الخبير
لن تشارك العلامة التجارية “سيتروين” سوى على متن سيارتي “سي3 دبليو آر سي” العام المقبل: واحدة لكريس ميك (38 عامًا) وواحدة لغريغ برين (27) وسيباستيان لوب (43)، العائد للمشاركة في 3 جولات فقط (المكسيك بين 6 و8 نيسان/ أبريل 2018 وكورسيكا بين 27 و29 نيسان/ أبريل وكاتالونيا بين 16 و18 تشرين الثاني/ نوفمبر).
في فرض التخاطب الذي تجيد “حياكته”، إستفادت “سيتروين” من إعلان العودة المنتظرة لـ “سيب” (لوب) خلال 3 جولات من بطولة العالم للراليات 2018، من أجل أن تخفي حقيقة أقل سعادة. فالعام المقبل لن تشارك سوى مع سيارتين “سي3 دبليو آر سي” في معظم الجولات، بينما ستكون هناك سيارة ثالثة مخصصة للسائق الإماراتي الشيخ خالد القاسمي (حكومة أبوظبي هي من تدعم الفريق).
ويبدو واضحًا منذ الآن أن “سيتروين” لن تنطلق من قاعدة متساوية مع منافساتها على غرار “أم ـ سبورت” و”تويوتا” و”هيونداي” التي تستفيد من “جوكر” في كل جولة بمشاركتها مع 3 سيارات كما يسمح القانون (أفضل سيارتين مصنفتين تحصدان النقاط). وعلى الرغم من أن ما يحصل مع “سيتروين” لا يمكننا تشبيهه “بمن يُطلق النار على قدمه”، إلّا أن هذا الواقع يقلّص من قدرات المصنع الفرنسي على المنافسة.
إيف ماتون، مدير “سيتروين رايسينغ” يفسر بكلماته الخاصة ما يحصل بقوله: “بإعتمادنا هذه الإستراتيجية، مع سيارتين، لن نطمح لإنتزاع لقب المصنعين”.
أما جان ـ مارك فينو، مدير مجموعة “بي أس آيه” الرياضية فيقول: “نحن ملتزمون بكفاءة برامجنا الرياضية وعائد الاستثمار في إلتزاماتنا، ومن هذا المنظور من الرؤية والتأثير، بدا أكثر حكمة لنا المشاركة على متن سيارتين بدلاً من ثلاث”.
وفي حال فهمنا الرسالة، فإن الفكرة تعتمد على التألق من وقت لآخر مع أقل كلفة ممكنة، ويبدو أن برنامج لوب هو أفضل مثال للوصول إلى الأهداف المرجوة كما تم الترويج البارحة، بدلاً من كسر “القجة” للفوز بجائزة “الجاكبوت” نهاية العام. . فهناك حد أدنى من الإجراءات ساعدت بالفعل على الخروج من المفاوضات الشهر الماضي المتعلقة بإمكانية عودة سيباستيان أوجييه إلى الفريق.
وهكذا سيكون السائق كريس ميك من إيرلندا الشمالية، الأمل الوحيد لـ “سيتروين” في بطولة العالم للسائقين لأنه الوحيد الذي سيشارك في جميع جولات البطولة، بينما سيكتفي غريغ برين بـ 10 راليات مقابل 3 للوب الذي سيحل بدلاً منه. أما الفرنسي ستيفان لوفيفر فسنشاهده في بطولة العالم للـ “دبليو آر سي2” على متن “سيتروين سي3 آر5” في مرحلة التطوير.
عدم إستقرار تأدية ميك لا تصب في مصلحته، لكن ماتون ليس بمنأى عن مفاجأة نظرًا لسرعة هذا السائق الذي حقق هذا العام الفوزين الوحيدين لفريقه (المكسيك وكاتالونيا)، لذا يقول: “سيتعين عليه في بداية الموسم المقبل أن يُبقي على النهج البناء ذاته الذي كان عليه في نهاية العام الماضي، وذلك من خلال إكتفائه بمراكز الشرف عندما لا يكون قادرًا على الفوز. من ثم سنقوم بتقييم فرصه في منتصف البطولة”.
ونذكر أن سجل “سيتروين” يتضمن 17 لقبًا عالميًا ولكنها هذا العام حلت في قاع الترتيب في بطولة المصنعين.
إذًا، فإن الأحلام أو الطموحات الأولية الّتي راودت الجميع عند إطلاق طراز الـ “سي دبليو آر سي” بالتكلم عن عام 2017 تعليمي من أجل الإنطلاق نحو الإنتصارات والتيجان العالمية، تبخرت أو بأصح القول تضاءلت، وذلك على صورة الميزانية التي وضعها المصنع الأم بتصرف القسم الرياضي، والذي لم يعد له أي صلة مع حقبة لوب. على الرغم من النتائج التجارية الجيدة حاليًا، فإن الاتجاه لا يزال يعتمد على قاعدة الاقتصاد داخل مجموعة “بي أس آيه” بإدارة كارلوس تافاريس أو إعتماد “التكلفة القاتلة” كما يُقال. فالإنغماس برياضة السيارات ليس إستثناءً عن القاعدة والنتائج ممكن أن تكون الضحية لهذا التقشف، حتّى لو أن “أم ـ سبورت” أثبتت هذا العام إمكانية الفوز بميزانية صغيرة، ولكن بشرط أن يكون في الصفوف “جن” صغير إسمه سيباستيان أوجييه….