أظهرت دراسة حديثة أن غالبية السائقين من فئة الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة لا يتخذّون الخطوات اللازمة لضمان استيفاء سياراتهم لمعايير السلامة الموصى بها عندما يتعلق الأمر بصيانة الإطارات. وكشفت الدراسة أن أكثر من 40 بالمئة من سيارات طلاب الجامعات بالدولة لا تفي بمعايير السلامة الموصى بها من ناحية حالة الإطارات.
وجاءت هذه النتائج جرّاء دراسة جديدة أجرتها ’كونتيننتال‘ (Continental)، الشركة الألمانية الرائدة في مجال صناعة الإطارات والتقنيات المغذية للسيارات، خلال الشهر الفائت. وأظهرت الدراسة أن أكثر من 50 بالمئة من السائقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً لم يقوموا بفحص إطارات سياراتهم وفقاً لنصيحة الخبراء، وأن أكثر من 10 بالمئة منهم يجهلون أهمية الدور الذي تلعبه الإطارات في القيادة الآمنة والسلامة على الطرقات.
وكجزء من مبادرتها العالمية المتعلّقة بالسلامة والتي تحمل عنوان ’الرؤية صفر‘ (Vison Zero)، قامت ’كونتيننتال‘ بإجراء هذه الدراسة لتعزيز وعي السائقين الجدد من فئة الشباب حول سلامة الإطارات، بعد أن كانت الشركة قد أجرت حملة توعوية العام الماضي حول نفس الموضوع استهدفت من خلالها أولياء أمور التلاميذ في سن المدرسة.
وقد ركّزت العلامة الألمانية هذا العام على السائقين الجدد نسبياً من خلال دراستين أجرتهما: الأولى بالتعاون مع معهد ’يوغوف‘ للاستطلاعات والأخرى بالشراكة مع مؤسستين تعليميتين رائدتين في الإمارات العربية المتحدة وهما الجامعة الأمريكية في دبي (AUD) وجامعة دبي (UD).
بالرغم من تحسّن الوضع المتعلق بالسلامة على الطرق خلال السنوات الأخيرة في الإمارات، إلا أنه لا يزال يشكّل موضوعاً مهمّاً لدى الجهات الرسمية المعنية، حيث أظهرت آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية وهيئة النقل الوطنية الإماراتية أن 468 شخصاً فقدوا حياتهم على طرقات الدولة في عام 2018[1]. علاوة على ذلك، ووفقاً لبيانات وزارة الداخلية الإماراتية، فإن 45 بالمئة من جميع حوادث الطرق في الإمارات العربية المتحدة تسبّب بها سائقون من فئة الشباب تحت سن 30 عاماً.
وفقًا للاستطلاع الذي أجراه معهد ’يوغوف‘ بتكليف من ’كونتيننتال‘، فإن أكثر من نصف (55 بالمئة) مالكي السيارات من فئة الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً لم يقوموا بإجراء فحص دقيق لإطاراتهم منذ أكثر من شهر.
ويوصي خبراء السلامة على الطرق بضرورة فحص الإطارات بانتظام، لأن ضغط الهواء غير المتوازن، وقلة عمق المداس، والتآكل غير المنتظم للإطارات يمكن أن يؤدي إلى فشل كارثي في أداء الإطارات. ويوصي كل من ’كونتيننتال‘ و’هيئة الطرق والمواصلات‘ بإمارة دبي السائقين بضرورة فحص ضغط الإطارات في سيارتهم مرةً كل أسبوعين على الأقل [2].
وبالرغم من أن الإطارات هي نقطة الاتصال الوحيدة بين السيارة والطريق، أكد الاستطلاع أن العديد من السائقين يجهلون الدور المهم الذي تلعبه الإطارات في تعزيز مستوى السلامة أثناء القيادة على الطرق. وتشير الإحصاءات أن 11 بالمئة من الشباب الذين شاركوا في الاستبيان اعتبروا أنه “ليس من المهم على الإطلاق” أو “ليس مهمًا للغاية” أن تكون سياراتهم مجهّزة بإطارات في حالةٍ جيدة، بينما 63 بالمئة فقط يعيرون أهميةً لهذا الموضوع.
وما أظهره الإستطلاع من المخاطر المحتملة حول السلامة على الطرق تم تأكيده إلى حدّ كبير من خلال نتائج الفحوصات الميدانية التي قامت ’كونتيننتال‘ بإجرائها على أكثر من 330 مركبة في ’الجامعة الأمريكية في دبي‘ و’جامعة دبي‘.
وأظهرت النتائج أن 44 بالمئة من تلك السيارات التي تم فحصها مجهّزة بإطار واحد على الأقل لا يتطابق مع معايير السلامة المعترف بها، حيث تضمنت المشاكل التي تم اكتشافها عند إجراء هذه الفحوصات الميدانية لإطارات السيارات عدم صحّة معدّل ضغط الهواء، وانتهاء تاريخ الصلاحية، ووجود أضرار وتشقّقات وتآكل في مداس الإطارات.
كما أظهرت النتائج وجود إطارات ذات معدل ضغط هواء غير صحيح في أكثر من 30 بالمئة من السيارات التي تمّ فحصها، في حين أن هذه الحالات قد تسهم في عملية تآكل المداس غير المنتظم وتلف الجدران الجانبية للإطار. ولكن أكثر ما أثار القلق في النتائج هي أن الخبراء وجدوا أن 21 سيارة (ستة بالمئة) من السيارات التي تمّ فحصها بحاجة لاستبدال جميع إطاراتها الأربعة.
ويُذكر أن فريق مختصّ من شركة إطارات ’كونتيننتال‘ بالتعاون مع شريكها المحلي في الإمارات العربية المتحدة ’الإماراتية للإطارات العالمية‘، قد قام بفحص 331 مركبة في حرمَي ’الجامعة الأمريكية في دبي‘ و’جامعة دبي‘ على مدار عدة أيام، للكشف على صحّة ضغط هواء الإطارات ومطابقة أحجامها حسب المواصفات، والتأكد من مدى عمق المداس للإطار، وحالات التآكل والتلف وما إذا كان هناك أي ثقوب.
في الوقت نفسه، تمكّن الطلاب من التواصل مع خبراء ’كونتيننتال‘ لمعرفة المزيد عن أهمية سلامة الإطارات. كما تم تزويدهم بكتيّب نصائح السلامة على الطرق.
وفي معرض حديثه عن مبادرة ’كونتيننتال‘ حول السلامة على الطرق، قال هيثم المعيني، مدير شؤون الطلبة في ’جامعة دبي‘: “نحن نسعى دائماً إلى تعزيز مستوى الوعي بالسلامة بين الطلاب والعاملين في ’جامعة دبي‘، وخاصة موضوع السلامة على الطرق.
وتتماشى مبادراتنا مع الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة للحدّ من الوفيات ولحماية حياة الناس من حوادث السير التي ينجم معظمها عن السرعة العالية أو استخدام مركبات لا تصلح للقيادة وليست آمنة على الطريق. لذلك، كانت مبادرة ’كونتيننتال‘ لإجراء فحص شامل لإطارات سيارات الطلّاب في ’جامعة دبي‘ ضرورية ومفيدة للغاية لسلامة طلابنا.”
واعتمدت نتائج الدراسة الشاملة التي أعدتها ’كونتيننتال‘ على الاستطلاع الذي نفّذه معهد ’يوغوف‘ للاستطلاعات على عيّنة مؤلفة من أكثر من 1500 شخص من فئة الشباب وتحديداً من جيل الألفية في ثلاثة من أبرز الأسواق العربية في الشرق الأوسط.
من جهته، قال ريكاردو مارتنز، رئيس قسم التسويق في ’كونتيننتال الشرق الأوسط‘: “يشكّل هؤلاء السائقين الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين لا يعيرون أي أهمية لفحص وصيانة إطارات سياراتهم بانتظام مصدر قلق لنا جميعاً. وفي حين تظهر الاستطلاعات وجود مخاوف من تلك الحالات في المجتمع، جاءت نتائج الاختبارات الميدانية التي أجريناها بالتعاون مع ’جامعة دبي‘ و’الجامعة الأمريكية في دبي‘ لتعزيز هذه المخاوف وتأكيدها. “
“وتقع مسؤولية التحقق الدائم والمنتظم من سلامة السيارة على عاتق السائق الذي من واجباته الأساسية إجراء صيانة دورية للمركبة عامةً والإطارات خاصةً للحدّ من مخاطر حوادث الطرق. وهذا ما يدفعنا لأخذ مبادرتنا العالمية ’الرؤية صفر‘ المتعلّقة بالسلامة على الطرق على محمل الجدّ حيث نؤمن أن مثل هذه الأنشطة والفعاليات يمكن أن تحدث تغييراً حقيقياً”.
كشركة رائدة في مجال التطوّرات التقنية بقطاع السيارات وسلامة الطرق، تلتزم ’كونتيننتال‘ بتعزيز مستويات السلامة على الطرقات – حيث تهدف مبادرة الشركة تحت عنوان ’الرؤية صفر‘ إلى التخلّص كلّياً من مشكلة حوادث الطرق والوصول إلى مستوى صفر وفيات، صفر إصابات وصفر حوادث على الطرقات. وقد فوّضت ’كونتيننتال‘ إجراء هذه الدراسات كجزء من توجّهها الساعي إلى تحقيق ’الرؤية صفر‘ عبر تعزيز معرفة ووعي السائقين وتحسين سلوكهم أثناء القيادة.