لماذا تعيش فيراري في الظلمة منذ 9 أعوام؟ ما هو المرض الذي تعاني منه؟

الخبير

بين خيوط الظل والضوء تعيش “فيراري”، على الرغم من أن “السكوديريا” لم تعرف منذ 7 أعوام  سنة جميلة مثل 2017، غير أن الأرقام لا تمحو الشعور بعدم إكتمال العمل في إمتحان يشير مرة جديدة إلى نقاط الضعف عند المصنع الإيطالي الذي يحتفل بالذكرى الـ 70 لعيد ميلاده، والذي كان يأمل بالحصول على هدية الفوز لكنه بدا كمريض على فراش التعافي.

إنطلق عام 2017 كالصاروخ بالنسبة لـ “فيراري” إن كان من النواحي التقنية أو الرياضية أو الثقة بالنفس، فالخوف من رحيل البريطاني جايمس أليسون بعد عام باللون الأحمر إلى “مرسيدس” وتأليف فريق من الشبان الإيطاليين، متعطشين للفوز كالذئاب مع أفكار جديدة، والإستراتيجيات القاسية لسيرجيو ماركيوني الرئيس الكبير لمجموعة “فيات ـ كرايزلر” والتي نفذها بحذافيرها يده اليمنى ماوريتسيو أريفابيني (رئيس القسم الرياضي لفيراري)… كل هذه المخاوف تبددت بالتزامن مع فعالية السلاح الجديد الـ “أس،أف 70 إتش” مع إنتصارين وإحتلال المركز الثاني 3 مرات قبل إنتزاع تاج إمارة موناكو (أول «دوبليه حمراء» منذ 2010 مع فيتيل ورايكونن) ما أعاد الحنين إلى الذكريات المجنونة.

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

نعم لقد كبرت الأحلام والآمال لنصل إلى مجموع حسابي مذهل: أمام “مرسيدس” إعتبرت “فيراري” الوحيدة الّتي تمكنت من مقارعة “الأسهم الفضية” مع خيط رفيع من الإثارة، هي الوحيدة الّتي تمكنت من الوقوف بوجه 4 أعوام من سيطرة “مرسيدس” مع محرك “في6 توربو/ هايبريد”، و79 جائزة كبرى حقق خلالها الفريق الألماني 71 إنطلاقة من الصدارة و63 فوزًا و4 ألقاب عالمية للمصنعين و4 ألقاب عالمية للسائقين، مقابل 8 إنتصارات، منها 5 هذا العام، للفريق الإيطالي.

وللعام التاسع على التوالي تعيش فيراري كابوس عدم التتويج بلقب المصنعين، وللعام العاشر تعيش الكابوس ذاته بدون لقب للسائقين، ولكنها للمرة الأولى منذ عام 2010 تختتم الحظيرة الإيطالية عامًا مليئًا بهذا الكم الكبير من الإنتصارات. في ذلك العام (2010) لمس الإسباني فرناندو ألونسو اللقب العالمي للحظات، وتحديدًا قبل منعطفات قليلة من خط نهاية سباق أبوظبي بمواجهة “ريد بُل” سيباستيان فيتيل، مع الكثير من الدموع والإنتقادات…

عام 2016 فازت “مرسيدس” بـ 19 سباقًا مقابل صفر لفيراري ولكن عام 2017 شاهدنا 12 فوزًا لمرسيدس مقابل 5 لفيراري. وفي وقت تأتي الكلمات من “مارانيللو” مع الرياح العاتية تؤكد الأرقام التالي: عشية جائزة المجر الكبرى تصدر فيتيل ترتيب السائقين برصيد 205 نقاط، متقدمًا بفارق 17 نقطة عن هاميلتون. ولكن بين سباقي بلجيكا والولايات المتحدة الاميركية تبدل الواقع بشكل مرير حيث حصد البريطاني 143 نقطة مقابل 63 للألماني، وفي السباقات الثلاثة دار فيتيل حول الحلبات 59 لفة مقابل 167 لفة لهاميلتون.

الفريق الأحمر لم يتمكن من التعافي من هذه السقطة، وتحديدًا فيتيل، الذي برغم لحظات من التألق إلّا أنه جعلنا نشاهد كيف بإمكان لبطل كبير بسبب تفاصيل صغيرة أن يخسر بطولة كانت تفتح له ذراعيها…

إذاً الأسباب الـتي تُجبر “فيراري” على العيش بالظلمة، هي:

ـ بعض الرؤوس المهمة إختفت في “فيراري” خلال الموسم الحالي، كما أن الصورة العائلية أظهرت أن الإبتسامة إختفت أيضًا عن الوجوه.

ـ من الناحية الذهنية يبقى هاميلتون في الصدارة على حساب فيتيل.

ـ  أهدر الألماني فيتيل  بشكل “سخيف” بعض النقاط المهمة بمواجهة منافسه البريطاني هاميلتون في حوادث كارثية على غرار ما حصل في سنغافورة.

ـ لا يمكننا أن نلوم سيارة “فيراري أس،أف70 إتش” الّتي ولدت جميلة وحصلت على الوقت لتتطور من سباق لآخر، ومع السيارة الحمراء كانت “فيراري” تملك السلاح الأفضل لمقارعة “السهم الفضي” مرسيدس فهي تمكنت من أن “تقضم” حوالي 0،8 ثانية في اللفة من “مرسيدس” وعرفت كيف تتأقلم بشكل أفضل مع الإطارات الناعمة على أي حلبة، مع العلم أن المهندسين الإيطالين لاحظوا أنه على حلبات مثل أوستين (تكساس) يتآكل الإطاران الأماميان بسرعة والسبب مرتبط بجهاز التعليق الأمامي المعدّل عند مستوى إرتباطه بالهيكل وعنصره الثالث المسيطر على التمايل.

ـ عدم عمل شمعة الإحتراق “ان إتش كيه” (المصنّعة من قبل شركة أن جي كيه) قبل إنطلاق سباق اليابان والّتي تصل كلفتها إلى 900 يورو بدون ضريبة. هذه الحادثة دفعت بفيراري الى التشديد على مراقبة قسم المواصفات والجودة والتعاقد مع الإسبانية ماريا مندوزا المتخصصة بالمعدن والقادمة من مجموعة “فيات”.

ـ  الخطأ الإستراتيجي الفظيع الذي إرتكبته “فيراري” عندما دقت ساعة إستخدام المحرك الرابع، إذ لم يكن من الصدف أن تضع “مرسيدس” هذا المحرك بين يدي هاميلتون في بلجيكا نهاية آب/ أغسطس والذي كان بإمكانه الإعتماد على قانون قديم وهو إستهلاك الزيت بـ 1.2 كلغ/ 100 كلم وإستخدام “الزر السحري” لبعض السباقات الإضافية.

بعد 8 أيام في مونزا، منحت فيراري المحرك الرابع لفيتيل مع القانون الجديد الذي يتحكم به: تقليص إستهلاك الزيت إلى 0.9 كلغ/ 100 كلم، ما يعني أن زيت أقل يساوي إضافات أقل لمنح المزيد من الـ “بوست” لكمية الوقود ولعملية الإحتراق. هو فارق بسيط ولكن علاماته ظهرت كبيرة على الحلبات حيث إستفاد هاميلتون من المحرك الرابع “القديم” في سبا ومونزا وسوزوكا، وهي 3 حلبات متطلبة جدًا من ناحية القوة، والنتيجة كانت فوز “مرسيدس” بالسباقات الثلاثة مقابل العدد ذاته من الخسارة للفريق الأحمر…

ـ ولنتكلم أيضًا عن الطرد الغريب في بداية فصل الصيف للورنزو ساسي، المسؤول عن برنامج المحركات، والذي كان يعمل تحت أوامر وولف زيمرمان، وبعدما أشرف على محركات 2015 و2016 و2017 بدأ بالتحضير لبرنامج 2018…

هذا البرنامج بالتعاون مع الحظيرة النمساوية “آيه في أل” إنطلق من أجل إيجاد المزيد من القوة للمحرك عن طريق تطوير بعض القطع، وأمام المردود الإيجابي إتُخذ القرار بإدخال بعض هذه التعديلات إلى سيارتي فيتيل ورايكونن نهاية عام 2017 من أجل الوقوف بوجه محرك “مرسيدس”، ولكن للأسف لم تسر الأمور على السكة الصحيحة من ناحية الموثوقية، فإضطر زيمرمان لوضع خطة “ب” بشكل طارىء تحت مسؤولية الثلاثي غالتييري ـ لوفيرا ـ باريتو ومع تأخير المحرك الرابع الشهير حصل فيتيل على محرك خامس بمواصفات جديدة، ولكن في الوقت ذاته حصل هاميلتون بدوره على محرك جديد (البرازيل)، بينما لم يحصل الألماني على فرصة تجربة محركه الجديد سوى قبل ختام البطولة بسباقين (البرازيل وأبوظبي).

 تعيش فيراري في الظلمة منذ 9 اعوام بسبب تأخر الفريق في تطوير الهيكل ومشاكل الانسيابية وعدم ادارة الاطارات بالشكل الناجح قبل تلافي هذه المشاكل هذا العام

موقع ويلز لايف ستايل
Bookmark the permalink.