتوظيفه إيجابياً
يؤمن بوب هولي كروس بأن نجاح فورد سيأتي من خلال فريق عملها الذي “يرحب بالجميع، ويتبنى ثقافة تقدّر التنوع وتشجع الأفكار الجديدة”. وفي ضوء أول تدقيق للتنوع والمساواة والشمولية بين موظفي الشركة الرسميين في الولايات المتحدة خلال عام 2020، أكد كروس أن فورد تشجع تطبيق المبادئ الثلاث؛ وخير مثال على ذلك:
زيادة الاعتماد على مجموعات موارد موظفي الشركة الحاليين للتغلب على مشاكل العمل
تطوير برامج صقل كفاءات مديري الشركة على صعيد التنوع والمساواة والشمولية، و
تعيين أول مدير للمساواة العرقية في فورد لقيادة جهود التصدي لأبرز العوائق المهنية التي تواجه الموظفين ذوي البشرة السمراء وذوي الأصول اللاتينية.
ولتعزيز الوعي والمساءلة، يتعين على جميع مسؤولي الشركة الآن تحقيق أهداف قائمة على الأداء في مجال التنوع والمساواة والشمولية لغرس شعور الانتماء. وللمرة الأولى، تكشف فورد للجمهور عن تقاريرها المتعلقة بتكافؤ الفرص (U.S. EEO-1) والتنوع التكاملي (U.S. Supplemental Diversity).
وليس اهتمام فورد بمبادئ التنوع والمساواة والشمولية حديث العهد، فقد خصصت الشركة علاوة لقاء توظيف الأشخاص من المجموعات المهمشة منذ سنوات عدة. وإلى جانب الخطوات الأخرى، تعمل فورد على تكثيف علاقاتها التعاونية مع المؤسسات المتخصصة والكليات والجامعات المعروفة تاريخياً باستقبالها ذوي البشرة السمراء، وذلك لاستقطاب شريحة متنوعة من المرشحين لشغل وظائفها.
وتحظى جهود الشركة بمجال التنوع والمساواة والشمولية باهتمام واسع النطاق؛ حيث تم إدراجها لثلاثة أعوام على التوالي في مؤشر “بلومبرغ” للمساواة بين الجنسين، كما حظيت جهودها بالتكريم من قبل مجموعات مثل “رينبو بوش” (Rainbow Push)، ومؤشر Disability Foundation Index، و”الرابطة الإسبانية لمسؤولية الشركات”، وموقع “ميليتاري تايمز”.
ويتجلى التزام فورد بدعم حقوق الإنسان في السياسة التي أطلقتها مؤخراً بعنوان “ملتزمون بحماية حقوق الإنسان والبيئة”. وفي عام 2020، أطلقت الشركة مدونة قواعد سلوك للموردين لتحديد التوقعات والمعايير المرتبطة بشركائها في سلسلة التوريد، كما أصبحت أول شركة أمريكية لتصنيع السيارات تنضم إلى “مبادرة ضمان التعدين المسؤول” بهدف الحصول على المواد الخام بطريقة مسؤولة بيئياً. وفي عام 2020، حصلت فورد على المرتبة الأولى في التقييم الأول للمعيار المؤسسي لحقوق الإنسان في قطاع السيارات.