الخبير
دائمًا حديث الجميع، كريم خلف المقود كما هو في الحياة، يرتدي القطري ناصر صالح العطية بكل سعادة لباس أبرز المرشحين للفوز برالي داكار هذا العام وذلك للمرة الثالثة في مسيرته بعد عامي 2011 (فولكسفاكن طوارق) و2015 (ميني أول4 رايسينغ).
الفارق واضح بين المغامرة الحزينة مع ملاحه ماثيو بوميل خلال داكار 2017 بداية شهر كانون الثاني/ يناير وبقية الموسم إثر الفوز بلقب “فيا” كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة “رالي رايد” وببطولة الشرق الأوسط للراليات.
في داكار الماضي وقع السائق “العنابي” ضحية تضرر أحد إطارات الـ “تويوتا هايلوكس” في منتصف المرحلة الثانية وتحطم الهيكل، ليعود وينسحب في صباح المرحلة الثالثة.
“خلال النسخة الأخيرة من رالي داكار كنت حاضرًا ذهنيًا ولكن للأسف إرتكبت خطأ قياديًا، وهذا أمر يحصل” قال العطية خلال مقابلة صحافية بالتزامن مع الإطلاق الرسمي لداكار 2018 في باريس في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي..
الثنائي القطري ـ الفرنسي حصل على فرصة لتعويض هذه الخيبة بالفوز بـ 7 جولات من كأس العالم للراليات الصحراوية، إضافة إلى 3 جولات في بطولة الشرق الأوسط للراليات ليضيف إلى سجله المثقل بالإنتصارات لقب البطولة الاوسطية للمرة الـ 13.
إلى جانب مشاركاته الكثيرة حصل القطري على فرصة لتطوير الـ “تويوتا هايلوكس” الجديدة التي كانت بين يديّ زميله في الفريق السائق جينييل دو فيلييه من جنوب أفريقيا، وإضافة إلى التعديلات الميكانيكية إستفادت “تويوتا” من القوانين التي نصها الإتحاد الدولي للسيارات “فيا” والتي سمحت بتخفيض الوزن وزيادة خلوص أجهزة التعليق على متن سيارات الدفع الرباعي لتتمكن من مقارعة بشكل أفضل سيارات الدفع الثنائي (بيجو وميني).
وبإنتظار قوانين جديدة عام 2019 يبقى الهدف الأوّل أمام “أمير الصحراء” الفوز برالي داكار مع “تويوتا”، وهذا ما فشلت في تحقيقه العلامة التجارية اليابانية في 39 نسخة سابقة، وهو أمر مدهش!.
على الصعيد التقني، لم يبخل الفريق الذي يقع مقره في جنوب أفريقيا بإيجاد الطرق لخفض وزن الـ “تويوتا هايلوكس”، والّتي كانت الأقرب من ناحية الأداء من سيارات الـ “باغي” “بيجو” الّتي لا تُقهر.
على الصعيد الرياضي حصلت تعديلات جذرية مهمة حيث أصبح جان ـ مارك فورتين، رئيس فريق “أوفردرايف”، المدير الرياضي الوحيد لقسم الراليات الصحراوية لـ “تويوتا غازو رايسينغ”، لذا فإن جميع الخيارات الإستراتيجية باتت في يد المدير البلجيكي، حيث لم يعد لمقر جنوب أفريقيا الكلمة النهائية بخلاف ما كان يحصل في السابق. هذا الأمر تُرجم على أرض الواقع مع خيار الفرق الثلاثة الرسمية لداكار، إذ إلى جانب العطية وجينييل دو فيلييه نلاحظ غياب الجنوب أفريقي ليروي بولتر، الذي لم يقنع كثيرًا خلال مشاركاته السابقة، وحلول الهولندي تين برينكي، الذي سيجلس إلى جانبه الملاح المخضرم ميشال بيرين، بدلاً منه.
ويبقى أن نذكر أن ماثيو بوميل، ملاح العطية، سبق له أن جلس إلى جانب السائق الهولندي خلال عامين على متن “ميتسوبيشي رايسينغ لانسر”.
العطية يقول: “هذا العام نحن أقوياء وحاضرون لرفع التحدي. لدينا إستراتيجية جيدة للفريق ونؤمن بقدراتنا للفوز. نسخة 2018 ستكون مميزة للجميع وأعتقد أن “تويوتا هايلوكس” تملك تأدية رائعة والمراحل الخمس الأولى في البيرو ستكون مهمة. في فريقنا نحن سعداء بالتقاسم. في حال تصدرت سيقف الفريق إلى جانبي، والأمر كذلك في حال تصدر أي سائق آخر إذ عليّ مساعدته. يجب على تويوتا أن تفوز بداكار للمرة الأولى في تاريخها”.
في عام 2018 يهدف قسم الراليات رايد لـ “تويوتا غازو” إلى فرض نفسه على رمال داكار قبل أن يفعل ذلك قسم برنامج سباقات التحمل في سباق 24 ساعة في لومان.
العطية لن يكتفي فقط بالدفاع عن ألوان فريق “تويوتا غازو” في داكار، بل وقع عقدًا لسنوات طويلة مع العلامة التجارية اليابانية في حال تحولت كأس العالم للراليات الصحراوية إلى “فيا” بطولة للعالم للراليات الصحراوية وإنغماس “تويوتا” في المنافسات، لذا يتوجب عليه التعامل والتعاون مع الآخرين، لكن، وكما عهدناه، لن يرضى القطري بلعب الأدوار الثانوية أو دور “الكومبارس” لذا يقول كما عودنا دائمًا: “سنقود بسرعة منذ البداية وعلينا أن نخلق فوارق مهمة مع منافسينا على الكثبان الرملية في البيرو، لأنه لاحقًا نعلم جيدًا أن محرك الـ “تـوربو ـ ديزل” لـ “بيجو” هو صاحب أفضل تأدية في الإرتفاعات الشاهقة في مراحل بوليفيا. لاحقًا بإمكاننا التحكم بالفارق خلال المراحل الصعبة في الأرجنتين”.
العطية يدرك جيدًا أن منافسه الأساسي هو فريق “بيجو” وتحديدًا “الثعلب” ستيفان بيترهانسيل الذي يعتمد أفضل إستراتيجية مع إنتظار تعرض منافسيه للمشاكل للتقدم في الترتيب، بدون أن ننسى المتعطش للفوز سيباستيان لوب أو كارلوس ساينز.