لم يكن هناك أبدًا في التاريخ أحد العوامل المؤثرة والموحدة مثل الرياضة: استغل الجنود الألمان والبريطانيون خلال الحرب العالمية الاولى هدنة يوم عيد الميلاد عام 1914 للخروج من خنادقهم ورمي بنادقهم لخوض مباراة في كرة القدم، فكانت النتيجة وقفًا لإطلاق نار غير رسمي في جميع أنحاء القارة القديمة.
كما أدت الرياضة الى تقريب وجهات النظر والتوصل إلى إتفاقات متبادلة بين العدوين اللدودين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية بفضل “دبلوماسية كرة الطاولة” التي التقوا حولها في أوائل السبعينيات.
2020، هو العام الذي سيميّز حياة اللبنانيين لعقود قادمة. فهي سنة “ما لا يمكن توقعه”.
…فإلى جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة، تأثر لبنان بشدة، على غرار دول أخرى في جميع أنحاء العالم، بجائحة “كوفيد – 19” التي لم تزل ذيولها ترخي بثقلها على الكرة الأرضية. وكأن ذلك لم يكن كافياً، فقد دمر انفجار هائل العاصمة بيروت ومزقها إلى أشلاء، تاركاً أهلها ضعفاء غير محصنين، يتحملون وزر وعبء المصاعب الكبيرة والاضطرابات التي سببها الانفجار.
على الرغم من كل ذلك، أبى النادي اللبناني للسيارات والسياحة فكرة عدم تنظيم رالي لبنان الدولي، وأبقى على جهوزية الهيئة المنظمة للرالي للمضي قدمًا في اقامة هذا الحدث في تشرين الثاني الحالي بعد الحصول على الإذن من الاتحاد الدولي للسيارات(فيا) بتعديل موعده الذي كان أساساً في ايلول الماضي.
حدد الاتحاد الدولي الجانب الاجتماعي لرياضة السيارات بأنه “جزء مهم من الإحساس بالانتماء للمجتمع”. وبناءً على هذه الفلسفة، سيقام رالي لبنان الدولي في نسخته الثالثة والأربعين وفقاً لقاعدة “المعايير الجديدة” التي وضعها الاتحاد الدولي للسيارات وضمن معايير قيود الحكومة اللبنانية.
تنطلق ساعة الصفر لرالي لبنان بمرحلة استعراضية ستقام عند الساعة السادسة من مساء الجمعة 13 تشرين الثاني 2020 في مقر النادي اللبناني للسيارات والسياحة في الكسليك- جونية.
وتستضيف منطقتا جبيل والبترون 9 مراحل خاصة بالسرعة بمسافة اجمالية تصل إلى 192.30 كيلومتراً على مسارات معبدة زلقة، وموقف للصيانة في جبيل (بيبلوس)، بعد أن تم نقله من جونية، لتعتبر هذه النسخة من الرالي الاكثر دمجا في تاريخه.
وبالرغم من كل ذلك، لا يمكنك إلاّ ن تقع أن تقع في غرامه.
بإسم اللجنة المنظمة، لا يسعني إلاّ أن أشكر كل أولئك الذين ناصرونا، سواءً كان مادياً أو معنوياً، والجهات الراعية لنا، من بين كثر، وبالأخص النادي اللبناني للسيارات والسياحة.
شخصيا أدين بكلمة عرفان، لكل أولئك الذين مدوا يد العون لإنجاح هذا الحدث ، فـ “شكرا لكم”.
“مرحباً بالجميع”، أتمنى لكم رالي آمن وسليم! إدفعوا بعجلة العمل وتمتعوا بالإثارة.