لويس هاميلتون والتناقضات وحالة الاسطورة سينا

الخبير

هل وقعت بريطانيا بحب هاميلتون؟ ما هو مدى العشق تجاه بطل العالم أربع مرات.  أسئلة عديدة تطرح بشأن هذا السائق الذي خلق الجدل حوله ليس فقط على الحلبات بل خارجها أيضًا بسبب أسلوب عيشه الغريب!

B9go6ACIIAAIujf

لطالما كان هاميلتون سائق سريع، لمَسَته نعمة موهبة إستثنائية وقد أضاف هذا العام فضيلة جديدة إلى إيقونته: النضج. لقد إجتاز البريطاني “هضبة” جديدة لا تراجع عنها وهي عدم إرتكابه أي خطأ. فمنذ عام 2007 تاريخ إنطلاقته في عالم الفورمولا واحد، كنا نعرف بأنه سائق سريع، على غرار الشاب ماكس فيرشتابن الذي يشق طريقه منذ عامين في البطولة.

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

وفي حال نظرنا إلى لويس، يعرف فيرشتابن جيدًا أنه يتوجب عليه أن يقضي على هذه اللحظات من السخط، من قلّة التركيز ونفاد الصبر، للوصول إلى الأعلى. وبالفعل هذا ما حصل هذا العام مع البريطاني إثر غياب الإرتباك أو “الجنون” حتى عندما كان يتأخر في الترتيب خلف منافسه الألماني سيباستيان فيتيل (فيراري). فهو كان يعلم أن بإمكانه الاعتماد على موثوقية سيارته “مرسيدس” ليفوز بـ 9 سباقات هذا العام  ويحرز المركز الأوّل برصيد 363 نقطة.. ومن ثم لم يعد أمامه منافس مثل زميله السابق نيكو روزبرغ المعتزل بعد فوزه باللقب العالمي العام الماضي…  خصوصًا أن الصعوبات الّتي واجهها زميله الجديد فالتيري بوتاس في الوقوف بوجه هاميلتون تُظهر قوة روزبرغ.

 العام الماضي، دفع نيكو بزميله لويس إلى “الحدود القصوى” لدرجة أن البريطاني فقد السيطرة على نفسه في بعض الأحيان، إضافة إلى تراجع تأديته خلف مقود “السهم الفضيّ” (لقب مرسيدس). هذا الصراع أثبت أن هاميلتون يمكن أن يكون عاطفيًا، ولكن هذا العام، حتّى فيتل “كبير على الحلبات” لم يتمكن أبدًا من إحداث المشاكل أو إقلاق راحة هاميلتون.

لم يعد هاميلتون بعيدًا جدًا عن الإنضمام إلى نادي أساطير السائقين البريطانيين الذي يضم جيم كلارك بطل العالم للفورمولا واحد عامي 1963 و1965 الذي توفي أثناء مشاركته في أحد السباقات عام 1968. حتّى لو أن بالنسبة لعدد كبير من عشاق الفورمولا  واحد يبقى كلارك فريدًا من نوعه مع موهبة خاصة، لذا يعتقد البعض أن هاميلتون يملك الطينة ذاتها، مع عتبة أقل خلف جاكي ستيوارت. ولكن “الأيقونة” كلارك فريد من نوعه، فخلال حقبته كان السائقون معرضون في أي لحظة للموت خلف مقود سيارات الفورمولا واحد، والسباقات كانت قصة “عاطفية قاسية”.

اليوم تبدلت السباقات والوسائل الإعلامية تحلل وتدرس وتُظهر كل شيء، ووسائل التواصل الإجتماعي تبرز جميع التفاصيل الصغيرة. في المقابل تبدو بريطانيا جاهزة للتهليل وإظهار فرحتها، فبطلها لويس هاميلتون هو من الأبطال الخارقين و”بوب ستار”، على غرار لاعب كرة القدم جورج بست في بداية حقبة السبعينيات لعالم الكرة المستديرة. فالطريقة التي يلبس فيها وطائرته الخاصة ومجوهراته وأسلوب حياته، تؤكد أنه ليس من نفس العرق لمواطنيه على غرار جنسون باتون أو نايجل مانسيل.

B8OTXqBIUAAIzL4

لقد بات هاميلتون ضرورة للفورمولا واحد على غرار الإيطالي فالنتينو روسي للدراجات النارية، فهو “أيقونة” هذه الرياضة، وهو لا يبحث للعب هذا الدور بل حصل ذلك بشكل عفوي حيث بات هاميلتون “مواطنًا عالميًا” ولم يعد يربطه أي خيط بتسمية “بطل محلي”، فهو يعيش بين موناكو والولايات المتحدة الأميركية ولم يعد ينتمي إلى بريطانيا.

وحتّى لو أن قصة هاميلتون بُنيت حول المشاكل والصعوبات التي واجهها والده الذي إضطر للعمل في 3 وظائف من أجل مساعدة إبنه، باتت أسطورة هذا السائق بعيدة عن “ستيفوناج” حيث ولد، ولكن لا ندري ما إذا كانت إنكلترا تحب هاميلتون أم هي معجبة به، فهناك عشاقه الذين يرفضون أي إنتقاد يطال هذا السائق ويصبحون “هستيريون” على مواقع التواصل الإجتماعي خلال الدفاع عنه.

B8NTo7oIIAEJzop

ولكن لدى أيضًا هاميلتون من ينتقده بقساوة والصحافة البريطانية مستعدة “لإحراقة” في بريطانيا، إذ إنه لا يعتبر غير ملموس.. حاليًا هو يقترب أكثر فأكثر من حالة الأسطورة على غرار البرازيلي الراحل آيرتون سينا وخوذته الصفراء الشهيرة، حيث بات بإمكاننا أن نميز بسهولة البريطاني خلف مقود سيارة الفورمولا واحد، وهو يعرف كيف يلامس الحدّ الأقصى، ومغازلة المستحيل دون أي أخطاء. وتوفير الانطباع عن أن قيادة سيارة فورمولا واحد تشبه قيادة سيارة كارتنغ، فهو من طينة اللوردات.

 

موقع ويلز لايف ستايل
Bookmark the permalink.