في واحدة من أكثر مراحل رالي داكار صعوبة وتطلباً على الإطلاق حتى الآن، فاجأ الشيخ خالد بن فيصل القاسمي – قائد فريق أبوظبي للسباقات والسائق الرسمي لبيجو الشرق الأوسط – الجميع باحتلاله المركز السادس في مرحلة اليوم الرابع (سان خوان دي ماركونا – سان خوان دي ماركونا) التي بلغ طولها الإجمالي 444 كلم. الأمر الذي خوله الارتقاء في الترتيب العام المؤقت للرالي من المركز العاشر إلى المركز السابع مع ملاحه الفرنسي زافييه بانسيري على متن بيجو 3008 دي.كيه.آر ماكسي التي يشرف على صيانتها فريق بي.اتش سبورت.
انطلق اليوم الرابع على ضفاف سان خوان دي ماركونا بشكل مميز، فبعد الدراجات النارية انطلقت فئة السيارات بشكل رباعي، أي كل أربع سيارات انطلقت مع بعضها على شاطئ المحيط الهادئ في تسابق ضد عقارب الساعة.
واجه البطل الإماراتي الشيخ خالد بن فيصل القاسمي عقبات اليوم ببسالة لكنه فقد الكثير من الوقت عند نقطة المرور الثالثة بسبب توقفه لاستبدال إحدى الإطارات التي اعرضت للانثقاب عند المناطق الصخرية القاسية ليعود ويستجمع وتيرته في القيادة مسجلاً سادس أسرع زمن مع نهاية المرحلة بتوقيت 4:38:22 ساعات.
وقال القاسمي: “بدأنا يومنا على الشاطئ وكانت انطلاقة ممتعة، ولكن بعد 70 كلم توقفنا لاستبدال إطار تضرر بفعل الصخور القاسية عند المناطق الضيقة. عندها تحدثت إلى ملاحي زافييه وسألته عن المسافة المتبقية حتى نجتاز خط نهاية المرحلة، فقال لي 250 كلم! قررت حينها اتباع استراتيجية مختلفة وهي القيادة بحذر شديد وبسرعات منخفضة خصوصاً في المناطق الصخرية القاسية لأننا لا نملك سوى إطار احتياطي واحد وقد استهلكناه، قررت عدم المجازفة، خسرنا دقائق ثمينة حوالي 7 دقائق بسبب صعوبة المنطقة التي توقفنا عندها.
”فضلت القيادة بسرعات منخفضة جداً على أن نواجه مشاكل أخرى. دخلنا في وديان وأخاديد عميقة وضيقة وكان التعامل معها صعب، وكان هناك مناطق لم نتمكن فيها من العثور على نقاط المرور التي يجب العبور عندها، فقدنا بعض الوقت للبحث عنها ولكن بشكل عام، كان اليوم جيد جداً آخذين بعين الاعتبار التحديات التي عرقلتنا في البداية.
”توقفنا أيضاً عند سائق بيجو سبورت – سيريل ديبريه – للتأكد من أنه بخير ولا يحتاج لمساعدة كون سيارته تعرضت لضرر كبير في جهاز التعليق الخلفي. دفعني ذلك للتريث أكثر حتى نخرج من منطقة الوديان الصخرية، ولكنني رفعت من وتيرة القيادة قبل النهاية ونجحنا في تسجيل سادس أرسع زمن في المرحلة.“
اليوم الخامس: سان خوان دي ماركونا – أريكيبا (934 كلم)
ميزة اليوم: تتخذ الدراجات النارية والكواد طريقاً منفصلاً عن مسار فئة السيارات والشاحنات. ينطلق السباق فجراً وسيكون على الجميع اكتشاف رمال ”تاناكا“!
تتألف المرحلة في مجملها من كثبان رملية صعبة وقد تكون سبباً في وصول الكثير من المتسابقين إلى مخيم الإقامة المؤقتة (بيفواك) في وقت متأخر.
يعود داكار هذا العام لينطلق من البيرو وينتهي في الأرجنتين مروراً ببوليفيا الوفية للرالي الشهير. وسيكون داكار بنسخته الأربعين (النسخة العاشرة للرالي في قارة أميركا الجنوبية) مميزاً بانطلاقته القوية خاصة على الكثبان الرملية في البيرو. تنتقل المنافسة إلى بوليفيا التي تشمل يوم الراحة وتحديداً في العاصمة لاباز (أعلى عاصمة في العالم بارتفاع 3600 متر فوق مستوى سطح البحر). ومن ثم يستأنف الرالي إلى الأرجنتين، التي لطالما شكلت محطة مهمة جداً للرالي منذ العام 2009، وستكون قرطبة المحطة الأخيرة للمغامرين الذين نجحوا في قطع مسافة الرالي، البالغة حوالي 10 آلاف كيلومتراً، بشق الأنفس!