دخل الفيصل الزُبير، ابن الـ 19 ربيعًا، التاريخ عقب إحرازه الفوز بالسباق الأول في جولة البحرين الختامية، ليحسم معركة لقب الموسم التاسع من تحدي كأس بورشه “جي تي 3” الشرق الأوسط لصالحه.
وبذلك، بات الزُبير رابع سائقٍ عربي، وأول سائق عُمانيّ، يُحرز لقب البطولة الأشهر إقليميًا منذ إنشائها.
بدأت موهبة العُماني الشابّ بالظهور بشكل واضح منذ الموسم الماضي، إذ بدت قدرته على التحكم بالسيارة واستخلاص أعلى أداء ممكن منها جليّة للعيان؛ الأمر الذي أثار الكثير من التوقعات حيال حظوظه في معركة لقب هذا الموسم.
خاض الزُبير معركةً شرسة، لكن رياضية وأخلاقية، طوال الموسم في مواجهة البريطانيّ توم أوليفانت، إلا أنّ الغلبة كانت للشاب العُماني في نهاية المطاف.
ووصل الزُبير إلى الجولة الختامية في البحرين كأحد أقوى المرشحين لحسم اللقب، إذ كان يكفيه مركز خامس أو أكثر في أحد السباقَين ليتصدر الترتيب العام ويُحرز اللقب.
وبالفعل، لم يدّخر الشاب الموهوب جُهدًا في سبيل ذلك، إذ تمكن من تسجيل أسرع الأزمنة خلال التجارب التأهيلية على أرض حلبة البحرين الدولية، مُثبتًا قدرته على استغلال كافة الظروف لصالحه والتحكم بمسار المنافسة.
سجّل الزُبير دقيقتين و03.887 ثانية بفارق 0.012 ثانية فقط أمام البريطاني غلين جيدي، لكنّ ذلك كان كافيًا ليمنحه قطب الانطلاق الأول للسباق الافتتاحي.
وبالرغم من أنّ المركز الخامس كان كافيًا للزُبير، لكنّه لم يُخفّض من وتيرته التنافسية المرتفعة، إذ قدم انطلاقةً جيدةً خلال السباق مكنته الحفاظ على مركزه.
تقدمَ الزُبير ركب المتسابقين خلال اللفة الافتتاحية، التي شهدت حادثة دفعت بسيارة الأمان إلى الدخول منذ اللفة الثانية وحتى الرابعة.
خلال إعادة انطلاق السباق، أثبت الزُبير مرة أخرى صلابة معدنه وعلو كعبه كسائق محترف، إذ نجح وللمرة الثانية في الحفاظ على صدارته، تاركًا السائقين خلفه يخوضون معاركهم الخاصة، ما سمح له بتوسيع الفارق في المقدمة من جديد.
وسُرعان ما ارتفع فارق الصدارة إلى 1.6 ثانية لصالح العماني في اللفة الخامسة، قبل أن يجتاز العلم المرقط بفارق 4.2 ثانية أمام صاحب المركز الثاني الشيخ عيسى بن عبداللـه آل خليفة.
وضمن معرض تعليقه على مجريات السباق الأول، قال الزُبير: “بصراحة، الشعور رائع. بالرغم من أن انطلاقتي لم تكن مثالية كما كنتُ أرغب – حيث تمكن غلين جيدي من الاقتراب مني كثيرًا خلال المنعطف الأول”.
وأكمل: “لكنني تمكنتُ من الابتعاد أكثر إلى الأمام بعد ثلاثة منعطفات – هدفي كان يتمحور حول الابتعاد قدر الإمكان في الصدارة، وألا أرتكب الأخطاء”.
وتابع: “للأسف، دخلت سيارة الأمان إلى الحلبة في تلك المرحلة، لكنني نجحتُ في تقديم انطلاقة ثانية جيدة – مع خروج سيارة الأمان – حيث ضغطتُ لاستعادة فارق الصدارة الذي كان بحوزتي”.
واستكمل: “امتلكنا الوتيرة السريعة اليوم، إذ اجتزتُ خط النهاية بفارق مريح بالمركز الأول”.
وتابع العُماني الكلام حول شعوره بعد حسم لقب البطولة الأشهر إقليميًا، فقال: “سعادتي لا توصف بالفوز اليوم، لكنّ الأمر الأهم هو أنني حسمتُ لقب البطولة! ذلك هو موسمي الثاني وما زالتُ بعمر الـ 19 عاماً”.
وأكمل: “لذا، فإنّ ذلك بمثابة حلم تحقق: أن أعود باللقب إلى بلدي الحبيبة عُمان. أعتقد أنّ هذا مثال صارخٌ على ما يمكن لتحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط تقديمه للسائقين اليافعين”.
وتابع: “خلال سباقي الأول الموسم الماضي أنهيتُ تاسعًا، بينما تمكنتُ هذا الموسم من المنافسة على منصة التتويج والفوز بالسباقات”.
واختتم: “يُظهر هذا مدى التقدم الذي تمنحه البطولة للسائق خلال فترة قصيرة من الزمن”.
وفي السياق عينه، قدّم السائق العماني الآخر خالد الوهيبي أداءً جيدًا خلال الجولة الأولى حيث تأهل في المركز الـ 11 قبل أن يشق طريقه إلى مراكز النقاط في السباق.
وقال السائق اليافع: “بدت السيارة بحالةٍ جيدة مقارنة بالتجارب، إذ أحرزت المركز 11، ولكن لا بأس بذلك حيث سأحاول التعويض خلال السباق”.
وبالفعل نجح الوهيبي في التقدم إلى المركز التاسع خلال السباق إذ قال: “كان سباقًا صعبًا اليوم. لم يكن سهلًا للغاية. لم يكن بإمكاني القيام بأكثر من ذلك ولكني سعيد بالخبرة المكتسبة من هذه الجولة”.
وأضاف: “أريد توجيه الشكر إلى زميلي وصديقي الفيصل الزُبير على فوزه بالبطولة. لقد حصل نتاج العمل الشاق الذي قام به. أتمنى المزيد من الإنجازات لنا في المستقبل بإذن اللـه”.
يُشار إلى أنّ السباق الأخير في الموسم التاسع سيقام يوم الأحد الساعة 15:30 بالتوقيت المحلي، بالتزامن مع سباق جائزة البحرين الكبرى في الفورمولا واحد.