أنهى الشيخ خالد بن فيصل القاسمي – قائد فريق أبوظبي للسباقات – مرحلة اليوم الأول من الرالي الأكثر وعورةً وتحدياً في العالم – رالي داكار 2018 بنسخته الـ 40 – متبعاً استراتيجية القيادة المعتدلة مع ملاحه الفرنسي زافييه بانسيري على متن البيجو 3008 دي.كيه.آر ماكسي، إلا أن كثرة المسارات التي رسمتها إطارات الدراجات والسيارات المتقدمة خلطت الأوراق مما كلف القاسمي خسارة دقيقتين في المرحلة الأولى.
تألفت افتتاحية رالي داكار 2018 من مرحلة كثبان رملية قصيرة من ليما إلى بيسكو بلغ طولها الكلي 273 كلم منها 31 كلم مرحلة خاصة بالسرعة. وبالنسبة للقاسمي، فيمكن تقسيم اليوم الأول إلى ثلاثة أجزاء، قيادة بوتيرة معتدلة وجيدة في الجزء الأول، فقدان نقطة المرور في الجزء الثاني، ومن ثم قيادة بوتيرة مرتفعة في الجزء الأخير.
وقد علّق الشيخ خالد بن فيصل القاسمي قائلاً: “بدأنا اليوم من ليما وسط أجواء إحتفالية جميلة ومن ثم باشرنا القيادة لحوالي 240 كلم للوصول إلى المرحلة الخاصة وكانت مرحلة كثبان رملية 100 بالمئة لكنها قصيرة. انطلقنا بوتيرة معتدلة وكان هناك الكثير من المسارات التي رسمتها الدراجات النارية والسيارات التي انطلقت قبلنا، الأمر الذي أثر على مسارنا الملاحي ففقدنا نقطة المرور. اضطررت للدوران والعودة إلى نقطة المرور وخسرنا حوالي دقيقتين.“
وأضاف القاسمي: ”تابعنا بعدها القيادة بوتيرة جيدة وأنهينا المرحلة على خير. مرحلة اليوم كانت قصيرة وسنبدأ في خوض غمار المراحل القاسية الطويلة في اليوم الثاني، سيكون لدينا استراتيجية جديدة بهدف خطف المراكز والتقدم أكثر في الترتيب العام. صحيح أن ترتيبنا في المرحلة الأولى لم يكن كما نشتهي وهو أمر واجهه أصحاب الأسماء المخضرمة في رالي داكار لأسباب مختلفة منها تقنية ومنها ملاحية. الرالي لا يزال في بدايته وهو طويل جداً، غداً يوم جديد وسنحاول التقدم وتسجيل النتائج التي نهدف إلى تحقيقها.“
أبرز التحديات: لا خرائط في داكار 2018 والاعتماد على كتيب الطريق!
الجدير بالذكر، بل المثير للجدل، هو قرار اللجنة المنظمة (آيه.اس.أو) لهذا العام والمتمثل في حظر استخدام أي نوع من أنواع الخرائط سواء كانت إلكترونية أو ورقية. ليكون اعتماد الملاح في توجيه السائق منحصراً على كتيب الطريق وعلى نظام تحديد المواقع GPS المقدم من اللجنة المنظمة.
اليوم الثاني: بيسكو – بيسكو (279 كلم) الاختبار الحقيقي الأول للملاحين!
يتألف اليوم الثاني لرالي داكار من مرحلة ”بيسكو“ التي تدور منافساتها في دائرة المنطقة الصحراوية الساحلية عينها. أبرز ما يميز اليوم الثاني هو انطلاق السيارات أولاً وقبل جميع الفئات الأخرى وهذا يعني عدم وجود مسارات للدراجة النارية لتتبع آثارها، الأمر الذي يرفع من مستويات الضغط الملقاة على عاتق الملاح لتشكل الاختبار الحقيقي الأول له. الأخاديد المنتشرة في الـ 40 كيلومترا الأولى من المرحلة الخاصة لن تجعل مهمة السائق سهلة، ولا حتى سلسلة الكثبان الرملية التي تليها!
يعود داكار هذا العام لينطلق من البيرو وينتهي في الأرجنتين مروراً ببوليفيا الوفية للرالي الشهير. وسيكون داكار بنسخته الأربعين (النسخة العاشرة للرالي في قارة أميركا الجنوبية) مميزاً بانطلاقته القوية خاصة على الكثبان الرملية في البيرو. تنتقل المنافسة إلى بوليفيا التي تشمل يوم الراحة وتحديداً في العاصمة لاباز (أعلى عاصمة في العالم بارتفاع 3600 متر فوق مستوى سطح البحر). ومن ثم يستأنف الرالي إلى الأرجنتين، التي لطالما شكلت محطة مهمة جداً للرالي منذ العام 2009، وستكون قرطبة المحطة الأخيرة للمغامرين الذين نجحوا في قطع مسافة الرالي، البالغة حوالي 10 آلاف كيلومتراً، بشق الأنفس!