بات السائق الفيصل الزُبير العُماني الشاب قاب قوسين أو أدنى من حسم لقب الموسم التاسع من البطولة الأشهر إقليميًا: تحدي كأس بورشه جي تي 3 – الشرق الأوسط، وذلك مع نهاية الاسبوع الخامس، وما قبل الأخير من البطولة، الذي استضافته حلبة البحرين الدولية.
وشهدت جولة البحرين ما قبل الأخيرة من الموسم التاسع، تقلبات عديدة وأحداثًا درامية غير متوقعة عصفت بترتيب البطولة الإجمالي، لتنقلب الأفضلية في معركة اللقب بشكل ملحوظ.
وصل الزُبير إلى جولة البحرين وهو يتأخر بـ 19 نقطة خلف توم أوليفانت، السائق البريطاني متصدر الترتيب العام المؤقت، والذي أثبت على مدار الموسم أنه المنافس الأول للعُماني الشاب، والعقبة الأساسية التي عليه اجتيازها إذ ما أراد اقتناص المركز الأول.
منذ التجارب التأهيلية للسباق الأول، بدا التصميم واضحًا في أداء العُماني، الذي قدم أداءً رفيع المستوى خلال الحصة التي شهدت إحراز ديلان بيريرا لقطب الانطلاق الأول أمام الزُبير بفارق لم يتجاوز 0.055 ثانية.
وأحرز الزُبير مركز الانطلاق الثاني، أمام غريمه الأساسي أوليفانت بفارق 0.003 ثانية! مما يظهر حدَّة المنافسة الملتهبة التي تجمع بين السائقين.
تلك الحماسة ظهرت جليةً خلال السباق الأول، إذ سرعان ما توجهت الأنظار إلى الزُبير الذي تمسك بمركزه الثاني بشراسة في مواجهة هجمات أوليفانت المتكررة.
استمرت المعركة بينهما حتى اللفة الثانية، قبل أن تجمعهما حادثة احتكاك، تسببت في خروج أوليفانت عن المسار وانسحابه من السباق، بينما استطاع الزُبير المواصلة بالمركز الثاني.
هذه الحادثة كانت نقطة الفصل في أحداث البطولة، والمحور الذي غير من تركيبة المنافسة بشكل جذري. إنهاءُ الزُبير للسباق الأول بالمركز الثاني خلف ضيف البطولة ديلان بيريرا وخروج أوليفانت خالي الوفاض، منح دفعةً كبيرة لآمال العُماني، إذ تقدم إلى صدارة الترتيب العام المؤقت؛ وبات المرشح الأوفر حظاً لحسم اللقب.
بذل العُماني جهدًا مضاعفًا خلال التصفيات الثانية، إذ كان يعلم أن عليه كسب المراكز في السباق نظرًا لطبيعة العقوبة التي تلقاها.
تأهل أوليفانت بالمركز الثاني، بينما أنهى الزُبير بالمركز الرابع، ما يعني أنه سينطلق من المركز التاسع في السباق الثاني – بعد تطبيق العقوبة.
حيث قال الزُبير معلقًّا على مجريات الحصة: “كانت التصفيات جيدة، إذ خضتها مع إطارات مستعملة وأحرزتُ المركز الرابع، تلقينا عقوبة – لا أعتقد أنها مُستحقة بصراحة، لأنني لم أقُم بأي شيء عمدًا. لكن لا بأس”.
وأكمل: “سأنطلق تاسعًا مع إطارات جديدة وهدفنا هو إحراز المركز الرابع أو الخامس. نحن نتصدر الترتيب العام المؤقت للبطولة حاليًا، وذلك يعني اعتماد ذهنية مختلفة في مقاربة الأمور”.
وبالفعل، أصابت توقعات الزُبير، إذ وبالرغم من مركز انطلاقته التاسع تمكن من كسب المراكز على مدار السباق، متجاوزًا السائقين أمامه واحدًا تلو الآخر ليصل إلى غلين جيدي صاحب المركز الرابع.
حاول العُماني جهده، لكن جيدي تمسك جيدًا بمركزه الرابع لينتهي السباق الثاني مع توم أوليفانت بالمركز الثاني، والزُبير بالمركز الخامس.
وقال الزُبير معلقًا: “كان السباق جيدًا للغاية، انطلقتُ من المركز التاسع وتراجعتُ إلى الـ 11 في البداية خلال اللفة الأولى، لكن وتيرة الإطارات الجديدة بدأت بالظهور بعدها – وأعتقد أن اعتمادها كان خيارًا صحيحًا”.
وأكمل: “أنهينا بالمركز الخامس مع أزمنة لفات تنافسية. من الآن فصاعدًا يتمحور هدفي حول تسجيل النقاط للجولة الأخيرة”.
وأضاف: “كانت مجريات اللفة الأولى جنونية بعض الشيء – إذ ارتطم بي أحدهم من الخلف ما تسبب في خروجي عن المسار بعض الشيء. أعتقد أنه كان بوسعنا أن نكون أكثر عدائية ضمن ظروف اعتيادية، لكن بالنظر إلى وضع البطولة الحالي أعتقد أن مركزنا جيد للغاية”.
وتابع: “كان هناك غبارٌ على الحلبة، ما يعني صعوبة إضافية في عملية التجاوز، أعتقد أننا أصبحنا متعادلين في النقاط – أنا وأوليفانت”.
يعني ذلك أن صدارة الترتيب العام لم تعد في يد الزُبير لوحده. لكن، لن يشارك أوليفانت في الجولة الأخيرة من البطولة وذلك نظرًا لتعارضها مع جدول بطولة بريطانيا للسيارات السياحية التي ستقام في الأسبوع عينه.
وبذلك، يقف الزُبير أمام فرصة ذهبية ونادرة لنيل اللقب في الجولة الأخيرة، إذ يحتاج إلى مركز خامسٍ واحد فقط في أحد سباقي الجولة الأخيرة ليتوج بطلًا للموسم التاسع من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط.
وفي المقلب الآخر، بدأ السائق العُماني الآخر خالد الوهيبي سباقه الثاني من المركز العاشر، حيث نجح في التقدّم إلى المركز الثامن حاصدًا المزيد من النقاط إلى رصيده على الرغم من الخبرة الضئيلة التي يملكها خلف مقود السيارات المغلقة.
وعلّق الوهيبي على سباقه بالقول: “بدأت السباق من المركز العاشر كونه تمّ شطب أسرع لفة لي لتجاوزي حدود الحلبة. ولكن بالرغم من ذلك تمكنت من التقدم إلى المركز السابع”.
وتابع قائلًا: “حاولت المحافظة على مركزي، ولكنه كان من الصعب فعل ذلك كوني عانيت مع السيارة قليلًا. كان من الصعب القيادة بسرعة كبيرة، إذ أنهيت السباق بالمركز الثامن، والثالث ضمن الفئة الفضية. لا بأس بذلك ولكني كنت أتطلع إلى نتيجة أفضل”.
هذا وستقام الجولتَيْنِ الأخيرَتَيْن من البطولة، السباقَين الـ 11 والـ 12، على حلبة البحرين الدولية، يومي 7 و8 نيسان المُقبل، بالتزامع مع جائزة البحرين الكُبرى، الجولة الثانية من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد.