بدأ العديد من سائقي الراليات في السعودية استعداداتهم للمشاركة في فعاليات النسخة 44 من فعاليات رالي داكار والذي تستضيفه المملكة العربية السعودية للمرة الثالثة على التوالي، والذي سينطلق من حائل يوم 2 يناير ليحط رحاله في جدة يوم 14 يناير المقبل، يتخلله يوماً للراحة في الرياض يوم 8 يناير، وتواصل البطولة استقطاب نخبة السائقين والدراجين من جميع أنحاء العالم، والذين أكدوا بدء استعداداتهم للمشاركة في الرالي الأكثر تحدياً في العالم.
وكان الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية قد كشف مؤخراً عن تفاصيل المسار الجديد للرالي والذي يتخلله العديد من المناطق التي تضم مختلف أنواع التضاريس، حيث سيخوض المتنافسون تحديات جديدة بعد إجراء العديد من التغييرات الجذرية على المسار، والتي من شأنها رفع مستوى التشويق والإثارة وإضافة تحديات غامضة أمام السائقين، حيث سينطلقون من ربوع صحراء حائل، لتحدي تضاريس المملكة وكثبانها الرملية المليئة بالخبايا مروراً بأروع المناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة.
وكانت نسخة الرالي العام الماضي في المملكة قد حققت نجاحاً استثنائياً شهد به القاصي والداني، لا سيما وأن الرالي كان أول فعالية عالمية تُقام في فترة تفشي جائحة “كوفيد-19″، بعد إلغاء عدة راليات صحراوية قبله، وشهد إقبال كبير على المشاركة تمثل في 64 سيارة و101 دراجة و61 مركبة خفيفة الوزن و16 دراجة رُباعية العجلات و44 شاحنة، إضافة إلى 25 سيارة في فئة “داكار كلاسيك” التي أُدرجت على قائمة منافسات الرالي للمرة الأولى.
وأشار السائقون السعوديون إلى مشاركتهم في النسختين الماضيتين للرالي في المملكة والخبرات التي اكتسبوها من هذه المشاركة، وعبّروا عن فخرهم بالتنظيم المميز والمبهر للنسخة الماضية من رالي داكار، مشيرين إلى أنه ورغم الظروف الاستثنائية التي خاضوها بسبب جائحة كورونا والبقاء في المخيم طيلة مراحل الرالي للالتزام بالفقاعة الصحية للحد من انتشار الفيروس، إلا أن المنظمين قاموا بعمل رائع وجبار في هذه التجربة الجديدة، وأكدوا أن بروتوكول مواجهة فيروس كورونا كان صارماً، وقد نجح المنظمون في تطبيقه وحماية المشاركين، وهو ما أسهم في الوصول بالحدث إلى بر السلام، وتجسيد الخطط الموضوعة لضمان التماشي مع الجائحة وفي نفس الوقت نجاح الرالي.
كما ثمّنوا تضافر كافة الجهود في المملكة لإنجاح هذا الحدث العالمي الكبير، بداية من التنظيم الاستثنائي على كافة الأصعدة وتوفير كافة التجهيزات اللوجستية لاستضافة هذا التجمع الكبير، والجهود الجبّارة لفرق العمل وأدائها الاحترافي من الطراز الأول في عالم رياضة السيارات وأكدوا أن المملكة ذللت كل الصعوبات، ووفرت كافة الاحتياجات، ما عكس قدرة السعودية على استضافة وتنظيم جميع الفعاليات في مخلتف الظروف.
بدء التحضيرات
وبدوره، أشار السائق يزيد الجارحي إلى أن تجربته في رالي 2021 كانت مميزة ومثيرة، حيث تمكن من الفوز في المرحلتين السابعة والعاشرة، وهي المرة الأولى التي يفوز فيها سعودي على أرضه ضمن رالي داكار، وأوضح أن المسار كان أصعب وأكثر إرهاقاً من مسار رالي 2020، وتوقع أن يكون هناك اختلافاً وتغييراً كلي لمسار عام 2022، معزياً ذلك إلى انطلاق المسار من حائل حيث البداية الرملية، بعدها سيتجه المسار جنوباً نحو الرياض الأمر الذي سيجعل الأسبوع الأول أكثر قسوة، أما بالنسبة للأسبوع الثاني فتوقّع أن يكون مقارباً لعام 2020 أو 2021.
ونوه الراجحي إلى أن تحضيراته للنسخة المقبلة من رالي داكار لن تختلف عن النسخ السابقة، حيث يشارك في منافسات الرالي طوال العام ما يعده فنياً وبدنياً للسباق الأصعب في رياضة السيارات، مشيراً إلى أنه لديه فريق عمل رائع وعلى أتم الاستعداد والحماس لخوض غمار داكار 2022 بسيارته الجديدة والمحدّثة.
ومن جانبه، أشار السائق صالح السيف، أن مسار 2022 سيكون رملياً بنسبه عالية جداً وسوف يعاني المتسابقون في الكثبان الرملية، مشيراً إلى أنه يواصل استعدادته للسباق حيث سيشارك في فئة T3 بعد التعديلات الجديدة، مؤكداً أنه لم يحسم حتى الآن نوع المركبة، حيث لا يزال يفاضل بين مركبة OT3 وAMx3 CAN، على أن يحسم أمره خلال أيام.
فيما توقع السائق ياسر بن سعيدان صعوبة مسار عام 2022، نظراً لكثرة المراحل ذات الكثبان الرملية، وأكد أنه سيبدأ قريباً في برنامج استعدادته للرالي ليكون على أتم الاستعداد لخوض غمار المنافسة.
ولفت السائق صالح العبد العالي إلى صعوبة مسار هذا العام حيث سيكون معظمه داخل الرمال، وحول تحضيراته لسباق هذا العام، أكد العالي أنه استقر على فريق الصيانة والمساعد وسيخوض برنامجاً تدريبياً لخوض السباق.
كما يرى السائق طارق الرماح، أن مسار 2022 سيكون أكثر صعوبة مع وجود الكثير من الكثبان الرملية، وأشار إلى بدءه برنامجاً مبكراً لضمان جاهزيته بدنياً وذهنياً من خلال ممارسة الرياضة اليومية وكذلك اتباع برنامج وحمية غذائية منتظمة، والتدريبات اللازمة على أرض الميدان.
وبدوره، لفت الدرّاج مشعل الغنيم إلى أن مشاركته في رالي داكار للمرة الثانية كانت بثوب مختلف، ولتحقيق هدف آخر كأول عربي يشارك في فئة المالي موتو، وهو تحدٍ كبير جداً، وأشاد الغنيم بمسار هذا العام حيث توقع أنه سيزيد من حماس المتسابقين، ونوه الغنيم إلى أنه لم تتضح له الصورة حتى الآن في المشاركة، حيث حرص في الفترة الماضية على التعافي بشكل كامل من إصابة ألمت به في رالي الشرقية، الأمر الذي حاز على تركيزه ولم يتمكن بعد من تأمين الرعاة في الوقت المناسب للبدء في التجهيزات الفعلية للرالي المقبل.
وأشار السائق عبد المجيد الخليفي إلى أنه بحسب المعطيات فإن الرالي سيكون أغلبه رملي، وهو المعتاد لنا كمتسابقين من دول الخليج لمعرفتنا وخبرتنا في التضاريس الرملية، مؤكداً أنه يتطلع للمشاركة في رالي دكار 2022 إذا تم التواصل مع الرعاة لتحقيق الحلم الذي يبحث عنه طول مسيرتي الرياضية.
ومن جانبه، أعرب السائق إبراهيم المهنا عن تطلعاته باستمرار الرالي بنفس القوة والتنظيم واستكشاف المزيد من الأماكن الجميلة في المملكة،
وأشار المهنا إلى أن استعدادته لم تختلف هذا العام عن السنوات السابقة، مع تطلعه إلى وجود رعاية وميزانية أفضل لتطوير إمكانات الفريق والاستعداد على أكمل وجه لخوض غمار المنافسة هذا العام.
303 Al Rajhi Yazeed (sau), Von Zitzewitz Dirk (deu), Toyota, Overdrive Toyota, Auto, action during the 11th stage of the Dakar 2021 between Al-‘Ula and Yanbu, in Saudi Arabia on January 14, 2021 – Photo Charly Lopez / A.S.O