تتصدر المركبات الكهربائية وتقنيات القيادة الذاتية مشهد الدورة الخامسة عشرة من معرض دبي الدولي للسيارات 2019 المقام حالياً في مركز دبي التجاري العالمي حتى يوم السبت 16 نوفمبر الجاري. وحظيت السيارات الكهربائية بجاذبية لافتة من قبل وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء، والذين حرصوا على اكتشاف تلك التقنيات التي تكتب صفحة جديدة في تاريخ صناعة المركبات ووسائل النقل وتضع علامة فارقة في مسيرة صناعة السيارات.
وقد كان هذا الحضور اللافت حول المركبات الكهربائية وحرص الجميع على التعرف على تقنياتها عن قرب، نابعاً من الوعي المتزايد تجاه الضغوط البيئية على كوكبنا ومواضيع مثل الإحتباس الحراري وأضرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تسهم في إنتاجها محركات الاحتراق الداخلي، والمساعي الحثيثة في البحث عن حلول بديلة أخرى، وهذا ما عبّرت عنها بجدارة السيارات الكهربائية كحلول مستقبلية فعّالة ومفضلة تواكب التطورات التقنية وتنسجم مع الرؤية المستقبلية للمدن الذكية.
وفي هذا السياق، ظهرت على منصة معرض دبي الدولي للسيارات هذا العام مجموعة من النماذج الرائدة لمصنعين كبار، من بينها طراز EQC من مرسيدس – بنز، وطراز i3 من بي أم دبليو، وI-PACE من جاكوار، وشيفروليه بولت من جنرال موتورز، والنموذج الأولي PHEV أوتلاندر من ميتسوبيشي، والذين أعلنوا جميعاً اعتزامهم إطلاق طرازات أخرى جديدة في منطقة الشرق الأوسط في العام المقبل. ومن الصين، كشفت شركة جي أيه سي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط عن سيارتين كهربائيتين جديدين هما؛ “أيون أس” AION S وGE3.
وفي تعليق له على موضوع السيارات الكهربائية، قال رئيس جنرال موتورز جون روث: “بإطلاق الجيل التالي من شيفروليه بولت، تؤكد جنرال موتورز على رؤيتها والتزامها بتحقيق المعادلة الصفرية، (صفر إنبعاثات، صفر ازدحام، صفر تصادم) وهي المعادلة التي تدعمها منصة “أونستار” التي تتولى مهمة التواصل مع المركبة.
ومن جهته، أثنى بروس روبرتسون العضو المنتدب لشركة جاكوار لاند روفر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على التزام دبي ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام للمساعدة على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 16 بالمئة بحلول عام 2021، وهو الالتزام الذي يتوافق مع خصائص سيارة جاكوار I-PACE التي ستسهم في ترسيخ مكانة ومستقبل السيارات الكهربائية.
وبالإضافة إلى عرض الطرازات الكهربائية، كانت هناك أيضاً عروضاً موازية لاستخدمات الطاقة الكهربائية. فعلى منصة نيسان، أتيحت للجمهور فرصة اختبار مفهوم “مشاركة الطاقة” وتأثيره على شكل المستقبل، وذلك من خلال تقنية “من المركبة إلى الشبكة”، حيث حظي الجمهور بتجربة توليد الطاقة الكهربائية من سيارة نيسان “ليف” ونقلها إلى ماكينة إعداد القهوة لاحتساء فنجان منعش من الكابوتشينو.
وقال تيري صباغ، المدير التنفيذي لشركة نيسان الشرق الأوسط: “منذ عقود كانت نيسان رائدة في تقنيات السيارات الكهربائية. ففي عام 2010 قدمنا أول سيارة كهربائية إلى العالم، وهي نيسان “لياف”، التي تعد اليوم السيارة الكهربائية الأكثر مبيعاً على مستوى العالم وقد تجوزت مبيعاتها 560 ألف وحدة، مما يعزز من دورها كنموذج رائد للتحول العالمي نحو التنقل المستدام. وفي هذا العام، ومن خلال “ركن مشاركة الطاقة”، عرضنا كيف يمكننا إحداث نقلة نوعية في طريقة توليد الطاقة واستخدامها. نريد أن يرى العملاء أن الحياة في المستقبل ستتضمن الاستفادة من سياراتهم الكهربائية لأكثر من مجرد التنقل، وأننا سنتمكن من استخدامها تقريباً في كل جانب من جوانب حياتنا.”
وفي حدث مبهر، حظيت سيارة “آسبارك أو دبليو أل” بكشف مبتكر وسط اندهاش الحضور، حيث اقتحم المنصة روبوت عملاق متحدث تبين فيما بعد أن المترجم الشخصي للسيد ماسانوري يوشيدا الرئيس التنفيذي لشركة آسبارك والذي أوضح أن سيارة “آسبارك أو دبليو أل” هي أسرع سيارة كهربائية تمت صناعتها حتى اليوم، حيث تنطلق بقوة 1150 حصاناً وتصل إلى سرعة 100 كلم/الساعة من وضع الثبات في أقل من ثانيتين، كما أكد يوشيدا أن “آسبارك أو دبليو أل” قد دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي في أوساكا اليابانية. وتبلغ السرعة القصوى لهذه السيارة الكهربائية الخارقة إلى 280 كيلومتراً/الساعة وتستطيع قطع مسافة 300 كيلومتر عند شحن بطاريتها بالكامل.
وبتسليطه الأضواء على السيارات الكهربائية، يسهم معرض دبي الدولي للسيارات بفاعلية في الارتقاء بمعرفة الجمهور بمزايا وخصائص تلك النقلة النوعية في تاريخ صناعة المركبات، وتقديم المزيد من الخيارات لهم، وهو توجه ينسجم أيضاً مع جهود دولة الإمارات في مجال البيئة والاستدامة.
وتعد نسخة هذا العام من المعرض حدثاً لكل أفراد الأسرة، حيث تقدم لهم العديد من الأنشطة التي تناسب جميع الأعمار ومن بينها ألعاب الفيديو المشوقة. وسيتمكن رواد المعرض من الاستمتاع بمختلف الأنشطة والاطلاع عن قرب على السيارات الكلاسيكية والتقنيات الذكية ومن بينها التنقل ذاتي، وخوض تجارب القيادة بتقنية الواقع الافتراضي والمعزز.