واجه البطل الإماراتي الشيخ خالد بن فيصل القاسمي – قائد فريق أبوظبي للسباقات والسائق الرسمي لبيجو الشرق الأوسط – مشاكلاً تقنية وهيدروليكية مفاجئة في بداية مرحلة اليوم السادس من رالي داكار التي ينتقل خلالها المشاركون من البيرو إلى بوليفيا. إذ فقد القاسمي قوة السيارة مما أثر سلباً على سرعتها وخسر وقتاً ثميناً. ومع هذا، أنهى الشيخ خالد يوماً شاقاً محتلاً المركز الثامن في الترتيب العام مع ملاحه الفرنسي زافييه بانسيري على متن بيجو 3008 دي.كيه.آر ماكسي التي يشرف على صيانتها فريق بي.اتش سبورت.
بلغ طول المرحلة السادسة 760 كلم وهي مرحلة خالية من الكثبان الرملية ويمكن للسائق فيها القيادة بسرعات عالية. المشاكل التي واجهت القاسمي عرقلت مشوار تقدمه في رالي داكار وكانت كفيلة باختبار قوة تحمله.. ونجح في الاختبار.
قال الشيخ خالد: ”أولاً الحمد لله أننا نجحنا في إكمال المرحلة والانتقال من البيرو إلى بوليفيا. بدأنا المرحلة جيداً ولكن سرعان ما فقدنا قوة السيارة وبشكل مفاجئ لدرجة أنها كانت تصل إلى سرعة 100 كلم /الساعة بصعوبة. أعتقد أن السبب هو المرتفاعت الشاهقة التي وصلنا إليها حيث شعرنا بأن السيارة ليست في أفضل حالاتها. تابعنا القيادة لحوالي 10 كلم إلى أن توقفت السيارة عن العمل بشكل كامل!
”كان المحرك يدور ولكن دواسة التسارع لم تتجواب. حاولنا معالجة المشكلة ونجحنا في اكمال الطريق بسرعات منخفضة. هطلت أمطار خفيفة وعندها لم تعمل مساحات الزجاج الأمامي وكانت الرؤية صعبة فصدمنا صخرة وانثقب احد الإطارات. قطعنا الحدود من البيرو إلى بوليفيا وقابلنا هناك فريق بيجو المصنعي ”كارلوس ساينز“ و“سيريل ديبريه“. أود هنا شكر سيريل جزيلاً لأنه ساعدنا كثيراً في معالجة مشكلة هيدروليكية في السيارة أدت إلى انسكاب الزيت منها وهو ما لاحظه زميله ساينز. ساعدنا سيريل بحكم خبرته الميكانيكية وأكملنا القسم الثاني من المرحلة وبدأت الأمطار تهطل بغزارة ولم يكن لدينا مساحات تعمل. اضطررنا لاستخدام حبال الأبواب ورباط حذاء ملاحي وربطناها بالمساحات ومررنا الحبال إلى قمرة القيادة وبدأنا نسحب الحبال يدوياً!
”صحيح أننا خسرنا وقتاً ثمينا في المرحلة ولكن الحمد لله لا زلنا في المراكز العشرة الأولى محتلين المركز الثامن، وكما قلت هذه التحديات جزء لا يتجزأ من طبيعة رالي داكار القاسية.
”بشكل عام، كان يوماً شاقاً وطويلاً مع الكثير من المشاكل التقنية والهيدروليكية بالإضافة لانثقاب الاطار. يعمل الفريق الآن على إصلاح الأعطال وتجهيز السيارة لخوض غمار النصف الثاني من رالي داكار.“
اليوم السابع: استراحة محارب في العاصمة البوليفية لاباز
يعود داكار هذا العام لينطلق من البيرو وينتهي في الأرجنتين مروراً ببوليفيا الوفية للرالي الشهير. وسيكون داكار بنسخته الأربعين (النسخة العاشرة للرالي في قارة أميركا الجنوبية) مميزاً بانطلاقته القوية خاصة على الكثبان الرملية في البيرو. تنتقل المنافسة إلى بوليفيا التي تشمل يوم الراحة وتحديداً في العاصمة لاباز (أعلى عاصمة في العالم بارتفاع 3600 متر فوق مستوى سطح البحر). ومن ثم يستأنف الرالي إلى الأرجنتين، التي لطالما شكلت محطة مهمة جداً للرالي منذ العام 2009، وستكون قرطبة المحطة الأخيرة للمغامرين الذين نجحوا في قطع مسافة الرالي، البالغة حوالي 10 آلاف كيلومتراً، بشق الأنفس!