انتهت المراحل الخمس الأولى داكار 2019 واستراح الدراجون والسائقون يوماً في أركبيا، وما زالت 241 آلية مستمرة في الرالي (105 دراجات، 18 كوادز، 93 سيارة بما فيها 24 باغي سايد باي سايد)، وهذا هو أقل عدد يبقى من المشاركين مع انتصاف الرالي (74%) منذ نسخة 2007.
من بين الناجين من هذا المسار القاسي والمتطلب، يسيطر الأميركي ريكي برابيك على فئة الدراجات، ويحمل آمال هوندا بإنهاء سيطرة “كيه تي أم”.
وفي سباق السيارات الأمور مختلفة، ويتصدر ثلاثي الخبرة ناصر العطية وستيفان بيتيرهانسل وناني روما الترتيب العام أمام باقي المنافسين، ومنهم سيباستيان لوب الذي فاز بمرحلتين حتى الآن.
تعد المرحلة التي يُستأنف بها الرالي بين أركيبا وسان خوان دي ماركونا، بأن توكن مسرحاً لمعركة رائعة، مع وجود تحدي الكثبان الرملية في تاناكا في بدايتها. طريقة العودة إلى ليما تحمل مهرجاناً آخر من الرمال.
دراجات: برابيك ورقة هودا الرابحة
سباق الدراجات النارية كان مليئاً بالحياة منذ البداية، مع تصدر ثلاثة دراجين مختلفين الترتيب العام خلال المراحل الخمس الأولى للنسخة 41 من رالي داكار.
المفاجآت بدأت باكراً مع خروج أول متصدر للترتيب العام جوان باريدا في المرحلة الثالثة بعد خطأ ملاحي قضى على آماله وأدى به إلى حفرة بين الكثبان لم يتمكن من الخروج منها، ومن ثم انسحب زميله في الفريق باولو غونشالفيز بعد يومين إثر سقوطه عن دراجته.
لكن تلك لم تكن النهاية بالنسبة لهوندا، حيث يتصدر دراجها ريكي برابيك الترتيب العام للرالي مع بلوغ نصف الطريق، ويشعر بالراحة في اجتياز التضاريس الرملية، ويحمل على أكتافه آمال هونجا بإنهاء سيطرة “كيه تي أم” على الفئة.
لكن الفريق النمساوي لم يقل كلمته الأخيرة بعد، إذ يحتل سام ساندرلاند المركز الثاني وبفارق أقل من دقيقة واحدة عن المتصدر متسلحاً بالخبرة الكبيرة التي بات يمتلكها في رالي داكار.
المعركة على صدارة الترتيب لا تزال مفتوحة أيضاً لعدد من الدراجين، ومنهم بابلو كونتانيا (يتأخر بفارق 2:52 د) وتوبي برايس (بفارق 3:21)، ولا ننسى أدريان فان بيفيرن وكيفن بينيفاديس وماتياس فالكنر الذين قد ينقضون على الصدارة بأي لحظة في طريقهم نحو ليما خلال المراحل الخمس المقبلة.
كوادز: زعيم أرجنتيني
بما أن الفائزان الأخيران في فئة الكوادز إيغناسيو كاسالي وسيرغي كارياكين ابتعدا عن طريقه هذه السنة، يشعر نيكولاس كافيلياسو أن 2019 ستكون سنته ويبدو عازماً على عدم ترك الفرصة تفلت منه.
يقدّم الدراج الأرجنتيني أداءً خالياً من الأخطاء منذ بداية الرالي، محققاً الفوز بأربع مراحل من أصل خمس! وحده مواطنه خيريمياس غونزاليس فيريولي كان قادراً على مجاراة سرعة دراج الياماها، لكنه يتخلف عنه بفارق 59 دقيقة في الترتيب العام. وبالتالي يمكن أن يستمتع كافيلياسو بالسيطرة على القسم الثاني من الرالي،
سيارات: الخبرة تقول كلمتها
يتشارك السائقون الثلاثة الذين يحتلون مراكز منصة التتويج المبدئية 17 لقب في ما بينهم، ومنها عشرة ألقاب في السيارات. الكثبان الرملية والمسارات الوعرة في البيرو تطلبت الكثير من الناحيتين التقنية والموثوقية للسيارات إضافة إلى مهارة السائقين، وفي النهاية “غربل” القسم الأول من الرالي النتائج وبقي الأفضل في دائرة المعركة على اللقب.
وفي هذا السياق، أصبح العطية أكثر السائقين تفوّقاً وذو خبرة صلبة، وبعيد عن السُمعة التي اشتُهر بها في بداياته بأنه سائق استعراضي ومتهوّر. واجتاز العطية المراحل الخمس الأولى للرالي مؤكداً على مهارته وموهبته مضيفاً إليها ملاحة خالية من الأخطاء بمساعدة ملاحه الفرنسي ماتيو بوميل.
منح سائق التويوتا هايلوكس نفسه صدارة تفوق الـ 24 دقيقة عن سائق ميني ستفان بيتيرهانسل، الذي أحرز فوزه رقم 75 في مسيرته بإحدى المراحل خلف مقود سيارته الباغي، وأظهر أنه قادر على منافسة العطية، لكنه ارتكب عدداً ليس قليلاً من الأخطاء.
من ناحيته، يقود ناني روما بعيداً عن الأضواء لكن بوتيرة مستقرة، ويحتل آخر عتبات منصة التتويج المؤقتة متأخراً بفارق 34 دقيقة عن الصدارة، لكنه يحتفظ بأمل للمنافسة على الفوز.
القول إن الخبرة هي من تقول كلمتها دائماً ليس صحيحاً، كما رأينا مع الجنوب أفريقي جينيال دو فيلييه، الذي أنهى 14 مشاركة له في داكار من أصل 15 ضمن المراكز العشرة الأولى للترتيب العام النهائي منذ 2003. ولا يبدو أنه سيحقق ذلك هذه المرة بما أنه يتخلّف عن زميله القطري بـ 6 ساعات و30 دقيقة ويحتل المركز 23.
سائق آخر لم يتمكن من إظهار مستواه بانتظام، حامل لقب داكار مرتين الإسباني كارلوس ساينز، الذي تراجع أيضاً في الترتيب (إلى المركز 19 متأخراً 5 ساعات و30 دقيقة عن الصدارة) بعد أن أدى سقوطه في حفرة إلى كسر نظام التعليق في سيارته الـ ميني جون كوبر ووركس باغي في المرحلة الثالثة.
وفي المقابل، ينجز أحدث القادمين إلى دائرة المنافسة الفرنسي سيباستيان لوب عملاً بطولياً في الالتزام، وأحرز الفوز بمرحلتين بما فيها أداء مذهل في المرحلة الأخيرة قبل يوم الراحة، وقد يكون عامل قلق لمن هم أمامه في الترتيب العام.
ولكن عليه تفادي ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبها العام الماضي، حيث كانت الكثبان الرملية لمنطقة تاناكا هي التي وضعت حداً لمغامرته، وهي الكثبان نفسها التي سيكون أول المنطلقين لخوضها في اليوم الأول مع استئناف المنافسات.
سايد باي سايد: منافسة ثنائية بين التشيلي والبرازيل
مع الازدياد الكبير في عدد المشاركين بفئة الباغي المفتوحة” سايد باي سايد” وقدوم عدد من الأسماء الكبيرة إليها، فاز ثلاثة سائقين مختلفين بالمراحل الخمس الأولى، وهم فرانشيكو لوبيز وجيراري فاريس والمنتقل من فئة الكوادز الروسي سيرغي كارياكين.
من ناحية أخرى، تراجع أحد أبرز المرشحين للفوز إيغناسيو كاساسلي إلى المركز 11 في الترتيب العام متأخراً بفارق ساعتين و35 دقيقة عن المتصدر فاريس، الذي يتقدم بفارق 8:31 د و8:53 د على كارياكين وفاليرا بالمركزين الثاني والثالث توالياً.
شاحنات: كاماز تسيطر وتتلقى ضربة مؤلمة…
الحفاظ على التشويق والدراما ليس من سمات كاماز. وأكد الفريق الروسي أنه أقوى المرشحين مع انطلاق الرالي، بعد أن كان متوقعاً أن يلقوا بعض المنافسة من فريق إيفكو دي روي، لكن الفريق الهولندي وقف عاجزاً أمام الحصن الروسي حتى الآن، حالهم حال تاترا وماز…
إدوارد نيكولاييف سيطر على المراحل الخمس الأولى للرالي، لكن الفريق الروسي تلقى ضربة مؤلمة بإقصاء سائقه أندريه كارغينوف.
ويحتل جيراري دي روي المركز الثالث في الترتيب متأخراً بساعتين عن المتصدر بعد إقصاء كارغينوف، ليبقى ثنائي كاماز نيكولاييف وزميله في الفريق دمتري سوتنيكوف في الصدارة وبفارق 11:54 د بينهما.
إقصاء كارغينوف
أعلن منظمو النسخة الـ 41 من رالي داكار عن إقصاء سائق شاحنة كاماز الروسي أندريه كارغينوف من الرالي لصدمه أحد المتفرجين وعد التوقف لمعاينته.
وخلال المرحلة الخاصة الخامسة (تاكانا > أريكيبا) وفي القسم الأخير منها صدم حامل اللقب في موسم 2019 والفائز بالمرحلتين الثالثة والرابعة أندريه كارغينوف أحد المتفرجين غير الملتزمين بالمنطقة المحددة للوقوف فيها.
وتعرض المتفرج صاحب الـ 60 عاماً والقادم من جنوب أفريقيا لكسر في رجله، وتدخل الفريق الطبي لرالي داكار سريعاً لإسعافه، وتم نقله إلى أحد المطارات المجاورة، حيث أُسعف جواً إلى المستشفى في أربيكا، وأوضح فريق كاماز أن سائقه لم ينتبه للحادثة ولهذا السبب أكمل طريقه.
وجاء في بيان صادر عن منظمي رالي داكار التالي: “عند نقطة 279 كلم من المرحلة الخاصة، تعرض رجل عمره 60 عاماً كان يقف في منطقة غير آمنة (غير مخصصة للمتفرجين)، للصدم من شاحنة تسابق (رقم 518 أندريه كارغينوف). تم إقصاء المنافس من الرالي من قبل لجنة الحكان لعدم توقفه ومعاينة المتفرج المُصاب”.
وأضاف البيان: “تعرض الرجل المُصاب لكسر في الفخذ. قدّم الفريق الطبي للرالي العناية الكبية الفورية له وتم نقله إلى مطار إيلو، حيث تم نقله جواً إلى المستشفى في أركبيا”.
وتابع البيان: “تشدد إدارة الرالي والسلطات المحلية على ضرورة التزام الجماهير بالوقوف في المناطق المخصصة لهم بالتعاون مع المنظمين في البيرو والقوات العسكرية المحلية”.